إعلان

أطباء بلا حدود: أهالي الرقة السورية في عزلة وسط الحرب على داعش

02:11 م الأربعاء 09 أغسطس 2017

كتبت- هدى الشيمي:
يواجه أهل مدينة الرقة السورية، أهم معاقل داعش في سوريا، وعاصمة خلافته المزعومة الكثير من التحديات، وسط المعارك المتواصلة التي تشنها قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" على مقاتلي التنظيم، لإخراجهم من المنطقة تماما، بالإضافة لاستمرار قصف قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، والذي أودى بحياة الكثير من المدنيين.

وكانت مصادر طبية أكدت لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، أن ضربات قوات التحالف التي نُفذت خلال الـ24 ساعة الماضية على المدينة، تسببت في مقتل 29 شخصا، بينهم 14 طفلا.

وذكرت الوكالة الألمانية أن المدينة تعرضت خلال الـ48 ساعة الماضية إلى أكثر من 70 غارة جوية، وأكثر من 800 قذيفة مدفعية من قبل التحالف وقوات سوريا الديمقراطية.

ويقول مُنسق مشروع منظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة الرقة، روبرت أونس، إن العزلة المفروضة على أهالي المدينة، تحول دون حصولهم على معلومات عن مُجريات الأحداث في الداخل، وتمنعهم من توفير مناطق عبور آمنة تمكنهم من الوصول إلى المراكز الطبية، لتلقي العلاج.

ويوضح أونس، في حوار وزعته المنظمة على وسائل الإعلام، إن المصابين الذين يتمكنوا من الوصول إلى المدينة، يخبرون الأطباء والمسعفين أن أعداد كبيرة من المرضى والجرحى مازالوا عالقين بالداخل.

وأصابت الحرب العديد من سكان المدنية بالأمراض والمشاكل النفسية والعصبية. بالإضافة إلى الخوف الذي يسيطر عليهم لانتشار مُخلفات الحرب المتفجرة في القرى والبلدات، بما فيها العبوات الناسفة والألغام والذخائر غير المنفجرة.

أكد أونس أن الرقة أصبحت ساحة حرب، يصعب على المدنيين عبور الجبهات فيها، إلا أن بعضهم ينجح في العبور ليلا، ومنهم من يلجأ إلى المهربين كي يتمكن من اللوذ بالفرار، مشيرا إلى غياب وسيلة منظمة لإجلاء الجرحى أو المرضى من المدينة، ووصول الخدمات الطبية إلى الأشخاص الذين يستطيعوا الوصول إلى أطباء بلا حدود.

ويتذكر ذلك المريض الذي وصل إلى مقر عمل المنظمة في تل الأبيض، وكان يعاني من مشاكل نفسية نتيجة فقده سبعة من أفراد عائلته، وأصيب بشظية اخترقت صدره، ووصل مع ابنته ووالدته الجريحة، خلال رحلة خروجهم من المدينة.

وأوضح المنسق الطبي، أن هناك نوعين مختلفين من الإصابات في الرقة، أولها حالات الإصابات البالغة الحدة، الناجمة عن القتال في المدينة، وتتطلب رعاية طبية فورية. والثانية حالات الأفراد العالقين في الجهة الثانية من خط الجبهة.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن أعداد المدنيين الذين ما يزالوا محتجزين في الرقة، يتراوح ما بين 30 ألف إلى 50 ألف، ولا تستطيع المنظمة الطبية الوصول إليهم، ولا يمكنها أن توفر لهم الحصول على الرعاية الصحية داخل المدينة.


فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان