إعلان

لماذا تتقارب السعودية مع شيعة العراق ؟

12:29 م الثلاثاء 01 أغسطس 2017

مقتدى الصدر ومحمد بن سلمان

كتبت – إيمان محمود:

أحد عشر عامًا مرت على زيارته الأخيرة للملكة السعودية في عام 2006، ليلبي الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر دعوة البلد الشقيق ويذهب في زيارة رسمية الأحد الماضي، وسط تفاؤل من الجانبين بأن تكون تلك الزيارة بداية جديدة بين البلدين، بعد سنوات من العلاقات الفاترة.

يرى مراقبون أن تلك الخطوة تعبر عن رغبة البلدين في التقارب وكسر الجمود الذي طال لسنوات، والأهم؛ أنه يدل على نية الطرفين في تقليل النفوذ الإيراني داخل العراق ليعود إلى الحاضنة العربية من جديد.

التقى مقتدى الصدر –الذي يحظى بشعبية كبيرة داخل العراق- خلال الزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" بأن اللقاء شهد استعراض العلاقات السعودية العراقية، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك".

الزيارة تأتي بعد إشادة السعودية في الآونة الأخيرة بتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على مدينة الموصل من أيدي تنظيم داعش، مؤكدة الوقوف إلى جانب بغداد في مكافحة "الإرهاب".

"تقارب عراقي عربي"

يرى وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، أن السبب الرئيسي للزيارة هو التحولات التي تحدث داخل العراق، موضحًا أن هناك أحزاب وقوى سياسية كانت تتبنى نهج الإسلام السياسي الشيعي، لكنها الآن وبعد التخلص من داعش أصبحت تسير في اتجاه أكثر مدنية.

وأوضح عبد المجيد في تصريحات لمصراوي، أن تلك القوى تحاول الانتقال من الانتماء المذهبي إلى الانتماء الوطني، وهو ما ينعكس على علاقاتها الخارجية، مشيرًا إلى أن مقتدى الصدر وعمار الحكيم يعدان جزءًا من هذه الاجتهادات.

1

كما يُرجع حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أسباب تلك الزيارة إلى قرار من عدد من الدول العربية الانفتاح على العراق، مؤكدًا أن العراق أيضًا لديه نفس الرغبة في التقارب نحو الجانب العربي.

وأشار أبو طالب، في تصريحاته لمصراوي، إلى أن محاولات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالانفتاح على العالم العربي لإحداث توازن داخل العراق بين النفوذ الشيعي والتواجد العربي الذي انحسر انحسارًا شديدًا خلال العشر سنوات الماضية.

كما توقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من الزيارات المماثلة خاصة في ظل إعادة إعمار العراق ومحاولة العبادي تكوين حكومة تحد من التشدد الطائفي.

وقالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن المملكة العربية السعودية وجهت الدعوة لكل من نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، ورئيس تيار الحكمة الوطني السابق عمار الحكيم، لزيارتها تباعًا.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: "وفقا لمصادر حكومية فإن الرياض وجهت الدعوة إلى كل من إياد علاوي وعمار الحكيم، لزيارة السعودية تباعا"، متوقعة أن الحكيم "سيكون أول من يلبي الدعوة".

"تقليص النفوذ الإيراني"

وكان مقتدى الصدر قد أصدر تصريحات معادية للطائفية الإيرانية، كما شهدت المنطقة الخضراء وسط بغداد هتافاته وأنصاره الذين يعدون بالآلاف ضد النفوذ السياسي الإيراني في العراق.

وأكد أبو طالب، أن "الصدر" يحاول أن يحد من النفوذ الشيعي الإيراني في العراق، لكنه يريد شيئا من الدعم المعنوي من البيئة العربية.

واستبعد الباحث الاستراتيجي أن تغضب إيران من هذه الزيارة أو من زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى السعودية الشهر الماضي، قائلاً "الإيرانيون يحاولون الانفتاح على العالم العربي من خلال العراق، هم بحاجة أيضًا إلى هذا التوجه".

وأوضح أن نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، يرفض أن ينتهج العراق توجهًا معتدلاً، لكنه أثبت طائفيته في الفترة الأخيرة والتي كانت إحدى الأسباب الرئيسية في انتشار داعش بالشكل الكبير الذي كانت عليه.

وقال عبد المجيد، إن التيارات السياسية الشيعية في العراق ظلت علاقاتها محصورة فقط مع إيران، حيث كانت الراعي لها منذ أن كانت تناضل ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأضاف أن هذه التيارات وعلى رأسها التيار الصدري، تحاول أن تخطو نحو علاقات جديدة كالعلاقات مع السعودية، وهو ما سيقلل التواجد الإيراني ويساعد في تجاوز الانتماءات المذهبية والتمسك باتجاهات أكثر اعتدالاً.

ومن المقرر أن تستمر زيارة الصدر تمتد حتى نهاية الأسبوع الحالي لاستكمال مناقشة جملة من الملفات أهمها الجانب الأمني والاقتصادي والحاجة الى تحقيق التوازن الفعلي في العملية السياسية المستقبلية بما يضمن لكل الأطراف حقوقها من دون تهميش، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان