هل اختبرت كوريا الشمالية بالفعل قنبلة هيدروجينية؟
كتب – محمد الصباغ:
أعلنت بيونج يانج اليوم الأحد أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية يمكن حملها على صاروخ باليستي عابر للقارات، وأعقبها تصريحات من كوريا الجنوبية حول وقوع زلزال اصطناعي بالقرب من موقع للتجارب النووية في الجارة كوريا الشمالية.
وذكرت هيئة الرصد الجيولوجي بالنرويج أن الاختبار النووي لكوريا الشمالية بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر، وجاءت قدرته التفجيرية أقوى ثماني مرات من قنبلة هيروشيما النووية التي ضربت بها الولايات المتحدة المدينة اليابانية عام 1945.
وأضافت الهيئة المعروفة باسم "نورسار" أن القدرة التفجيرية للاختبار وصلت إلى حوالي 120 كيلوطن من مادة (TNT) شديدة التفجير، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية اليوم.
وكان مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات هي الأكثر قسوة على كوريا الشمالية في بداية الشهر الماضي، وذلك بعد تجربة صاروخية بعيدة المدى في يوليو. وحرم القرار الصادر بإجماع الأعضاء الخمسة عشر بيونج يانج من عائدات صادراتها في عدد من القطاعات مثل الحديد والفحم والصيد تبلغ قيمتها مليار دولار.
وكان أبرز ما في القرار هو إقناع الصين بالتصويت بالموافقة على العقوبات ومنعها من استخدام حق الفيتو لمنع العقوبات. ودعا السفير الصيني بمجلس الأمن "ليو جي" جميع الاطراف الدولية بالالتزام بهذا القرار.
هل تكذب كوريا الشمالية؟
أعلنت وزارة حماية البيئة الصينية اليوم الأحد عدم رصد أي مستوى غير عادي من الإشعاع، بعد ساعات من إعلان كوريا الشمالية إجراء اختبار لقنبلة هيدروجينية. وذكرت أن مستوى النشاط الإشعاعي كان طبيعيًا في مقاطعات لياونينج وهيلونج يانج، وشاندونج.
وتشكك محللون سابقون في إعلان سابق لكوريا الشمالية عام 2016 بشأن اختبار لقنبلة هيدروجينية لأن الإشعاعات المنبعثة كانت قليلة نسبيًا. لكن الاختبار الأخير، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، لم يترك إلا مجالًا قليلًا للشك.
ونقلت الصحيفة على لسان آن لايك، المسئولة بالمركز النرويجي المسئول عن متابعة الأنشطة النووية، أن حجم الانفجار اليوم يزيد من احتمالية صدق مزاعم كوريا الشمالية بأنها اختبرت قنبلة هيدروجينية.
فيما صرح المستشار بنفس المركز النرويجي، سفين مايكلتفيت، للجارديان أن الإشعاعات يمكن تسجيلها فقط في حال حدوت تسريبات من الموقع وانتشرت لتصل إلى محطة مراقبة.
وأضاف أنه حتى لو تمت هذه الملاحظات خلال الأيام أو الأسابيع أو الأشهر المقبلة، سيكون أيضًا هناك سؤال حول قدرة المتخصصين على معرفة ما إذا كانت القنبلة إنشطارية أم إندماجية.
انتقادات دولية
وانتقد قادة العالم ومنظمات دولية عديدة التجربة النووية الجديدة واعتبروها تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، فيما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن اختبار بيونج يانج هو سادس تجربة نووية لكوريا الشمالية منذ عام 2006، ووصفتها بأنها عمل مؤسف "للغاية".
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن يوكو أمانو، رئيس الوكالة التي تتبع الأمم المتحدة، أن التجربة الجديدة تعد "استخفافًا تامًا بالمطالبات المتكررة من جانب المجتمع الدولي". وذكر أيضًا أن الوكالة تواصل متابعة تطورات البرنامج النووي لكوريا الشمالية والذي يشكل مصدر قلق كبير.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن كوريا الشمالية دولة "مارقة"، وأضاف أن أقوال وأفعال بيونج يانج "مازالت عدائية للغاية وخطيرة على الولايات المتحدة الأمريكية". واجتمع بعدها ترامب مع مستشاريه بلجنة الأمن القومي الأمريكية لبحث ردود الأفعال حول هذه الأزمة.
واتفق الرئيس الصيني شي جين بينج، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على ضرورة التعامل بشكل مناسب مع التجربة النووية الكورية الجديدة. كما أكدا خلال اجتماعهما اليوم في مدينة شيامين الصينية، على ضرورة نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
كما أدان ينس ستلوتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، التجربة النووية الجديدة لكوريا الشمالية، واعتبرها "انتهاك صارخ" لقرارات مجلس الأمن الدولي. وأضاف في بيان أن الحلف يشعر بالقلق بسبب سلوك بيونج يانج الهادف لزعزعة الاستقرار وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.
وطالب ستلوتنبرج نظام كوريا الشمالية بوقف فوري لجميع الأنشطة النووية أو الصاروخية التي يعمل عليها نظام الزعيم كيم يونج أون.
أما الجارة كوريا الجنوبية فقد أبدت غضبها الشديد من الاختبار النووي، ووصفه الرئيس "مون جاي ان" بأنه خطأ سيؤدي بكوريا الشمالية إلى مزيد من العزلة الدولية.
وقال الرئيس الكوري في اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد تجربة بيونج يانج، إن كوريا الشمالية ارتكبت خطأ استرتيجيًا سخيفًا من شأنه أن يتسبب في سرعة وتيرة عزلتها عن المجتمع الدولي عبر "استفزازاتها المتكررة مثل إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وإجراء تجربة نووية فهي لا تؤدي إلى زيادة التوتر في شبه الجزيرة الكورية فحسب بل تقوض أيضًا إلى حد كبير السلام العالمي".
وقال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن تجربة كوريا الشمالية الجديدة تشكل مستوى جديد من التهديد الخطير وتقوّض أمن وسلام المنطقة.
فيما صرحت فيدريكا موجريني، المنسقة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بأن الاختبار النووي الجديد لكوريا الشمالية صباح اليوم "تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي". وقالت إن رسالة الاتحاد الأوروبي واضحة وهي أن كوريا الشمالية عليها التخلي عن برامجها النووية وبرامجها لأسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية.
وأضافت وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية، إن هذا التخلي يجب أن يكون بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا رجعة فيه.
فيديو قد يعجبك: