إعلان

سجناء ألمانيا في تركيا.. أنقرة تتعنت وبرلين عاجزة

11:20 م الإثنين 28 أغسطس 2017

الشرطة التركية تحتجز ناشطة (رويترز)

 كتب - علاء المطيري:

تحتجز تركيا 9 أشخاص يحملون الجنسية الألمانية في سجونها؛ بينهم 4 ألمان من أصل تركي، وذلك عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في يوليو 2016، وفقًا لموقع "فرانس 24".

وبينما يبدو موقف أنقرة متعنتًا في الاستجابة لمطالبات ألمانيا بإطلاق سراح مواطنيها؛ تبدو برلين عاجزة عن استخدام أوراق ضغط يمكنها أن تجبر تركيا للرضوخ إلى مطالبها لاعتبارات داخلية وخارجية.

وتتهم أنقرة المحتجزين الألمان لديها بالارتباط بجماعة الداعية المعارض فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ العام 1999 والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة قبل سنة، وفقًا لصحيفة ""الحياة اللندنية".

وتقول وزارة الخارجية الألمانية إن الدعم القنصلي المنتظم قائم حتى الآن لكل المحتجزين وفقًا للقانون الدولي، لكن برلين لا تتخذ موقفًا صارمًا تجاه أنقرة لأن ذلك يمكن أن يعرض حياة الألمان المحتجزين لديها للخطر، وفقًا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية في 22 يوليو الماضي.

ويقول وزير العدل الألماني هايكو ماس إنه سيكون من الخطأ، في الوقت الراهن، توفير الذرائع لتركيا لتمنعنا من ممارسة الحق في تقديم الدعم القنصلي للمحتجزين.

يشار إلى أن المواطنين من حاملي الجنسية التركية والألمانية ليس لهم الحق في الدعم القنصلي بموجب القانون الدولي.

ويعد الصحفي دنيس يوسيل، الذي يعمل بصحيفة "دي فيلت" الألمانية هو أبرز المحتجزين الألمان في تركيا، والذي تم اعتقاله في فبراير الماضي بتهمة التحريض على الكراهية ونشر دعاية إرهابية، وكان اعتقاله سببًا في زيادة التوتر بين أنقرة وبرلين، لكن يوسيل قال في مايو الماضي: " لن أغادر السجن من الباب الخلفي ولكن من خلال الباب الأمامي الذي دخلت منه"، في حين يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه إرهابي وعميل.

ورفعت الصحيفة الألمانية دعوى دستورية في تركيا ضد إيداعه في السجن على ذمة التحقيق. وعللت خطوتها التي اتخذتها في يوليو الماضي باستمرار احتجاز يوجيل وانتهاك حرية الصحافة.

وكان وزير العدل الألماني هايكو ماس ورئيس ديوان المستشارية بيتر ألتماير أعلنا، أن الحكومة الألمانية سوف تدعم يوجيل في قضيته ضد أنقرة أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية.

ومن بين المحتجزين الألمان في تركيا أيضًا: "الناشط الحقوقي بيتر شتيودتنر الذي تم احتجازه مع 5 آخرين من جنسيات أخرى، وجهت لهم السلطات التركية تهم تتصل بالإرهاب"، لكن برلين وصفت تلك التهم في يوليو الماضي بأنها "عبثية"، وفقًا لـ"سبوتنك".

وردت أنقرة على برلين باعتبار التصريحات الألمانية تدخل مباشر في القضاء التركي وأن التصريحات المستخدمة غير مقبولة"، في إشارة إلى تصريحات المتحدثين باسم الحكومة الألمانية ووزارة الخارجية، وفقًا لـ"رويترز".

وبينما انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استمرار اعتقال السلطات التركية اعتقال النشطاء في تركيا وتعهد بالعمل على إطلاق سراح المواطنين الألمان المحتجزين بها في يوليو الماضي، وفقًا لموقع "فرانس 24"؛ حث مارتن شولتس - المرشح الاشتراكي لمنصب المستشار الألماني والمنافس أنجيلا ميركل على المنصب - على تحديد فترة زمنية لتركيا حتى تفرج عن الألمان السجناء لديها، وفقًا لـ"وكالة الأنباء الألمانية".

وأعرب شولتس، في الـ26 من أغسطس الجاري، مجدًدا عن قناعته بإنهاء مفاوضات توسيع الاتحاد الجمركي الأوروبي مع تركيا كوسيلة للضغط على أنقرة.

ويتوافق رأي شولتز مع ما دعا إليه جيم أوزدمير، زعيم حزب الخضر الألماني المعارض، وكبير مرشحيه في الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل، معتبرًا أن أول خطوة في هذا التضييق هي وقف ضمانات التصدير التي تقدمها ألمانيا إلى شركاتها المتعاملة مع تركيا.

وتؤمن الحكومة الألمانية ضمانات بقيمة نحو مليار يورو سنويا لتركيا، وفقًا لأوزدمير الذي قال إنه يجب ألا تتحمل الحكومة ضمانات جديدة طالما لم تتخل تركيا عن استراتيجية التصعيد".

لماذا لا تعاقب ألمانيا تركيا؟

وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ 1952، ويعد الجيش التركي الذي يعمل به نحو 640 ألف جندي وموظف مدني، يمثل أحد أكبر الجيوش في الحلف.

وأبرمت أنقرة مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية اللاجئين التي أكسبت تركيا نفوذًا سياسيًا في التعامل مع برلين، ووفقا لبياناتها، استقبلت تركيا 2.7 مليون لاجئ منذ بداية الصراع السوري.

وهددت أنقرة بصورة متكررة بإلغاء اتفاقية اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي وهو ما قد يفتح الحدود أمام موجة هجرة حاشدة أخرى من اللاجئين إلى أوروبا، خاصة في وسط الحملة الانتخابية الألمانية.

ومن الأشياء الأخرى التي تحول دون اتخاذ برلين لموقف أكثر صرامة ضد أنقرة بسبب أزمة السجناء الألمان؛ هو موقع تركيا الجغرفي الملاصق لحدود الاتحاد الأوروبي إضافة إلى حشية برلين من ارتماء أنقرة في أحضان موسكو.

ويعيش في ألمانيا 3 ملايين ألماني من ذوي الأصول التركية، والكثير منهم من مؤيدي أردوغان ويكتسب هؤلاء الأشخاص أهمية في ألمانيا، حيث ساعدوا فى بناء البلاد، وهو ما يمثل ورقة ضغط في يد أنقرة. وقال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل، في يوليو الماضي: "نحن لا نريد أن نخسرهم، وأنا متأكد من ذلك، لن نخسرهم".

الصحفي الألماني دنيس يوسيل

 

فيديو قد يعجبك: