إعلان

تركيا والأكراد في معركة بسط النفوذ من عفرين

08:24 م الجمعة 19 يناير 2018

ارشيفية

كتب – محمد الصباغ:

باتت مدينة عفرين السورية النقطة الأكثر سخونة حاليًا على الساحة السورية، بعد إصرار تركي على اقتحامها وطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال المصنف إرهابياً.

حشدت تركيا قواتها على الحدود المتاخمة لعفرين وهو الأمر نفسه الذي قامت به الفصائل الكردية في سوريا المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وبدأت في قصف مدفعي للمدينة منذ صباح اليوم الجمعة بحسب تصريحات وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، الذي أكد القصف لكنه نفى أن تكون أي قوات برية أوفدت إلى المدينة.

لكن الوزير أكد في نفس الوقت أن العملية العسكرية في المدينة ضد القوات الكردية "ستتجسد على الأرض وستُنفذ"، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية الحكومية.

ومن جانبها اعتبرت الحكومة السورية أي توغل تركي في المدينة هو اعتداء سيتم مواجهته وتوعدت دمشق بإسقاط أي طائرات تركية تتجرأ على قصف المدينة، حيث في هذه الحالة سيكون دفاعًا عن سيادة الجمهورية السورية.

وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا): "ننبه إلى أن قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء الجمهورية العربية السورية".

وأضاف "نحذر القيادة التركية أنه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين فإن ذلك سيعتبر عملاً عدوانياً من قبل الجيش التركي".

كما حذرت الولايات المتحدة الامريكية أمس الخميس تركيا من تنفيذ عملية عسكرية في عفرين، وطالب وزارة الخارجية أنقرة بالتركيز على مواجهة الإرهاب.

وذكرت وكالة رويترز أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، قالت إن واشنطن "ستدعو الأتراك إلى عدم الإقدام على أي أفعال من هذا النوع".

فيما صرح مسؤول كردي إن مزيد من المقاتلين أكراد وصلوا إلى عفرين وسط التهديدات التركية باقتحام المدينة، وقال روجهات روج المتحدث باسم الوحدات في عفرين لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، اليوم الجمعة: "الوضع متوتر ونتعرض لقصف متفرق طوال اليوم من المدفعية التركية على مناطق مدنية في ريف عفرين".

وتقع المدينة الحدودية التي تمثل 2% من مساحة سوريا في شمالي غرب البلاد، وتتبع محافظة حلب إداريًا وجنوبها هناك محافظة إدلب، وإلى الشمال والغرب هناك تركيا. كما يمثل أبناء عفرين حوالي ثلث قوات حماية الشعب الكردية.

ويسيطر الأكراد على المنطقة ويعتبرونها جزء من مناطق سيطرتهم في سوريا. وصرح الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، صالح مسلم، إن الأكراد لا يسعون للحفاظ عليها تحت سيطرتهم فقط بل يسعون إلى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

هذا السيناريو بالطبع يغضب تركيا، فالمدينة تفصل بين مناطق سيطرة قوات درع الفرات المدعومة من أنقرة في مدن الباب وجرابلس، وبين التواجد التركي في محافظة إدلب بموجب اتفاق خفض التصعيد بين المعارضة والحكومة السورية.

وبنفس منطق فرض النفوذ والتأمين الاستراتيجي، تسعى تركيا لتأمين تواصل جغرافي بين المناطق التي تسيطر عليها وبالتالي تحاول إنهاء أي سيطرة للأكراد على مدينة عفرين أو بالأحرى إضعاف الأكراد وإنهاء حلمهم بوصل المناطق الكردية ببعضها، خوفًا من زيادة خطورة حزب العمال الذي تقول تركيا إنه يتخذ من الجبال في مناطق شمالي سوريا بينها عفرين مناطق للاختباء والتدريب.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد السبت الماضي من أن قواته المتواجدة في إدلب سوف تسحق العناصر الكردية المسلحة في عفرين، وذكر أن قوات حماية الشعب الكردية تحاول إقامة "ممر للإرهاب" على حدود تركيا يربط عفرين بمنطقة يسيطر عليها الأكراد إلى الشرق.

وأعرب رئيس القيادي الكردي في مناطق سيطرة الأكراد بسوريا، ريزان كلو، لموقع كردستان 24، في تصريحات سابقة إن أي عملية عسكرية تركية في عفرين "ستمنى بالفشل، لأنهى ستلقى رداً قاسياً وغير متوقع".

وأضاف أن الهدف التركي من الهجوم هو "إفشال مشروع فيدرالية (كردية) شمال سوريا وإطباق الحصار على عفرين وتركيا غير مهتمة بمحاربة التنظيمات الإرهابية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان