واشنطن بوست: ما مصير الفنون المستقلة بالسعودية بعد قرارات بن سلمان الأخيرة؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المملكة العربية السعودية المتحفظة أصبحت راعية لكل الفنون، وأحيا الفنانون الأجانب حفلات على مسارحها من بينهم المغني والموسيقي ياني، وتستضيف المهرجانات ومعارض الكتاب، ومن المُقرر أن يُقام على أراضيها دور عرض والتي تم حظرها منذ عقود.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني أمس الأربعاء، أن التغييرات الجديدة التي طرأت على الفنون في المملكة تعد جزء من عملية التغيير التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، 32 عامًا، لتخفيف القيود الاجتماعية في وطنه، مُشيرة إلى أن القرارات الجديدة أسعدت الشباب السعودي، الذي كان يضطر إلى السفر إلى خارج البلاد لحضور الحفلات والعروض السينمائية.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن خطط بن سلمان تثير بعض المخاوف بشأن شكل المشهد الثقافي الذي قد يظهر في دولة تحكمها عقيدة دينية صارمة، ما يثير التساؤلات حول دور الفنانين المستقلين المنتشرين في المملكة منذ سنوات، ويحاولون تخطي العقبات البيروقراطية والحدود الاجتماعية لكسب الاعتراف الدولي بالفنون السعودية.
وعلى مدار الأعوام الماضية، واجه الفنانون السعودية الكثير من المخاطر، من بينهم الشاعر الفلسطيني الذي ولد في السعودية أشرف فياض، والذي اتهمته المملكة بالكفر والترويج لأفكار إلحادية وسبّ الذات الالهية، وحكمت عليه المحكمة بالإعدام بقطع الرأس عام 2015، ثم خففت الحكم وأصبح السجن 8 أعوام، وجلده 800 جلدة، كما أمرته السلطات بإعلان توبته.
وقال بيث دردريان، المُرشح للدكتوراة في الانثروبولوجيا في جامعة نورث وسترن، إن السعودية تحاول أن تسير على خطا جارتها وحليفتها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تبنت الفنون والثقافة المحلية باعتبارهما أداة لا يُستهان بها.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كانت المملكة ستمنح الفنانين المستقلين والموسيقيين والمخرجين، إم أنها ستنظر إلى هذا النوع من الفنون على أنه لا يرقى بأن يحصل على دعم الدولة.
وفي هذا الشأن يقول الفنان التشكيلي السعودي عبدالناصر غارم، إن الفن يجب أن يكون بعيدا عن كل "الأجندات".
ويشعر بعض الفنانين السعوديين بالتفاؤل تجاه تحركات الحكومة بشأن الفنون والثقافة، ومن بينهم محمد حافظ، أحد مؤسسي معرض "أثر" للفنون المعاصرة، والذي أكد أن الحكومة الآن تسير على خطوات ثابتة باتجاه الفنون، وأنها تعمل على فتح المزيد من المسارح، والمتاحف، ودور المزادات العلنية، وغيرها من الأمكان التي تعزز من شأن تعليم الفن وتحتضنه في المجتمع بأكمله.
فيما ترى ندى المجددي، مخرجة، أن الجمهور السعودي سيحتاج إلى بعض الوقت لكي يعتاد على الفنون المحلية، وأرجعت ذلك إلى أنهم لم يعتادوا على مشاهدة قصص عن أنفسهم.
وقالت المجددي إن الحكومة تشجع وتدعم الفنون والفعاليات الثقافية.
وعُرض فيلم المجددي القصير والذي يحمل اسم "كيكة زينة" في مهرجان سينمائي ترعاه شركة "أرامكو" السعودية الربيع الماضي، وحضره عدد كبير من صنّاع الأفلام في البلد.
وأثنى المخرج خالد ناردشاه، 26 عامًا، على إعلان فتح دور عرض سينمائي، مُوضحا أن هذه الخطوة من شأنها تشجيع صنّاع الأعمال السينمائية على اتخاذ خطواتهم الأولى.
وقال: "المواطنون يحتاجون أن يعلموا أن هناك أفلاما سعودية، وأن صناعة السينما هنا حقيقية"، مُشيرا إلى أن هناك دلائل على أن تغير موقف الدولة من الفنانين، ولا سيما بعد حصوله على تصاريح تصوير فيلمه الجديدة في شوارع جدة في أسبوع واحد.
ويطمح نادرشاه أن تصل أعماله إلى خارج السعودية، قائلا: "أريد أن أروي كل القصص غير المعروفة عن ثقافتي ومجتمعي".
فيديو قد يعجبك: