إعلان

عملية "غصن الزيتون" في عفرين.. أين تتجه مغامرة تركيا بسوريا؟

11:51 م الأحد 21 يناير 2018

أرشيفية

كتب - عبدالعظيم قنديل:

بدأت القوات التركية، أمس السبت، عملية عسكرية جوية وبرية ضد أهداف ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، والتي أطلقت عليها اسم عملية "غصن الزيتون".

وفي هذا الشأن، يرى مراقبون أن العملية العسكرية التركية في مدينة عفرين كانت متوقعة، لاسيما مع انهيار تنظيم دولة الخلافة المزعومة، التي انهمكت القوات الكردية في محاربتها على مدى الأعوام الماضية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال خلال خطاب له في ولاية بورصة غربي تركيا، الأحد، إن عملية "غصن الزيتون" ستنتهي "في أقرب وقت". وأضاف أردوغان أن العملية التي تجريها القوات التركية في مدينة عفرين السورية "لن تنتهي إلا بالقضاء على التنظيمات الإرهابية.

وتخضع عفرين لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية".

ويرى عمر كوش، المحلل السياسي التركي، أن الجيش التركي ينظر إلى وحدات حماية الشعب الكردية كـ"تهديد على الأمن القومي للبلاد"، ولذا تم التخطيط لذلك التوغل منذ سنوات، معتبرًا أن عملية "غصن الزيتون" ردًا واضحًا على ما تسميه تركيا الاستفزاز الأمريكي بتسليح الأكراد.

وتأتي هذه التحركات التركية بعد أن أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف مقاتل بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية "لمنع عودة تنظيم داعش"، على الرغم من تصنيف تركيا لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا تنظيما إرهابيا وتعتبرها فصيلا تابعا لحزب العمال الكردستاني الانفصالي.

وأضاف "كوش"، في تصريحات لمصراوى، أن العملية العسكرية التركية تمت بالتنسيق مع كل القوى الفاعلة داخل المشهد السوري، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلًا عن المشاركة الفاعلة للجيش السوري الحر.

واستكمل المحلل التركي: "ميزان القوة العسكرية يرجح كفة الجيش التركي بالتأكيد، لكن توقف العمليات العسكرية التركية مرهون بإمكانية التوصل لحل سياسي، بالإضافة إلى الطبيعة الوعرة للمناطق في شمال سوريا".

وبشأن احتمالات مناصرة الولايات المتحدة للأكراد، أوضح المحلل التركي أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين، في الفترة الأخيرة، أعطت الضوء الأخضر مسبقًا للقوات التركية، وأطلقت يد تركيا على الوحدات الكردية بسوريا، لافتًا إلى أن امكانية التصعيد الأمريكي ستكون سياسيًا فقط.

وكان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أكد، الأحد، أن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة مسبقا قبل إطلاق عمليتها في سوريا ضد القوات الكردية المتحالفة مع واشنطن، مشيرا إلى وجود مخاوف أمنية "مشروعة" لدى الجانب التركي. فيما دعت الخارجية الأمريكية تركيا إلى "ممارسة ضبط النفس وضمان ان تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة (في أهدافها) لتجنب سقوط ضحايا مدنيين".

وحول جلسة مجلس الأمن المرتقبة بشأن الوضع في سوريا، توقع كوش أن تناول الجلسة سيكون بشكل عام للأوضاع في سوريا، مرجحًا أن يكون أقصى ما يستصدر هو مطالبة بعدم استهداف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون التطرق إلى تفاصيل العملية العسكرية التركية.

يشار إلى أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن أن بلاده تدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع في سوريا بعد أحداث عفرين وإدلب، مطالباً تركيا "بوقف إطلاق النار بشكل كامل في سوريا والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية من دون شروط مسبقة".

من جانب آخر، قال محمد حامد، الخبير بالشأن التركي، إن عداء تركيا للأكراد ليس وليد اللحظة، وإنما السياسة التركية لديها هواجس من إقامة كيان كردي أو حكم ذاتي جنوب البلاد، الأمر الذي يشجع حزب العمال الكردستاني على المطالبة بأمر مماثل داخل تركيا، مما يشكل تهديد صريح لحزب العدالة التنمية الحاكم.

وبشأن مواقف القوى الدولية، توقع الخبير في الشأن التركي، في تصريحات لمصراوى، أن تتنصل الولايات المتحدة الأمريكية من الميليشيا الكردية، على الرغم من دورها الفاعل في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، لافتًا إلى أن البيانات الرسمية لا تشكل رفضًا صريحًا للتدخل العسكري التركي، فالجميع يريد ان تنتهى المعركة دون مجاملة أي من الطرفين.

وحول استمرار العملية، أوضح حامد أن تركيا ستبذل أقصى جهود ممكنة لإبعاد أكراد سوريا عن حدودها الجنوبية، وكل الاحتمالات قائمة بما فيها إقامة منطقة آمنة على طول الحدود التركية السورية، خاصة أن أنقرة حصلت على ضمانات دولية كافية للشروع في عملياتها العسكرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان