الكينيون يترقبون الانتخابات الرئاسية بقلق
نيروبي - (أ ف ب):
خلال الأيام الماضية ازدحمت محطات الحافلات بالمسافرين في ساعات الصباح الباكرة ليستقلوا الحافلات التي تنقلهم الى أماكن بعيده عن نيروبي.
تعج محلات السوبرماركت بالمتسوقين الذين يدفعون أمامهم العربات المليئة بالمواد الغذائية الضرورية.
قبل الانتخابات التي ستجري، الثلاثاء، اتضحت المؤشرات: فالتنافس المحتدم وتاريخ البلاد من العنف السياسي يعني أن العديد من الكينيين اختاروا أن لا يغامروا، وأن يتوجهوا إلى ملاذ امن في مدنهم الاتنية المعروفة طوال فترة الانتخابات.
وسيدلي عدد منهم بصوته هناك حيث هم مسجلون، ولكن آخرين فضلوا سلامتهم على التوجه إلى مكاتب الاقتراع.
قال أزيكيل أودهيامبو لوكالة فرانس برس عند محطة الحافلات بعد أن وضع بناته الخمس في حافلة متوجهة إلى الريف، "لا أحد يستطيع التكهن بما سيكون عليه الوضع".
وتنتشر مثل هذه المخاوف في اوقات الانتخابات في كينيا بسبب الذكريات عن الاشهر الدموية بعد انتخابات 2007 التي أثارت خلافات عندما ادى العنف الاتني الذي كان بدوافع سياسية الى مقتل 1100 شخص على الاقل وتشريد 600 ألف اخرين.
وهذا العام قال قادة امنيون أنه سيتم نشر 180 الف جندي من عناصر الامن في الشوارع لضمان أن تجري العملية الانتخابية على الاقل في نفس الجو السلمي الذي شهدته اخر انتخابات في كينيا في 2013.
وقال بيتر ويريمو العامل في محطة وقود التي انخفضت مبيعاتها في الاسابيع الاخيرة مع مغادرة السكان للمدينة، أن الناس "لا يزالون يأملون أن تجري الامور على ما يرام ولكنهم يخشون تدهورها".
المرشحان الرئيسيان في هذه الانتخابات معروفان للكينيين، وهما أوهورو كينياتا الذي يتولى الرئاسة منذ 2013 ورشح نفسه لفترة ثانية، وزعيم المعارضة رايلا أودينغا الذي طعن في هزيمته في انتخابات 2007 و2013.
وقبل اقتراع، الثلاثاء، امتنع الرجلان عن الادلاء بتصريحات حادة، بحسب المراقبين، وربما يكون ذلك نتيجة توجيه المحكمة الجنائية الدولية التهم لكينياتا ونائبه المرشح وليام روتو بسبب دورهما في سفك الدماء في 2007، رغم تخلي المحكمة عن هذه التهم.
ومع ذلك يشعر السكان بالقلق، فقد شاهدوا منشورات ورسائل نصية تحمل خطاب كراهية تنتشر في المدينة، وتبادل المرشحان الاتهامات باتباع اساليب غير مباشرة في الحملة الانتخابية، ويبدو أن كلا منهما مقتنع بأن فشله في الانتخابات هو بالتأكيد دليل على تزويرها.
وببساطة فان العديد من الكينيين لا يثقون بأن السياسيين سيمتنعون عن اثارة المشاكل.
اديتار اوشينغ هي من سكان كيبيرا الحي العشوائي في نيروبي الذي شهد اشتباكات في 2007، وارسلت ابنتاها الى خارج المدينة طوال فترة الانتخابات. وتقول "لا اريد أن أغامر، اريد أن أكون مطمئنة".
واضافة الى السكان فقد اتخذت المتاجر اجراءات احترازية، حيث ذكرت صحف محلية ان الموظفين تلقوا تعليمات بجمع الامدادات والاحتفاظ برقم طبيبهم.
حالة فزع
حاول قائد الشرطة ووزارة الداخلية طمأنة الكينيين والتأكيد لهم أنه لا داعي للخوف، إلا أن السكان لم يأبهوا بذلك وفضلوا مغادرة المدينة والتزود بالامدادات الضرورية.
يقول حنيف رادان مدير العمليات في مجموعة متاجر شاندارانا "هناك حالة فزع حاليا". فقبل خمسة اشهر تقدم بطلبات لمواد اساسية من بينها الماء والأرز والبطاريات ولحوم الابقار المجمدة، تحسبا لحدوث موجة شراء وقت الانتخابات.
وفي محطة ماشاكوس في نيروبي، رفعت شركات النقل اسعار تذاكر السفر إلى بعض الوجهات بأكثر من الضعف، إلا أن ذلك لم يمنع اصطفاف طوابير من المسافرين قبل الفجر كل صباح لركوب حافلة الى غرب كينيا التي يتمتع فيها أودينغا بقاعدة قوية.
وقد يمثل هؤلاء المسافرون الاصوات التي يحتاجها اودينغا (72 عاما) بشدة للفوز في هذه الانتخابات التي يمكن أن تكون اخر محاولة له لنيل الرئاسة.
ومؤخرا طلب أحد السياسيين من تحالف اودينغا الوطني المعارض من وكلاء بيع التذاكر في المحطة التدقيق في البطاقات الانتخابية للمسافرين للتأكيد من أنهم مسجلين في المنطقة المتوجهين إليها، بحسب ما قال لاري تاجا، وكيل بيع التذاكر في ماشاكوس.
وقال السائق شيلول يوليوس "نحن ندقق في البطاقات أحياناً، وعندما نتأكد أنهم يصوتون هنا نطلب منهم البقاء والتصويت وبعد ذلك التوجه الى بلداتهم الاصلية لاحقا".
ورغم كل هذا الخوف والقلق الا ان العديد من الكينيين قرروا عدم مغادرة المدينة لثقتهم بأن الانتخابات ستكون سلمية.
يقول راجان: "انا لست قلقاً رغم المتشائمين".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: