الأزمة الخليجية: هل تنجح موسكو حيث فشل الآخرون؟
(بي بي سي):
بينما يواصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف جولته الخليجية، التي شملت حتى الآن كلا من الكويت وأبوظبي قبل أن يختتمها بزيارة لقطر، يطرح المراقبون السؤال هل تنجح موسكو في حل الأزمة الخليجية حيث فشل آخرون؟
وكانت تصريحات وزير الخارجية الروسي بعد لقائه أمير الكويت ورئيس وزرائها، قد عكست ما بدا أنه مقاربة مختلفة من قبل موسكو، عن معظم الوساطات السابقة لحل الأزمة، فقد قال لافروف في مؤتمر صحفي، إن روسيا لا تسعى لـ"التنافس" مع أحد، فيما يتعلق بالأزمة القطرية الخليجية، مؤكداً دعم دولته لوساطة الكويت.
وأضاف لافروف "نحن نؤيد المبادرة الكويتية، ولا نريد أن نتنافس مع أحد.. لدينا علاقات جيدة مع كل الدول، التي وجدت نفسها في مثل هذا الوضع الصعب".
وقد بدا أن لافروف يركز كثيرا على أن موسكو تريد أن تكون جزءا من حل خليجي، وأنها لا تريد فرض رؤية بعينها علي أي طرف من الأطراف إذ قال "نؤمن إيماناً راسخاً بأن مبادرة الكويت تستحق دعم كل من بإمكانه أن يؤثر إيجابيا في الوضع الراهن، ونحن مستعدون لتقديم هذا الدعم بأي طريقة تكون مقبولة لجميع الأطراف."
ويعتبر مراقبون أن موسكو نجحت في التزام موقف حيادي من الأزمة الخليجية، منذ تفجرها وحتى الآن، وهو ما قد يجعل وساطتها مقبولة لدى كل الأطراف، كما أنها تتمتع بنفوذ تقليدي واسع في منطقة الشرق الأوسط.
ومنذ بداية الأزمة، نأت موسكو بنفسها عن اتخاذ مواقف لصالح أي طرف بعينه، ويذكر أن ديمتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد قال في أول تعليق للكرملين على الأزمة الخليجية، إن موسكو لا تتدخل في شؤون دول أخرى ولا في شؤون دول الخليج، لأنها تقدر علاقاتها مع الدول الخليجية مجتمعة ومع كل دولة على حدة.
غير أن مراقبين يرون أن روسيا لها اهتمامها الكبير بمنطقة الخليج بشكل عام، في ظل التعاون الاقتصادي الكبير بين الجانبين، كما أنها تدرك أيضا التأثير الكبير للمنطقة على الملف السوري،الذي يعتبر ذا أولوية كبيرة لموسكو في المنطقة.
ومنذ تفجر الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها الخليجيين، دخلت أكثر من دولة على خط الوساطة، كان بينها أمريكا وفرنسا وتركيا غير أن أيا منها، لم يحقق اختراقا ملحوظا لحل الأزمة، وفي الوقت الذي اعتبر فيه كثيرون أن أمريكا هي صاحبة القول الفصل في حل الأزمة، وأن جهودها هي التي ستنهيها، بدا واضحا لدى كثير من المراقبين أن واشنطن تبدو مترددة، في الإلقاء بكل ثقلها وراء جهود الحل، وهو ما قد يعطي الأولوية حاليا للدور الروسي الذي يراه البعض يستخدم مقاربة مختلفة بعض الشئ.
فيديو قد يعجبك: