الصين نُعلّق استيراد الفحم والحديد وثمار البحر من كوريا الشمالية
(أ ف ب):
أعلنت الصين، مصدر الدعم الاقتصادي الأول لكوريا الشمالية، الإثنين، تعليق استيراد الحديد والرصاص وخام هاتين المادتين ومنتجات البحر من هذا البلد طبقًا للعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على بيونجيانج.
ويأتي قرار بكين المُعلن، الإثنين، بعد أيام من التراشق الكلامي الحاد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظام كيم جونج-اون، ما أثار قلقا دوليا حول ما ستؤول إليه الأزمة.
وتعهدت الصين التطبيق الكامل للعقوبات الاخيرة بعد ان اتهمتها الولايات المتحدة بعدم كبح جماح كوريا الشمالية التي تعتمد بشدة على العملاق الآسيوي لدعم اقتصادها.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إنه اعتبارا من الثلاثاء "ستحظر كل واردات الفحم والحديد وخام الحديد والرصاص وخام الرصاص والحيوانات البحرية ومنتجات البحر".
وأوضحت الوزارة ان الاجراء يأتي "تطبيقا لقرار الامم المتحدة الرقم 2371".
وكانت الصين، العضو الدائم في مجلس الامن، وافقت في السادس من أغسطس على مجموعة سابعة من العقوبات الاقتصادية الدولية ضد كوريا الشمالية.
والعقوبات التي كانت ردا على اطلاق بيونجيانج صاروخين بالستيين، قد تكلف بيونغ يانغ مليار دولار سنويا، وتحرمها من موارد مالية أساسية تمثل ثلث عائداتها الخارجية.
وكان ترامب تخوف من ان يكون للعقوبات "تأثير محدود" على النظام الكوري الشمالي، معتبرا ان على الصين ان تفعل "اكثر بكثير" لممارسة ضغوط على بيونجيانج
في المقابل دعت الصين الجانبين إلى "ضبط النفس"، وقال وزير خارجية الصين وانغ يي أن بلاده ملتزمة "100 بالمئة" تطبيق المجموعة الأخيرة من العقوبات.
-الصين تدعو للحوار-
وقامت كوريا الشمالية العام الماضي بتصدير اكثر من 92% من انتاجها الى الصين التي تشكل دعامة اقتصادية ومالية كبيرة للنظام الكوري الشمالي.
وتراجعت الواردات الصينية من كوريا الشمالية بحوالي 7 بالمئة في الاشهر الخمسة الاولى من 2017، بحسب ارقام الجمارك الصينية، بعد وقف الصين شراء الفحم من بيونغ يانغ اواسط فبراير.
واشتكى ترامب في يوليو الفائت من أن المعاملات التجارية بين البلدين زادت بنحو 40% في الربع الاول من العام الجاري.
لكن بكين تدافع عن علاقاتها الاقتصادية مع بيونغ يانغ التي تعدها تجارة عادية بين الجيران وتؤكد أن هذه المعاملات لا تنتهك عقوبات الامم المتحدة.
ومن المنتجات المحظورة الاخيرة، استوردت الصين حديدا خاما من كوريا الشمالية في الاشهر الخمسة الاولى للعام الجاري بنحو 74,4 مليون دولار، وهو ما يعادل تقريبا قيمة واردتها لكامل العام 2016.
فيما استوردت اسماك وثمار بحر قيمتها 46,7 مليون دولار في يونيو، وهو ما يشكل اربعة اضعاف قيمة ما استوردته منها في مايو البالغ 13,6 مليون دولار.
واغضبت واشنطن الصين في يونيو الفائت حين فرضت عقوبات من جانب واحد على بنك صيني متهم بتبييض أموال لحساب كوريا الشمالية.
وفيما يبدو محاولة لزيادة الضغوط على بكين، سيطلب ترامب الاثنين رسميا من إدارته فتح تحقيق في قضية فرض السلطات الصينية على الشركات الأمريكية نقل الملكية الفكرية، لكن مسؤولين اميركيين قالوا إن الامر غير مرتبط بالقضة الكورية.
وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ في إيجاز صحافي روتيني قائلة "من غير المناسب استخدام قضية وسيلة لمواصلة الضغوط في قضية أخرى".
-تصاعد التوتر-
وتصاعد التوتر في المنطقة، الأسبوع الفائت، بعد أن توعد ترامب كوريا الشمالية "بالنار والغضب" في حال هددت الولايات المتحدة، ما ردت عليه بيونجيانج بالتهديد بضرب جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ.
وأشعلت الحرب الكلامية المتصاعدة قلقا دوليا من تأجيج الصراع، الامر الذي دفع الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى حض الطرفين على تجنب الخطاب الذي من شأنه تأجيج التوتر في اتصال هاتفي السبت مع نظيره الأمريكي.
وانضم الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، احد انصار الحوار مع كوريا الشمالية، للدعوات الدولية لضبط النفس.
ودعا مون الاثنين إلى إنهاء "كافة الاستفزازات والتصريحات العدائية فورا، للحيلولة دون تأزيم الوضع أكثر".
وقال مون "لا يمكن ان تحدث حرب على شبه الجزيرة الكورية مجددا على الإطلاق"، في إشارة الى الحرب الكورية (1950-1953) التي قتلت مليون شخص ودمرت مدنا وانتهت بتقسيم شبه الجزيرة لدولتين.
وتابع "أنا على ثقة أن الولايات المتحدة ستتعامل مع الوضع الراهن بهدوء ومسؤولية على تماس مع مقاربة سياستنا".
بدروه، دافع حاكم غوام إيدي كالفو عن تصريحات ترامب، قائلا في مقابلة مع وكالة فرانس برس "احيانا يمكن ايقاف الشخص السخيف بلكمة في الانف".
وطالبت الصين باستئناف المباحثات السداسية من اجل التوصل لحل سلمي للأزمة.
لكن تم تجاهل اقتراحها بأن توقف كوريا الشمالية برامج تسلحها مقابل وقف الولايات المتحدة تدريباتها العسكرية في المنطقة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "ينبغي على الأطراف المعنية ممارسة ضبط النفس تجنبا لتصعيد في الكلام والافعال للوضع المتوتر في شبه الجزيرة الكورية".
وتابعت "من أجل حل القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية نهائيا، على (الأطراف المعنية) التمسك بالمفاوضات والالتزام بالاتجاه العام لتسوية سياسية".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: