إعلان

من عبد الناصر للسيسي.. تاريخ العلاقات بين مصر وإريتريا

02:03 م الثلاثاء 09 يناير 2018

كتبت – إيمان محمود:

في ضوء العلاقات التاريخية بين البلدين التي تشهد تطورًا ملحوظًا منذ أواخر عام 2015، استقبلت القاهرة اليوم الثلاثاء، الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، في زيارته الخامسة للبلاد والتي يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبحث القضايا الثنائية ومستجدات الأوضاع في القارة الإفريقية.

ومن المقرر أن يعقد الرئيسان جلسة ثنائية مغلقة بقصر الاتحادية، يعقبه لقاء موسع بين الوفدين بحضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة الوزير خالد فوزي، والسفير المصري بإريتريا ياسر علي هاشم.

العلاقات بين البلدين قديمة، ولكن تم توثيقها في التاريخ المعاصر بعد عام 1952، واكتسبت زخمًا في الستينات عندما أرسى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أسس التعامل بين البلدين، وبعد مرورها بفترة قصيرة من الركود في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، عادت العلاقات إلى قوتها مرة أخرى في عهد السيسي.

دعم إريتري
زار الرئيس الإريتري، مصر 4 مرات رسمية، كانت آخرها في نوفمبر الماضي، وهي الزيارة التي اتفق فيها الرئيسان السيسي و"أفورقي" على تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين.

كان الرئيس الإريتري من أوائل الرؤساء الذين أيدوا ثورة 30 يونيو، ووصفها بأنها "حدث جوهري أعاد مصر إلى دورها الرائد إقليميًا سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في القارة السمراء".

وقالت وكالة "زاجل" الإريترية، إن أفورقي نصح السيسي في أعقاب الثورة بالترشح لرئاسة مصر، في ظل تاريخهما العسكري الذي يعتبر العامل المشترك بينهما.
كان الرئيس الإريتري أول رئيس يزور مصر في سبتمبر 2014، لتقديم التهنئة للسيسي، عقب فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، بحسب الوكالة الإريترية.

مساندة مصرية
على مر التاريخ؛ قدمت مصر دعمها السياسي لحليفتها الإفريقية؛ مؤكدة حق إريتريا في تقرير مصيرها، وحين وُضعت العقبات في طريق تحررها حرصت مصر على دعم الثورة الإريترية وأقامت ناديا لاتحاد الطلبة الإريتريين بشارع شريف بالقاهرة.

فبعد ثورة 23 يوليو 1952، اتخذت العلاقات منحى متميزًا، وفي مؤتمرات الصلح بعد الحرب العالمية الثانية، قدمت مصر طلبًا خاصًا بإريتريا لاسترداد ميناء مصوع، الذي كان يرفرف عليه العلم المصري قبل الاحتلال الإيطالي لهذا الميناء، وكان هذا الموقف يعنى إقرار مصر حق تقرير المصير لإريتريا.

وفي منتصف الخمسينات عبّرت مصر عن تضامنها مع قضية شعب إريتريا باستقبال زعماء الإقليم وافتتاح مكتب للإريتريين بالقاهرة مما هيأ لهم إعلان قيام جبهة تحرير إريتريا عام 1960، بحسب صحيفة "إريتريا" الحديثة.

وفي السبعينيات؛ استكملت مصر دعمها لاستقلال اريتريا بمناشدة الرئيس الراحل أنور السادات، المجلس العسكري الإثيوبي أن يبذل ما في وسعه لحقن الدماء ووقف أعمال العنف، مُعربًا السادات عن تأييده الصريح لحق إريتريا في الحكم الذاتي.
وتشكلت في مصر عام 1978 جمعية للصداقة المصرية الإريترية، من أجل التحرير وتقرير المصير، وبادرت وزارة الصحة المصرية بإرسال بعثة طبية إلى المناطق المحررة في إريتريا لعلاج المصابين.

واستمرت مصر في دعمها حتى إجراء استفتاء الاستقلال وإعلانه رسميًا في عام 1993، ليذهب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إلى إريتريا مهنئًا باستقلالها، قُبيل انعقاد مؤتمر القمة الإفريقي بالقاهرة بأسابيع قليلة، ولتصبح العاصمة المصرية أول عاصمة ترفع العلم الإريتري على أراضيها.

فيديو قد يعجبك: