إعلان

المخاوف من اندلاع العنف يوم التصويت تدفع بالفنزويليين إلى كولومبيا

01:58 م الأربعاء 26 يوليو 2017

فنزويليون يدخلون كوكوتا في كولومبيا عبر جسر سيمون

(أ ف ب):

يتواصل تدفق الفنزويليين إلى الحدود مع كولومبيا؛ هربًا من الاضطرابات وشح السلع في بلادهم، وسط مخاوف من تفجر أعمال عنف في نهاية الأسبوع خلال تصويت تنظمه الحكومة اليسارية لاختيار اعضاء الجمعية التأسيسية الموكلة إعادة صياغة الدستور.

ويمكن مشاهدة الآلاف منهم، وكثيرون يجرون حقائب ممتلئة وهم يعبرون الحدود في الاتجاهين: البعض بحثا عن ملجأ في كولومبيا المجاورة والبعض الآخر عائدا إلى فنزويلا بعد التزود بالمواد الغذائية والسلع الضرورية المفقودة في بلده.

وفي ظل شجرة جلست ماريا دي لوس انخليس بيشاردو (29 عاما) تستريح بعد اجتياز معبر فيا ديل روزاريو الحدودي مع زوجها وابنهما البالغ من العمر 4 سنوات.

وقالت "اضطررنا لتقديم موعد رحلتنا بسبب تصويت الاحد. بصراحة لا نعرف ماذا سيحصل، لهذا وحرصا على السلامة نفضل المغادرة" مضيفة أن وجهتهم النهائية هي البيرو.

غير أن خطة الرئيس الذي دعا الى التصويت قوبلت بإضرابات وتظاهرات حاشدة في فنزويلا، ومقاومة من قبل المعارضة وتحذيرات من الخارج.

وهناك مخاوف من تفاقم أعمال العنف الدامية التي أدت خلال أربعة اشهر من التظاهرات المعارضة لمادورو وقمع الشرطة، إلى مقتل أكثر من مئة شخص.

وبرزت مخاوف أخرى من تنفيذ الولايات المتحدة تهديدها بفرض عقوبات اقتصادية في حال إجراء التصويت، وهي خطوة ستكون مدمرة لهذه الدولة التي تعاني من أزمة اقتصادية ويقول البعض إنها على شفير حرب أهلية.

- خطة للهرب الجماعي -

قال رئيس جهاز الهجرة في كولومبيا كريستيان كروجر لوكالة فرانس برس إن سلطات بلاده وضعت "خطة طوارئ" لمختلف السيناريوهات المحتملة بما في ذلك الهرب الجماعي للفنزويليين.

وقالت بيشاردو أن الحل الوحيد لاسرتها هو الهجرة النهائية موضحة "ليس هناك مواد غذائية، لا يمكن الذهاب للعمل وسط كل تلك الاضرابات وانعدام الأمن".

وتدفق الفنزويليين واضح في بلدة كوكوتا الحدودية الكولومبية، حيث تشاهد العديد من نقاط البيع التي تعرض سلعا فنزويلية إضافة إلى تواجد مئات الفنزويليين الباحثين عن عمل بشكل غير قانوني.

وفيما يعتبر العديد من الفنزويليين جارتهم منطلقا إلى دول أخرى، يقول كروغر أن ما بين 300 و350 ألف فنزويلي يقيمون في كولومبيا، معظمهم من دون تصاريح إقامة.

وقال البائع وليام غالفيس (45 عاما) المولود في كولومبيا والمقيم في فنزويلا منذ 23 عاما مع زوجته الفنزويلية وابنتهما البالغة من العمر 8 سنوات، إنه لا يرى أي خيار سوى العودة بهما إلى مسقط رأسه.

والسبب الذي أجبره على العودة مع اسرته هو عدم التمكن من العثور على الدواء الذي تحتاج له زوجته.

وقال "نظرا لان مادورو لا يريد أن يتزحزح، كل ما يمكننا القيام به لسوء الحظ هو العودة إلى هنا".

وقال إن "معظم الفنزويليين الذي قدموا معنا سيتوجهون إلى الإكوادور والبيرو وتشيلي وكولومبيا لانهم لم يعودوا قادرين على تحمل الوضع".

-وضع خطير -

يقول مسؤولو الهجرة الكولومبية إن هذا الاسبوع شهد زيادة في عدد الفنزويليين الذي عبروا لشراء المواد الغذائية، وخصوصا أن الاثنين كان يوم عطلة فنزويلا.

غير أن إضرابا شاملا دعت إليه المعارضة يومي الاربعاء والخميس أدى إلى زيادة تدفق الاشخاص المغادرين.

وقال المسؤولون إن نحو 25 ألف فنزويلي يدخلون كولومبيا كل يوم، ونفس العدد تقريبا يغادرها.

ويأتي كثيرون لشراء السلع الأساسية غير المتوفرة في فنزويلا مثل الارز والسكر والمعكرونة ومستحضرات النظافة الشخصية، ثم يعودون. والبعض يأتي بحثا عن عمل.

وأحد الباحثين عن عمل هو هنجمبر كاستيو الذي كان يبيع بطاقات حافلات.

وقال الرجل البالغ من العمر 40 عاما "الوضع الذي نعيش فيه في فنزويلا خطير".

وأضاف "من غير السهل إعالة أسرة. إن الناس في قدومهم إلى هنا لشراء السلع الغذائية وعودتهم إلى أسرهم، يبحثون عن حل".

وفي حالته يسعى يائسا لإيجاد عمل بدوام كامل في كولومبيا رغم البطالة العالية، والتوجه بزوجته وابنته إلى بوغوتا حيث تقيم والدته وشقيقته.

وتقول للسلطات الكولومبية إن الأزمة الفنزويلية مشكلة إقليمية تحتاج إلى حل إقليمي. وعقدت عدة اجتماعات حول الأزمة مع دول عدة بما فيها البرازيل والمكسيك وبنما والبيرو.

وقال كروجر "من الواضح أن هذا الوضع ليس فقط بيد كولومبيا، بل المنطقة".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان