واشنطن بوست: نتنياهو وترامب يلعبان نفس اللعبة
كتبت – إيمان محمود:
أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إلى الطريقة المتشابهة التي يتصرف بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى في سياستهما وحتى في رد فعلهما على الفضائح والاتهامات التي تلحق بنجليهما أمام الرأي العام.
ففي أواخر العام الماضي؛ سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدفاع عن ابنه الأكبر، بعد أن انتشرت أنباء عن عقده اجتماع سري مع مسؤولين روس مقربين من الكرملين في عام 2016، لطلب المساعدة في الانتخابات الرئاسية التي انتهت بنجاح ترامب، ليصف مستشار البيت الأبيض السابق ستيف بانون نجل ترامب بـ"الخائن".
وفي الأسبوع الجاري؛وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو –حليف ترامب- نفسه يفعل نفس الشيء، بعد أن بثت القناة الثانية الإسرائيلية تسجيل صوتي لابنه يائير نتنياهو يتحدث، وهو في حالة سكر، مع اثنين من أصدقائه لدى خروجهم من أحد أندية التعري في تل أبيب، بحسب الصحيفة.
تحدث الابن الأكبر يائير البالغ 26 عامًا، والذي يطلق عليه الإعلام "الابن الضال"، وهو في سيارة مع نير ميمون، ابن كوبي ميمون قطب الغاز وأحد أكبر أثرياء إسرائيل، ورومان ابراموف، ممثل الملياردير الاسترالي جيمس باكر.
وأوضحت القناة الثانية أن توقيت التسجيل يعود إلى 2015، إذ قال يائير لنير ميمون: "أنت تجادلني في 400 شيكل -116 دولار- والدي ساعد والدك للحصول على صفقة بقيمة 20 مليار دولار ضمن خطة تقاسم عائدات الغاز الطبيعي في إسرائيل.
أثار التسجيل الصوتي غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي –الذي يتم التحقيق معه في تهم بالفساد- إذ من المُحتمل أن يواجه الابن الأكبر أيضًا الاتهامات بعد نشر التسجيل.
ونفت عائلة نتنياهو أية علاقة مع كوبي ميمون، وادعت أن رئيس الحكومة لم يكن يعلم بعلاقة ابنه مع ابن ميمون، كما أوضحت أن سائق السيارة سرّب التسجيل بعدما ساوم عليه عدة وسائل إعلام محلية لبيعها التسجيل مقابل آلاف الدولارات.
وأكد نتنياهو: "يائير ليس له أي دخل بترتيب صفقة الغاز، وإذا كان قد علق على الأمر، فإنه يكون قد فعل ذلك مازحا".
كما اعتذر ابن نتنياهو للرأي العام عما أسماه "مزحة سخيفة تحت تأثير الكحول". مؤكدًا "الكلمات التي قلتها في التسجيل لا تمثلني ولا تمثل القيم التي تربيت عليها".
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثة "غير المريحة" جاءت في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو باعتراضات شعبية على القوانين التي تسنها، ومن ضمنه قانون اغلاق الاعمال التجارية يوم السبت الذي يريد نتنياهو تمريرها قائلاً "من يصوت ضد القانون، كأنه يصوت على اسقاط الحكومة".
كما لفتت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في وقت سابق إلى أن المتدينين في إسرائيل انقلبوا على عائلة نتنياهو بسبب "قضاء ليلة الجمعة في الملاهي الليلية وإنفاق آلاف الدولارات على النساء المتعريات".
وقالت "واشنطن بوست" إن الابن الأكبر لنتنياهو بدا مثل نجل ترامب، فكلاهما اهتما بـ"جلد" الصحافة لهما، وكلاهما وصفا منتقدي آباءهم بأنهم أعداء الشعب، وفي معاركهم مع المعارضين الليبراليين، وتوددا لليمين المتطرف الفاشي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت أن آبائهم أيضًا رددا أجندات غير ليبرالية، فبينما كان ينادي ترامب ببناء جدار على الحدود المكسيكية، شدد نتانياهو على أهمية بناء حاجز إسرائيلي على طول الحدود الإسرائيلية مع مصر.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب يقوم بإلغاء السياسات التي تحمي مئات الآلاف من المهاجرين الهاربين من العنف والكوارث الطبيعية في بلادهم، في الوقت الذي يتقدم نتنياهو فيه قدما بخطط لطرد عشرات الآلاف من الأفارقة طالبي اللجوء بالقوة.
وأصدرت الأمم المتحدة بيانًا هذا الأسبوع، لفتت فيه إلى عشرات الحالات الذين طلبوا اللجوء، بعد اعتقالهم أو إلحاقهم بالأذى والتعذيب في بلدانهم الأصلية يكون الرد من السلطات الإسرائيلية هو ترحيلهم.
ومع استمرار التحقيقات القانونية الجارية بشأن سلوكهم، قاما كلا من ترامب ونتنياهو بالتناوب بشن هجمات على وسائل الإعلام المستقلة والنظم القضائية التي يرون أنها تقف أمامهم، قائلان في مواقف متشابهة أن "الأخبار المزيفة".
ووصفت الصحيفة "نتنياهو" بأنه أكثر خبرة من ترامب، كما أنه يُعتبر سياسي مُحنك، لكن هناك مخاطر من تقليده لنموذج سياسات ترامب الداخلية والخارجية مع معارضيه ومنتقديه.
فيديو قد يعجبك: