لمحة عن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن وعيدروس الزبيدي
لندن (بي بي سي)
أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن بيانا في 28 يناير 2018 بخصوص المواجهات المسلحة التي شهدتها مدينة عدن في جنوبي اليمن، كرر فيه اتهام الحكومية اليمنية التي يقودها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالفساد واتهم القوات التابعة لحكومة أحمد بن دغر ووزير الداخلية الاعتداء على المتظاهرين الجنوبيين ضد حكومة بن دغر.
كما طالب المجلس الرئيس هادي بإقالة حكومة بن دغر قبل "أن يخرج الأمر عن السيطرة"، لكن ما هو هذا المجلس ومن هو رئيسه؟.
احياء اليمن الجنوبي
أعلن سياسيون ومسؤولون قبليون وعسكريون في عدن، ثاني كبرى مدن اليمن في 11 مايو 2017 عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأعلن وقتها عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق، في كلمة بثها التلفزيون المحلي وإلى جانبه العلم السابق لجمهورية اليمن الجنوبي، عن قرار يقضي بقيام مجلس انتقالي جنوبي برئاسته أطلق عليه اسم "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي".
وقال الزبيدي إن الهيئة، التي تضم 26 عضوا، بينهم محافظو خمس محافظات جنوبية واثنين من الوزراء في الحكومة اليمنية، ستتولى إدارة و تمثيل المحافظات الجنوبية داخليا وخارجيا.
وجاء في المادة الثالثة من القرار "يستمر الجنوب في الشراكة مع التحالف العربي في مواجهة المد الإيراني بالمنطقة، والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الارهاب كعنصر فعال في هذا التحالف".
وأعلنت حكومة هادي عن معارضتها لتشكيل هذا المجلس، وجاء في بيان رسمي صدر بعد اجتماع الرئيس هادي مع مستشاريه في العاصمة السعودية الرياض رفض المجتمعين "رفضا قاطعا" للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وسبق ذلك إقالة مصور هادي أواخر شهر ابريل 2017 لعيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في الجنوب، وخرجت مظاهرات تنديدا بقرار هادي.
ونقلت رويترز حينها تصريحات مسؤول وصفته بأنه يمني جنوبي كبير، رفض الكشف عن اسمه، جاء فيها إن الانفصاليين يأملون في الظفر بدعم التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية، وأضاف "إنها خطوة بعد صراع طويل... لقد تمكن الجنوبيون في نهاية المطاف من تنظيم أنفسهم نحو الاستقلال".
الزبيدي الى الواجهة مجددا
ولد عيدروس الزبيدي في محافظة الضالع جنوبي اليمن عام 1967 ودرس في كلية الطيران وتخرج برتبة ضابط وعمل بعد التخرج في الدفاع الجوي والقوات الخاصة حتى عام 1994 حينما اندلعت الحرب بين الشمال والجنوب.
حارب الزبيدي إلى جانب القوات التي دعت إلى انفصال الجنوب عن الشمال وغادر اليمن إلى جيبوتي بعد أن نجح الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح في اخماد تمرد الجنوبيين.
عاد الزبيدي إلى اليمن عام 1996 ووضع لبنات الحراك الجنوبي الداعي إلى انفصال الجنوب عن الشمال وأسس "حركة تقرير المصير" التي دشنت مرحلة العمل المسلح في جنوبي اليمن ضد القوات الحكومية.
وصدر حكم غيابي بإعدام الزبيدي لكن صالح أصدر عفوا عنه عام 2000 فترك الزبيدي العمل العسكري واتجه للعمل السياسي ضمن أحزاب "اللقاء المشترك" التي مثلث القوى السياسية في جنوبي اليمن.
يعتبر الزبيدي من أبرز وأهم وجوه "الحراك الجنوبي" الذي تأسس عام 2007 وطالب بانفصال الجنوب عن اليمن واحياء "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" التي انتهت مع إتحاد شطري اليمن عام 1990.
في عام 2011 أعلن الزبيدي عن عودة النشاط المسلح لحركة "حق تقرير المصير" في جنوبي اليمن وأسس في أوائل 2014 "المقاومة الجنوبية" التي أصدرت أول بيان لها ونشرته محطة تلفزيون تابعة للحراك الجنوبي ويملكها رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض.
شارك الزبيدي في العمليات العسكرية ضد قوات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح والحوثيين في الضالع ولحج وعدن.
وبعد اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعيد أواخر 2015 عينه الرئيس منصور هادي محافظا لعدن لكنه أقاله في ابريل 2017 وعينه بمنصب سفير في وزارة الخارجية.
وبعد ذلك بفترة قصيرة كلفه الحراك الجنوبي بتشكيل قيادة سياسية لإدارة وتمثيل جنوبي اليمن، فتم الإعلان عن تكوين "المجلس الانتقالي الجنوبي" برئاسة الزبيدي.
فيديو قد يعجبك: