لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

(س\ ج): لماذا لا تتوقف الهجمات الإرهابية في أفغانستان؟

11:59 ص الإثنين 29 يناير 2018

الهجمات الإرهابية في أفغانستان

كتبت- هدى الشيمي:

على مدار الشهر الماضي، عانت أفغانستان من هجمات إرهابية مُتكررة نفذتها حركة طالبان وفرع تنظيم داعش هناك، تسببت في مقتل وإصابة المئات، كان أخرها تفجير سيارة اسعاف في قلب العاصمة كابول، اسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وجاء ذلك بعد تفجير داعش لمسجد ومركز ثقافي شيعي، تسبب في مقتل 40 شخصًا.

وقالت وكالة أسوشيتيد برس الإخبارية إن الهجمات الإرهابية "الشرسة" التي شهدتها البلاد تكشف مدى ضعف قوات الأمن الأفغانية، بعد أكثر من 16 عامًا على التخلص من طالبان بقيادة الولايات المتحدة، ما يُثير التساؤلات حول استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفوز بأطول حرب أمريكية.

وفي محاولة لتفسير ما يجرى في أفغانستان، ومعرفة أسباب استمرار الهجمات الإرهابية في البلاد دون توقف، استعرضت الوكالة بعض المعلومات في أسلوب سؤال وجواب.

· من يفعل ذلك وماذا يريد؟

أحدثت طالبان تمردًا في أفغانستان منذ بدء الحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة والقوات الأفغانية للقضاء عليها، واخراجها من البلاد عقب هجمات 11 سبتمبر. واستطاعت الحركة الاستيلاء على بعض المحافظات والمناطق في البلاد، وشنت هجمات إرهابية بشكل شبه يومي، واستهدفت بشكل أساسي قوات الأمن، وقادة الحكومة التي تدعمها أمريكا.

وفي عام 2014، ظهر فرع تنظيم داعش في الأراضي الأفغانية، ووقعت اشتباكات بين مقاتلي التنظيم من جهة وحركة أفغانستان وطالبان من جهة أخرى.

وانضم إلى داعش عدد كبير من المليشيات الأوزبيكية التي طُردت من باكستان، بالإضافة إلى المقاتلين الذين انفصلوا عن طالبان، وركزوا جهودهم على استهداف الشيعة، الذين يعتبرهم التنظيم مُشركين ويستحقون الموت.

وتريد كل من طالبان وداعش اسقاط الحكومة الأفغانية المدعومة من أمريكا، واخراج القوات الأجنبية الموجود في أفغانستان، إلا أن حركة طالبان تركز بشكل أكبر على الشؤون الداخلية، وترغب في السيطرة على الأراضي. وقد اجتمع قادة الحركة مع المسؤولين الأفغان ورموز الحكومة، وأعربوا عن نيتهم لإجراء محادثات سلام مباشرة مع الولايات المتحدة، وهذا ما رفضته واشنطن.

ومن جهة أخرى، سعى داعش من خلال تدخله في أفغانستان إلى تعويض ما خسره في سوريا والعراق.

وبحسب أندرو وايلدر، نائب رئيس برنامج آسيا في المعهد الأمريكي للسلام، فإن داعش وطالبان تأملان أن تتسبب هجماتهما في النهاية إلى انتزاع شرعية الحكومة، وخلق مسافات بين السلطات والشعب.

· لماذا يصعب ايقاف الهجمات الإرهابية؟

تتفاخر القوات الأفغانية بالهجمات بالغارات التي شنتها مؤخرا، والتي نفذوا بعضها بجانب القوات الأمريكية، إلا أن هناك وحدات أخرى، بما فيها المسؤولة عن تأمين المناطق بعد طرد المقاتلين منها، فاسدة وغير مؤهلة.

وقد يرجع السبب في فساد وضعف القوات الأفغانية الموجودة حاليا إلى تسرع الولايات المتحدة في حشد القوات المحلية من أجل تطهير أفغانستان من طالبان، فاعتمدت على المليشيات العرقية والقبلية، التي شارك بعضها في الحروب والمعارك في التسعينيات.

ولم تتدرب القوات الأفغانية بشكل يجعلها تحافظ على أمن واستقرار المناطق، إذ أن عمليات التدريب تمت سريعا، ولم تستغرق أكثر من شهرين تقريبا، وهناك المئات من الجنود في الشرطة والجيش، شاركوا في الحرب ولكنهم لم يعودوا مجددا. وعلمت طالبان ذلك واستغلته جيدا.

· هل تقدر أمريكا على تقديم المزيد؟

شهد 3 رؤساء أمريكيين الحرب في أفغانستان، إلا أنهم لم يستطيعوا ايجاد طريقة لإعادة الاستقرار إلى البلاد، ولم يتمكنوا حتى الآن من إعادة المقاتلين إلى الولايات المتحدة.

وأعلن ترامب، في أغسطس الماضي، استراتيجية جديدة للحرب في أفغانستان، تقوم على ارسال المزيد من القوات وزيادة الضغط على طالبان لإجبارهم على إجراء محادثات سلام مع الحكومة.

ويقول المحللون إن الحكومة الأفغانية عليها اقناع المواطنين بقدرتها على حمايتهم، وفي مقابل ذلك يتعين عليها تقديم بعض الدلائل.

فيما يخشى محللون من أن تسبب الانتخابات الرئاسية، المقرر اقامتها عام 2019، في احداث حالة من الفوضى أو أن يفوز بها ممثلي طالبان.

· ماذا عن باكستان؟

اتهمت الولايات المتحدة وأفغانستان باكستان بدعم المقاتلين ومساندتهم، وتغاضيها عن الممارسات والأفعال الإرهابية التي تحدث على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، وهذا ما نفته إسلام آباد.

وحاولت باكستان إجراء مفاوضات مع طالبان لسنوات طويلة، والتقى مسؤولين باكستانيين بقادة الحركة في قطر مطلع الشهر الجاري. ودافعت إسلام آباد عن جهودها من أجل احلال السلام في المنطقة.

وفي المقابل، كرر ترامب اتهامته لباكستان، وقال إنها تدعم المقاتلين الذين يستهدفون القوات الأمريكية والأفغانية، وأعلن تعليق المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لإسلام آباد والتي تصل إلى حوالي 2 مليار دولار. كما يستخدم حسابه على تويتر كوسيلة للهجوم على باكستان.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان