إعلان

سعود الفيصل.. عامان على رحيل حامي السياسة الخارجية السعودية

05:23 م الأحد 09 يوليه 2017

سعود الفيصل

كتبت- هدى الشيمي:

تمر اليوم الذكرى الثانية لوفاة سعود الفيصل، أحد ابناء الملك السعودي السابق فيصل بن عبد العزيز، ووزير خارجيتها السابق وأحد السياسيين المُخضرمين في الشرق الأوسط، ليستقبله العالم بالكثير من الحزن، مُعربين عن خسارة رجل تمّيز بشخصية فريدة جمعت بين الجدّية اللازمة لحل المشاكل، وحس الدعابة ورقة القلب التي جذبت الكثير من حوله.

أجمع العديد ممن عرفوا الفيصل أنهم لن ينسوه، وأن ما فعله على مدار 40 عاما تولى فيها منصب وزير الخارجية السعودي لن يُنسى، فبعد تقاعده وتركه المنصب في أبريل 2015، قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكية، وقتذاك، إن الفيصل لم يكن فقط أكثر سعودي يخدم في هذا المنصب وحسب، بل كان الأكثر حكمة، وممكن يملكون خبرة واسعة، وشخصية مُحببة، ونزاهة واضحة، وحرص شديد على تحقيق الأفضل والأنسب لبلاده.

"لاعب أساسي"

أولت الصحف العالمية اهتماما كبيرا لوفاة الفيصل، مشيرة إلى أنه كان أهم اللاعبين السياسيين في الدبلوماسية الشرق أوسطية، فقالت وكالة الأسوشيتيد برس الأمريكية إنه السياسي الذي قضى 40 عاما من عمره يحمي السعودية من الأزمات، والتوترات المنتشرة في الشرق الأوسط.

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن تولي الفيصل شؤون بلاده الخارجية جعلتها أقوى في الشرق الأوسط، كما أنه مال للتحالف مع أمريكا، ولعب دورا كبيرا في تهدئة الأوضاع بين واشنطن والرياض عقب هجمات 11 سبتمبر في 2001، إذ كان 15 شخصا من بين 19 نفذوا الهجوم سعوديين الجنسية.
"أزمات ومشاكل"

وخلال فترة عمله، مرّ على الفيصل العديد من الأزمات والمشاكل، التي بدأت من الحرب الأهلية اللبنانية والتي اندلعت عام 1970 أي قبل أن يشغل منصبه بخمسة أعوام، ثم الجهود المبذولة للتسوية النزاع العربي الفلسطيني، والغزو العراقي للكويت عام 1990، وحرب الخليج، وصولا إلى الهجمات 11 سبتمبر، وزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة، وتفاقم الأزمة السورية.

انحاز الفيصل للشعوب عقب قيام ثورات الربيع العربي، وأشار خلال مؤتمر صحفي عقد في ختام القمة الاقتصادية العربية بالرياض عام 2013، إلى أن الأوضاع الاقتصادية كانت سببًا رئيسيا في وقوعها، ودعا لضرورة معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

وقال إن تذمّر هذه الشعوب ناتج عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لذا فمن البديهي أن يتم إصلاح هذه الأوضاع.
وشهدت فترة تولي الفيصل لمنصبه، تنفيذ المملكة لعملية عاصفة الحزم السعودية، والتي أكد أنها جاءت رغبة في عودة الشرعية لليمن، وللتصدي للانقلاب الذي تنفذه الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

"مواقف"

اتسم بمواقفه الحازمة، فدائما ما أكد أن القضية الفلسطينية من أولويات الملكة العربية، معربا عن رفضه لحالة الضعف التي تمر بها المنطقة خاصة عندما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي، ودعا لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني المُغتصبة.

وحرص الفيصل في العديد من خطاباته على الدفاع عن الإسلام والمسلمين، فقال في خطاب عام في بروكسل عام 2004، إنه لا يمكن الربط بين ثقافة يتجاوز عمرها 1400 عاما وأعمال إرهابية ليس مُغرضة ودنيئة.

هاجم إسرائيل عام 1977، بعد انتشار معلومات وتقارير تُفيد بإنتاجها أسلحة ذرية نووية، ودعا المجتمع الدولي ممثل في الأجهزة الدولية المختصة، والتي تسعى لتحديد انتشار الأسلحة النووية، مطالبا بأن يتخذ من الاجراءات ما يتلاءم مع أهمية هذا الأمر وخطورته.


وأعرب عن رفض بلاده للجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حق شعبه، ودعا لضرورة تسليح المعارضة السورية، وانتقد الدعم الروسي للأسد.

وأكد أمام الجميع، ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر القمة بشرم الشيخ عام 2015، إن الدعم الروسي للأسد يعد جزءا أساسيًا من المآسي التي تمس الشعب السوري، مشيرا إلى أن موسكو قدمت للنظام السوري ما يفوق حاجته لمحاربة شعبه، ويمنحونه الأسلحة، رغم أن القانون الروسي نفسي يمنع روسيا من بيع السلاح للدول التي تستخدمه في الهجوم وليس الدفاع.


وحرص دائما على الدفاع عن الإسلام، فقال في خطاب عام في بروكسل عام 2004، إنه لا يمكن الربط بين حضارة وثقافة يتجاوز عمرها 1400 عاما، ومجموعة من العمليات الإرهابية الدنيئة التي لا تمت للإسلام أو المسلمين بصلة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان