إعلان

"الخمسة الكبار".. هل تصبح بديلًا لأمريكا في المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل؟

11:00 م الأربعاء 31 يناير 2018

الرئيس محمود عباس وترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

بعد أيام قليلة يمضي شهران على إعلان الرئيس الأمريكي المثير للجدل باعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل، وعزم واشنطن نقل سفارتها إليها. اندلعت المظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة واستشهد عشرات الفلسطينيين بواسطة قوات الاحتلال، وأعلنت السلطة الفلسطينية نهاية الدور الأمريكي في عملية السلام لكنها لم توضح البديل.

بعثت الرئاسة الفلسطينية بمبعوثين إلى روسيا والصين وسافر في جولات خارجية من أجل البحث عن وسيط آخر غير واشنطن، التي بدورها بدأت التضييق المالي على الفلسطينيين بتعليق مساعدات قيمتها 65 مليون دولار من الأموال التي تمنحها لوكالة غوث اللاجئين "أونروا".

وهددت الولايات المتحدة الفلسطينيين صراحة بأنه إذا لم تعود إلى طاولة التفاوض فلن تصل المساعدات المالية الأمريكية إليها، وهو ما اعتبرته السلطة ابتزازًا لا يمكن قبوله.

لكن في الوقت ذاته لم توضح السلطة الفلسطينية أي بديل عن واشنطن، حتى خرج عبد الحفيظ نوفل السفير الفلسطيني لدى روسيا وأعلن آلية جديدة مقبولة من حكومة رام الله.

قال نوفل في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية، أمس الثلاثاء، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن يعتقد ان آلية "الخمسة الكبار + الأمم المتحدة" مناسبة بشأن وسيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضاف نوفل: "هناك رؤية جديدة وآلية دولية جديدة والرئيس محمود عباس يعتقد أن الآلية الجديدة هي (الخمسة الكبار+ الأمم المتحدة) قد يكون شكلا مناسباً وآلية مناسبة، ولكن هي بحاجة لعمل وجهد وبحاجة لتبني، وتحديداً من روسيا وبعض الدول الأخرى لهذا الموضوع".

وتابع قائلًا: "اعتقادنا أن روسيا بعد ما أعلنت المنطقة أنها دخلت في مجالها الحيوي، أيضا هي مهتمة كثيراً بما يجري على الساحة الفلسطينية في المنطقة، وبالتالي نأمل ونرغب أن يكون لها دور فاعل وكبير في هذا الملف".

ومن جانبها هاجمت الولايات المتحدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ومتهمة إياه بعدم الرغبة في المفاوضات، وهددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، مثل رئيسها دونالد ترامب بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية.

وعلى نفس المسار، كان النهج الإسرائيلي الذي طالما اعتبروا أن الفلسطينيين لا يريدون السلام. واعتبروا أن قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس هو حق تاريخي للإسرائيليين ولكن في الوقت ذاته لا يقوض حل الدولتين حيث لم يتطرق إلى حدود القدس وتركها إلى حين يكون هناك اتفاق سلام بين إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية ويتم حسم قضية القدس بينهما.

هل تعمل استراتيجية (5+ 1)؟

في أعقاب القرار الأمريكي بشأن القدس في السادس من ديسمبر، قالت السلطة الفلسطينية إنها تبحث بدائل عن الوسيط الأمريكي في عملية السلام فاتحة الأبواب أمام توقعات مختلفة.

لكن العامل المشترك بين أغلب المحللين آنذاك هو أنه لا يمكن لأي دولة في العالم أن تلعب هذا الدول والضغط على إسرائيل في أمور التفاوض والتنازل سوى أمريكا.

ويقول الدكتور أسامة شعث، المحلل السياسي الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية، أن الخمسة الكبار هنا ليس بالضرورة أن يكونوا الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي (أمريكا – روسيا – بريطانيا – الصين - فرنسا).

وحول الولايات المتحدة الامريكية أشار شعث في اتصال هاتفي مع مصراوي، إلى أن التركيز في هذه المرحلة لا ينصب على إبعاد الولايات المتحدة من المشاركة في عملية السلام، بل على إنهاء التفرد الأمريكي بهذا الدور والذي أضر بالقضية الفلسطينية. مضيفًا أنه لو أرادت الولايات المتحدة المشاركة في مفاوضات السلام يمكنها ذلك لكن دون ان تمتلك "فيتو"، أي يكون رأيها مستقل وطرف ضمن بقية الأطراف.

ويقول الدكتور محمد أبو سمرة، عضو المجلس الوطني الفلسطيني ورئيس تيار الاستقلال، أن هذه الاستراتيجية تم طرحها مباشرة عقب الإعلان الأمريكي باعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وأضاف في اتصال هاتفي مع مصراوي، اليوم الأربعاء، أنها محاولة للخروج من دائرة الإصرار الأمريكي والإسرائيلي على رعاية عملية السلام. وذكر أنها تشبه اللجنة الرباعية المكونة من أمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والتي تبنت مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، والأخيرة فشلت بنهاية المطاف.

وكان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقيب أشار في تصريحات سابقة أنه "لا يوجد أي جهة في العالم يمكنها أن تحل محل واشنطن" في عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل.

وقال: "لا يمكن لأحد الضغط على إسرائيل وإجبارها على تقديم تنازلات سوى الولايات المتحدة. ولا حتى الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة يمكنهم القيام بهذا الدور".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان