إعلان

هل تتسبب عفرين السورية في حرب بين أمريكا وتركيا؟

03:56 م الثلاثاء 23 يناير 2018

الجيش التركي

كتبت – إيمان محمود:

لم يكن العداء التركي للأكراد أمرًا خفيًا عن الولايات المتحدة التي تصرّ على دعمهم في العراق وسوريا لقتال تنظيم داعش الإرهابي، لكن خطوة تركيا في شن حملة عسكرية على القوات الكردية المتمركزة في منطقة عفرين السورية الحدودية معها أثارت التساؤلات حول رد الفعل الأمريكي المُحتمل ومستقبل العلاقات بين البلدين.

وبدأت القوات التركية، السبت الماضي، هجومًا بريًا وجويًا ضد أهداف جماعة وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عفرين في شمال غرب سوريا، وهي العملية التي أطلقت عليها أنقرة "غصن الزيتون".

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد خلال خطاب له في ولاية بورصة غربي تركيا، أن الهجوم "لن ينتهي إلا بالقضاء على التنظيمات الإرهابية"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف تنظيمًا إرهابيًا في تركيا.

ورغم انزعاج الولايات المتحدة من العملية التركية ضد الأكراد، إلا أن الإعلامي والمحلل السياسي السوري، ياسر الحلاق، استبعد أن يصل الخلاف بين البلدين إلى حد الاشتباك العسكري والمواجهة بين الطرفين.

وقال "الحلاق" في تصريحات لمصراوي، إن أمريكا انزعجت من العملية العسكرية لأنها تتعارض مع أهدافها وطموحاتها في الأراضي السورية، لكنه أكد أن الخلاف سيظل في حده الأدنى إلا في حالة أن تنتقل تركيا بقصفها إلى منطقة شرق الفرات "هنا من الممكن أن تُكشر أمريكا عن أنيابها"، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن العلاقات التركية-الأمريكية بشكل عام تمر بمراحل عديدة من التوتر، مؤكدًا "لن يحدث صدامًا عسكريًا .. لكن الصدام السياسي سيحتد".

وتعددت الخلافات بين أمريكا تركيا، خاصة بعد أن رفضت الأولى تسليم رجل الدين التركي فتح الله جولن الذي تتهمه تركي بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في 2016، ثم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواصلة دعم الأكراد، ليصل الخلاف بعد ذلك إلى حربًا دبلوماسية.

ويتفق مدير مكتب الائتلاف السوري المعارض، عادل الحلواني، على أن الخلاف بين البلدين لن يصل إلى مواجهات عسكرية في الأراضي السورية، لكنه توقع أن تتطور الخلافات بينهما لتصل إلى ما يُسمى بـ"حربًا بالوكالة" يشنها البنتاجون على تركيا.

وقال "الحلواني" في تصريحاته مع مصراوي، إن الفترة المقبلة ستشهد تعميق الخلافات بين البلدين، لكنها لم تصل إلى حربًا بالمعنى الحرفي.

وعن رد الفعل التركي؛ أكد "الحلواني" أنه مهما حدث لن تتراجع تركيا عن قتال الأكراد، ولن تقابل دعم أمريكا لهم بالصمت، مشيرًا "هذا الأمر على الأخص بالنسبة لها خط أحمر، ولن تسمح لهم بالتمدد على حساب أمنها القومي".

وفي تصريحات أدلى بها هذا الأسبوع؛ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مدينة عفرين شمالي سوريا باتت مركزًا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، ومن خلالها يريدون خلق مساحة تربط أنصارهم في شمالي العراق وسوريا وجنوب تركيا ببعضها البعض.

ويرغب الأكراد في إقامة دولة مستقلة لهم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وبمرور الوقت شعرت أنقرة بالخطر من التمدد الكردي ومن احتمالية تأسيس دولة كردية في سوريا، تهدد أمنها وتكون أماكن تمركز لعناصر العمال الكردستاني، الذي تضعه على لائحة المنظمات الإرهابية.

أما رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين، تيسير النجار، فيرى أن العملية العسكرية لم تثير غضب الولايات المتحدة، قائلاً إن أمريكا توافق على قصف الأكراد في عفرين، حتى وإن حاولت إظهار موقف معاكس.

وأكد "النجار" في تصريحاته لمصراوي، أن العملية العسكرية على عفرين السورية انطلقت بقرار دولي وبموافقة أقطاب الصراع في سوريا، مشيرًا إلى أن أمريكا تعلم أن الإدانات التي أصدرتها في البداية ليست لها أي قيمة.

ويرى المحلل السياسي السوري، أن أمريكا بالرغم من دعمها للأكراد، فإنها تريد استرجاع تركيا كدولة حليفة، مثلما تحاول روسيا كسب تركيا في الوقت الحالي لتحيدها عن الموقف الأمريكي.

الأمر على حد قول "النجار" لا يتعلق سوى بالمصالح السياسية، ما يعني أن أمريكا لن تخوض حربًا ضد تركيا من أجل الأكراد، وروسيا ستستمر في محاولة كسبها لتكوين جبهة داعمة للرئيس السوري بشار الأسد.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان