إعلان

فتاة نيجيرية: بوكو حرام أجبرتني على أن أصبح انتحارية

11:29 ص الخميس 24 أغسطس 2017

حركة بوكو حرام الإرهابية

مايدوجوري، نيجيريا (د ب ا)
تقوم "فاطمة على" بتعديل حجابها ذو اللون الفيروزي الساطع. وتغطي تنورة ملونة ساقيها حتى كاحليها، حيث تجلس بحرص على سجادة حمراء بالية.

وقالت فاطمة، 17 عاما، بهدوء لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. ا) "كان يجب في الحقيقة أن أكون ميتة".

منذ ثلاثة أعوام، هاجم مقاتلو حركة بوكو حرام الإرهابية المدججين بالسلاح بلدة باما في شمال شرق ولاية بورنو.

وداهم المتمردون المنزل الذي تعيش فيه فاطمة مع والديها وأخوتها.

وقالت فاطمة "كنت أختبئ وراء الباب، ولكنهم عثروا علي وقاموا بسحبي لخارج المنزل".

ولم يكن للدموع والتوسلات أي جدوى. تعرضت فاطمة للضرب، وتم اقيتادها هي ونساء أخريات وأطفال لركوب عدة سيارات.

ولدى وصولهم لمعسكر الإرهابيين، في عمق غابة سامبيسا، التي تغطي منطقة بحجم سويسرا، طلب من المخطوفين إنكار القيم الغربية.

وأعلن أحد قادة الحركة، الذي كان يحرسه مقاتلون مسلحون بأسلحة آلية، أنه سوف يتم تقديم أزواج للفتيات والسيدات.

ولكن فاطمة قالت إنها رفضت الانصياع للإرهابيين.

وأضافت الفتاة المسلمة الشابة "قلت إنني مخطوبة. وأنه تم تحديد موعد الزفاف بالفعل ".

وأثارت فاطمة بإجابتها غضب القائد، الذي أمر بعزلها عن بقية المخطوفين.

وتقول فاطمة إنها كانت كل يوم تتعرض للإساءة البدنية والنفسية، مع مطالبتها بإنكار "العدو وهو القيم الغربية".

ويعني اسم بوكو حرام، حسب ترجمته "التعليم الغربي خطيئة" بلغة الهوسا المحلية.

ومنذ عام 2009، لقي ما لا يقل عن 20 ألف شخص حتفهم على أيدي الأصوليين السنيين في نيجريا وتشاد والكاميرون والنيجر. وتهدف الحركة لتطبيق التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية.

وقامت بوكو حرام باختطاف الألاف من النساء والفتيات، حيث يتم احتجازهن بصورة أساسية من أجل الجنس أو في بعض الاوقات يتم إجبارهن على القيام بتفجيرات انتحارية، وذلك بحسب ما ذكرته منظمة العفو الدولية.

ومن أشهر وقائع الاختطاف التي قامت بها الحركة، اختطاف أكثر من 200 من تلميذات المدارس من بلدة شيبوك بشمال شرق نيجريا في نيسان/ إبريل 2014، مما أثار غضبا دوليا.

وبعدما رفضت فاطمة الانصياع للإرهابيين لأيام، تم اعتبارها "حالة ميئوس منها".

وأشارت فاطمة إلى أنه تم إبعادها عن الاخرين وتعليمها كيفية تفجير قنبلة.

وقال أحد الإرهابيين لها إن الله اختارها لأداء مهمة خاصة.

وفي صباح يوما ما، تم تخدير فاطمة ولف حزام ناسف حول خصرها.

وأمرها المقاتلون بالسير نحو نقطة تفتيش عسكرية، وهي تمسك بيد فتاة صغيرة، وتفجر القنبلة.

وقالت فاطمة لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. ا) "في هذه اللحظة أدركت أنه يتم إرسالي لمهمة انتحارية" مضيفة "كل من حولي كانوا مدججين بالسلاح، لم يكن لدي فرصة للدفاع عن نفسي ".

وقام أربعة مسلحين بنقل فاطمة والفتاة الصغيرة على متن دراجات بخارية لموقع قريب من نقطة تفتيش عسكرية نيجيرية.

وقام المسلحون بالاختباء بين الاشجار، بينما كانت الفتاتان تسيران نحو مجموعة من الجنود.

وصاح جندي عندما رأى الفتاتين "توقفا! إلى أين تذهبان؟ ".

استجمعت فاطمة كل شجاعتها . وقالت لدى اقترابها من الجنود " أنا طالبة، هناك شيئ ما على جسمي لا تلمسوني ".

وتحدثت فاطمة باللغة الانجليزية بدلا من لغتها الأم ً" الكانورية" لتوضح أنها إنسانة متعلمة، تختلف عن أي إرهابي.

ثم جاءت الطلقات الأولى.

وتعتقد فاطمة أن المقاتلين ارتابوا عندما رأوها تتبادل كلمات مع الجنود، وحاولوا تفجير القنبلة عن بعد.

وقام أحد الجنود بسرعة بدفع الفتاتين وراء حاحز. وبعد دقائق، تم قتل اثنين من الإرهابيين واعتقال الاثنين الآخرين.

وصلت وحدة شرطية خاصة لتحرير فاطمة من الحزام الناسف. وتم نقلها لمركز احتجاز عسكري في مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو بشمال شرق نيجيريا.

تم استجواب فاطمة لأكثر من خمسة أشهر.

ومرارا وتكرارا، استجوب الجيش فاطمة بشأن الاختطاف والمهمة الانتحارية، ليس فقط من أجل جمع معلومات استخباراتية جديدة حول الجماعة الإرهابية، ولكن أيضا لضمان أن فاطمة لم تخضع لعملية غسيل لمخها.

وتم الإفراج عن الشابة في النهاية ، ونقلها لمخيم لاجئين في مايدوجوري.

واختبأت فاطمة في خيمة لأيام، وكانت خائفة من أن يتهمها الأخرون في المخيم بأنها جاسوسة لبوكو حرام.

حتى جاء يوم ما تعرف فيه أحد جيران فاطمة من بلدة باما عليها وساعدها في معرفة مكان والدتها، التي كانت تعيش في مخيم أخر للاجئيين في مايدجوري، المدينة التي بها أكثر من مليوني نسمة.

وتقول فاطمة وهى تبتسم ابتسامة حذرة " لقد كان الأمر حظا بصورة لا يمكن تصديقها".

وتعيش الام وابنتها في المخيم منذ عامين.

وتقول فاطمة إنها تأمل هي ووالدتها أن تستطيعا العودة لباما قريبا، حتى رغم عدم معرفتهما بما ينتظرهما.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان