مجلة أمريكية: إيران أضعف مما يتخيل ترامب وإدارته
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن إيران أضعف كثيرا مما تتخيل واشنطن، والتي اتبعت العام الماضي سياسة واضحة في الشرق الأوسط، تقوم على مواجهة إيران والحد من نفوذها في المنطقة.
وذكرت المجلة الأمريكية، في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، ووزير دفاعه جيمس ماتيس، ونيكي هايلي مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة، أدانوا جميعا تصرفات وأفعال إيران الإقليمية.
وفي فبراير الماضي، بعد إجراء طهران تجارب باليستية، قال ترامب في تغريدة :"إن إيران تلعب بالنار"، وفي أكتوبر، أعلن البيت الأبيض أن المسؤولين الأمريكيين يعملون على سياسية جديدة تهدف إلى الحد من نفوذ إيران الذي يزعزع أمن المنطقة، والتصدي لسلوكها العدواني.
وترى المجلة أن ترامب وإداراته يتعاملون مع إيران على أنها قوى مُهيمنة تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط، وتحاول مد نفوذها ليصل إلى دول الخليج، إلا أن هذا غير صحيح، وربما يكون مُنافي للعقل ومضاد للمنطق، لاسيما وأن إيران بعيدة كل البعد عن أن تكون قوى إقليمية مُهيمنة.
وقالت فورين بوليسي إن التصدي لإيران كان أحد أسباب دعم ترامب للمملكة العربية السعودية، وتأييده لسياسيات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتغاضيه عن بعض تصرفاته التي أثارت جدلاً في المنطقة، منها أزمة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. كما يُفسر أيضا رفض ترامب إعادة التصديق على الاتفاق النووي الإيراني والذي يصفه بـ"الصفقة الأسوأ".
وأوضحت أن إيران تفتقر إلى العوامل التي تجعلها قوى مُهيمنة على دول الشرق الأوسط المليئة بالنزاعات وتسيطر عليها الفوضى، ونقلا عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن عدد سكان إيران يصل إلى حوالي 83 مليون نسمة، ووصل معدل الناتج المحلي الإجمالي عام 2016 إلى 400 مليار دولار، وتُقدّر ميزانيتها الدفاعية السنوية بحوالي 16 مليار دولار، وتتألف قواتها العسكرية، بما فيها قوات الحرس الثوري الإيراني، من حوالي 520 ألف جندي، ولا يجيد بعضهم القتال.
وذكرت أن العديد من الدبابات والطائرات الحربية وأغلب الأسلحة التي تملكها طهران تعود إلى عصر الشاه الإيراني رضا بهلوي.
وقال أنتوني كوردسمان، المحلل العسكري المخضرم، عام 2010 إن جيش إيران محدود للغاية، ويعتمد بشكل كبير على أسلحة قديمة ومنخفضة الجودة، وأن قواته ليست مُنظمة أو مدربة على القيام بهجمات كبيرة.
وفي المقابل، تقول المجلة إن هناك دولا مثل مصر وإسرائيل والأردن والسعودية والإمارات، يزداد تعداد سكانها مجتمعين عن الـ100 مليون نسمة، ومعدّل الناتج الإجمالي المحلي لهم جميعًا يزيد عن تريليون دولار، أي ما يعادل أربعة أضعاف إيران.
علاوة على ذلك، فإن انفاق الدول السالف ذكرها على أنظمتها الدفاعية يفوق إيران خمس مرات تقريبا. كما أن أسلحتها أكثر قوة وتطور عن الأسلحة الإيرانية.
إلا أن ما يثير قلق خصوم إيران في المنطقة بحسب المجلة، هو استخدام طهران لوكلاء محليين لتعزيز نفوذها في المنطقة. فعلى مدار الأعوام الماضية دعمت إيران حزب الله اللبناني، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، والكثير من المليشيات العراقية، والحوثيين في اليمن.
وفقا للمجلة، فإن إيران لا تتحكم بهذه الجماعات بشكل مُطلق كما تتخيل أمريكا، فكل منها لها مصالحها في الشرق الأوسط، ولا تنفذ أوامر طهران وهي مغمضة الأعين كما يتوهم خصوم الجمهورية الإسلامية.
خلاصة الأمر، تقول المجلة إن الحملة المُضادة لإيران ليست ضرورية، وإذا لم تقتنع إدارة ترامب بذلك، فإن الرئيس الأمريكي لن يحقق أكثر مما حققه أسلافه في الشرق الأوسط.
فيديو قد يعجبك: