إعلان

سفير مصر ببكين: دعوة الصين للسيسي لقمة "بريكس" تعكس متانة العلاقات

10:08 ص الجمعة 18 أغسطس 2017

السفير أسامة المجدوب

بكين- أ ش أ:

أكد السفير أسامة المجدوب، سفير مصر لدي الصين، أن العلاقات المصرية الصينية تحمل في جوهرها كافة العناصر التي ترشحها لمزيد من التطور والتشعب والارتقاء سواء على المستوى الثنائي او في مختلف المحافل الدولية والإقليمية وغير الإقليمية كمجموعة العشرين والبريكس.

ووصف المجدوب فى تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط ببكين اليوم، الجمعة، العلاقات المصرية الصينية بأنها علاقات قديمة وممتدة وراسخة، مشيرا إلى أنها شهدت مؤخرا تطورا هائلا بعد رفعها في عام 2014 لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، لتتسع مجالات التعاون فيها لتشمل نطاقا كبيرا من الأنشطة الاقتصادية والثقافية والسياحية وغير ذلك من أوجه التعاون الاستراتيجي المختلفة.

وألقى السفير الضوء على آخر الاستعدادات الخاصة بالزيارة المنتظرة التي سيقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين فى مطلع الشهر القادم للمشاركة فى فعاليات الحوار الاستراتيجى حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية الذى سيقام على المستوى الرئاسى على هامش قمة مجموعة "البريكس" التى تضم خمس دول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا في العالم وهي "الهند والبرازيل والصين وروسيا، وجنوب إفريقيا"، وتستضيفها الصين فى مدينة شيامن، إلى جانب الترتيبات الجارية لمشاركة مصر فى فعاليات الدورة الثالثة لـ "معرض الصين- الدول العربية" فى الفترة من 6 الى 9 سبتمبر فى مدينة ينتشوان فى منطقة نينغشيا ذاتية الحكم، والذي ستشارك فيه كضيف شرف.

وقال المجدوب إن السفارة في بكين تقوم منذ فترة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية في الصين ومصر للترتيب والاعداد الجيد لمشاركة الرئيس في حوار "البريكس" مع الدول النامية والاقتصاديات الناشئة على مستوى القمة، سواء من حيث الترتيبات الإجرائية او الموضوعية للمشاركة في هذا الحدث المهم.

ونوه بأن دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس السيسي للمشاركة في هذه القمة جاءت لتعكس متانة العلاقات سواء بين الحضارتين العريقتين، او علاقة الصداقة الراسخة بين الرئيسين المصري والصيني، والتي سبق ان أسفرت عن دعوة السيسى للمشاركة في قمة مجموعة العشرين تحت الرئاسة الصينية في العام الماضي.

وأشار السفير الى ان مصر تشارك في معرض الصين - الدول العربية في دورته الثالثة كدولة ضيف شرف حيث تعتبر الصين هذا المعرض بمثابة أيقونة التعاون الصيني - العربي وفِي القلب منه مصر.

وأوضح انه تم تشكيل لجنة وطنية في مصر من كافة الوزارات والهيئات ذات الصِّلة لوضع ترتيبات المشاركة المصرية التجارية والثقافية والسياحية، كما شكلت السفارة لجنة متابعة مصغرة تضم ايضا المكاتب الفنية التابعة للسفارة، التجاري والسياحي والثقافي والاعلامي، مشيرا الى أن المعروضات المصرية وصلت بالفعل الى موقع المعرض.

وردا على سؤال حول ما اذا كان سيتم توقيع اتفاقيات بين البلدين خلال هذين الحدثين الهامين، قال السفير أسامة المجدوب، "لابد لأي اتفاقية يتم توقيعها ان تمر بمراحل فنية وإجرائية عديدة قبل ان تطرح للتوقيع، ونحن نتابع مع مختلف الوزارات في مصر لاتخاذ الترتيبات اللازمة في حالة وجود اتفاقيات جاهزة للتوقيع".

وأشار الى أنه سبق بالفعل توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين عبر السنوات القليلة الماضية، ويقاس حجم العلاقات ليس بكم ما تم توقيعه من اتفاقيات بل الأهم هو معدل التنفيذ، والدولة المصرية بكافة مؤسساتها تولي اهتماما كبيرا لتذليل كافة العقبات وخلق البيئة الاقتصادية والسياسية المواتية التي تسهم في زيادة معدلات تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقات.

وتناول السفير فى حديثه علاقة التعاون والشراكة التى تربط بين مصر والصين، قائلا إن الصين حققت طفرة صناعية وتكنولوجية هائلة تطرح فرصا غير محدودة للتوسع في مجالات التعاون، وهناك بالفعل تعاون في مجال السكك الحديدية وقد تم منذ ايّام توقيع عقد القطار الكهربائى "السلام - العاصمة الإدارية - العاشر" مع شركة افيك الصينية باستثمارات 1.2 مليار دولار امريكى على امتداد 66 كم تضم 11 محطة، وهناك تعاون متواصل في مجالات التكنولوجيا سواء في مجال الاتصالات او المعدات الطبية او صناعة السيارات والعديد من المجالات الاخرى. مضيفا :"لا أبالغ في القول ان المجالات الممكنة للتعاون بين مصر والصين لا حدود لها".

وحول الدور المطلوب من الصين بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط ، أشار السفير المجدوب الى أنه منذ تبوء الرئيس شى سدة الحكم تبني مقاربة استراتيجية تقوم على الانخراط الإيجابي في القضايا الدولية الشائكة، ومحاولة توظيف ثقل الصين الاقتصادي للمساهمة في حل النزاعات سلميا.

ولفت المجدوب النظر الى المبادرة ذات الأربع نقاط التى طرحها الرئيس الصيني للتسوية السياسية للصراع الفلسطيني الاسرائيلى، والتى تم إطلاع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تفاصيلها أثناء زيارته للصين منذ أسابيع قليلة، حيث تدعو إلى تعزيز حل الدولتين على أساس حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية جديدة، ودعم مفهوم "الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام" الذي ينهي فوراً بناء المستوطنات الإسرائيلية، ويتخذ تدابير فورية لمنع العنف ضد المدنيين، ويدعو إلى الاستئناف المبكر لمحادثات السلام، وتنسيق الجهود الدولية لوضع "تدابير لتعزيز السلام تستتبع مشاركة مشتركة في وقت مبكر"، وأخيرا تعزيز السلام من خلال التنمية والتعاون بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقال إن طرح الصين للمبادرة هو تطور يمثل نقلة نوعية هائلة في رؤية الصين لمكانتها في العالم ليس فقط كعملاق اقتصادي، ولكن كقوة دولية كبرى تتحمل المسئولية.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان