"ستريت جورنال": التوتر بين واشنطن وبيونج يانج يضع الصين أمام خيارات محدودة
نيويورك - (أ ش أ):
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التصعيد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية في الأزمة الأخيرة ترك الصين أمام خيارات محدودة للتعامل مع الأزمة ، مشيرة إلى أن بكين تفكر حاليا خلف الستار في استراتيجيات لمنع اندلاع نزاع.
وقالت الصحيفة ـ في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس ـ إن الصين ترى في الحرب الكلامية الجارية بين واشنطن وبيونج يانج إحباطا لجهودها لتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بما يتركها أمام خيارات مقبولة محدودة في التعامل مع الأزمة.
وبلغ التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة (كوريا الجنوبية واليابان) من جهة ، وكوريا الشمالية من جهة أخرى، أوجه في الشهر الماضي ، بعدما أجرت بيونج يانج تجربة لإطلاق صاروخ باليستي أثبت قدرته على الوصول إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى، وهو ما شكل منحى غير مسبوق للخلاف بين الجانبين، لا سيما وأن الولايات المتحدة وجدت نفسها عرضة لخطر التعرض لهجوم بسلاح نووي من جانب كوريا الشمالية.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، بيونج يانج بأنها قد ستواجه بـ"لهيب وغضب" لم يشهده العالم من قبل حال استمرار تهديداتها للولايات المتحدة من خلال الاستمرار في برنامجها الصاروخي، لترد الحكومة الكورية الشمالية بإعلان اعتزامها قصف جزيرة جوام الأمريكية في المحيط الهادئ، والتي تضم قاعدة عسكرية للقوات البحرية والجوية.
وأشارت "وال ستريت جورنال" إلى أن التهديدات الأمريكية والكورية الشمالية بتنفيذ أعمال عسكرية استدعت نداءات لضبط النفس من جانب وزارة الخارجية الصينية، والتي قالت إن مثل هذا الخطاب الحاد "يجعل الأشياء أكثر سوءا"، ودعت الجانبين إلى "العودة إلى المنطق".
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن "خبراء في السياسة الخارجية"، أن مسئولين صينيين اجتمعوا سرا مع متخصصين في مجالات الأمن والعلاقات الدولية لبحث الخيارات المتاحة لمنع اندلاع نزاع بين الجانبين، سواء بشكل مقصود أو بطريق الصدفة.
من جانبه، قال تشينج شياو الأستاذ المشارك بجامعة رينمين في العاصمة الصينية بكين، إن "هدف الصين هو إيجاد طرق لمنع التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية من التصاعد إلى نزاع مفتوح"، فيما قالت الصحيفة إن اشتعال الموقف مؤخرا يعمق من مأزق الصين، ولكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تشهد سقوط حكومة حليفتها وجارتها.
في الوقت نفسه، يقول بعض خبراء الشئون الخارجية الصينيين إن القيادة الصينية أصبحت حذرة جدا بشان ترامب، ويرون أن خطابه يشكل خطرا، وأن أفعاله في الضغط على بكين غير مجدية.
وكرر ترامب خلال الأشهر الأخيرة دعوته للحكومة الصينية للتوسط لحل الأزمة مع كوريا الشمالية وإقناعها بالتراجع عن الاستمرار في برنامجها النووي والصاروخي وجلوس على طاولة المفاوضات، الأمر الذي لم تحرز فيه بكين تقدما، ما دفع ترامب إلى انتقاد الصين وتعبيره عن خيبة أمله لعدم نجاحها في ذلك الملف.
ولفتت "وال ستريت جورنال" إلى التقارير الإعلامية التي أكدت أن مدمرة تابعة للأسطول الأمريكي أبحرت، اليوم الخميس، على مسافة 12 ميلا بحريا من إحدى الجزر الاصطناعية الصينية في بحر الصين الجنوبي، والذي يشهد توترات وصراع نفوذ أيضا بين الصين من جانب والولايات المتحدة والدول المطلة عليه من جانب آخر، في ما وصف بأنه "آخر تحدٍ أمريكي للمزاعم الإقليمية الصينية"، الأمر الذي لم يؤكده حتى الآن المسئولون الأمريكيون والصينيون، والذين لم يردوا أيضا على طلب الصحيفة بالتعليق على مسألة المشاورات حول سياسة التعامل مع التوترات حول كوريا.
ونقلت الصحيفة عن شاو تونج الباحث المتخصص في السياسة النووية بمركز "كارنيجي-تسينجهوا" للسياسة الدولية في بكين قوله إن الصين بلغت أقصى مدى يمكن أن تجرؤ عليه بالموافقة على المشروع الأمريكي بزيادة الضغط على بيونج يانج عبر فرض عقوبات اقتصادية جديدة في الأمم المتحدة، فيما رجحت أن تهديد ترامب الأخير كان يهدف إلى دفع بكين إلى فعل المزيد لتطبيق العقوبات.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: