كاتب أمريكي يقلل من جدوى دعوات عزل ترامب داخل الكونجرس
واشنطن - (أ ش أ):
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الجمعة، تقريرًا يشير إلى أنه بالرغم من القرارات والأحداث الاستثنائية التي شهدتها فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن سيناريو عزله من منصبه من جانب الكونجرس بات مستبعدا، وذلك رغم اقتراح البعض طرحه من آن لآخر.
وطرح الكاتب فيليب بامب، في تحليل نشرته الصحيفة، تساؤلا حول سبب بقاء عزل ترامب من جانب الكونجرس أمرا مستبعدا حتى الآن، مشيرا إلى "استثنائية" اللحظات الغريبة التي عاشها الشعب الأمريكي، خلال الأشهر الست المنصرمة من حكم الرئيس الجمهوري، والتي كان آخرها الكشف عن رسالة بريد إلكتروني أظهرت تواصل دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأمريكي مع محامية روسية يعتقد صلتها بالسلطات الروسية والكرملين، والتي عرضت تزويده بمعلومات من شأنها الإضرار بمنافسته من الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون خلال فترة الانتخابات الأمريكية، التي جرت في شهر نوفمبر من العام الماضي.
وقال بامب، إن قاعدة تأييد الرئيس الأمريكي أظهرت أن بإمكانها التخلص من الآثار السلبية التي يتركها "التواطؤ" الواضح في نقل معلومات تعد جزءا من "دعم روسيا وحكومتها لترامب".
ورأى الكاتب أنه على الرغم من أن ترامب ليس رئيسا ذو شعبية كبرى، مشيرا إلى أن نسبة تأييده لا تصل إلى 45% بين الشعب الأمريكي، الذي يقيم معظمه أداء ترامب بشكل سلبي، لكن منصبه لن يتعرض للخطر بافتراض الكشف عن معلومات جديدة هامة خلال الأسبوع المقبل، علما بأن أحد النواب الديمقراطيين بمجلس النواب قد بدأ في إجراءات إقامة دعوى لعزله، إذ أكد بامب أنه لا توجد أية احتمالات لعزل ترامب هذا العام، بغض النظر عما سيحدث أو يُكشف عنه خلال تلك الفترة.
ورأى التحليل أن السبب في ذلك يرجع إلى أن العزل من جانب الكونجرس، وإن كان يأخذ شكل المحاكمة إلا أنه في الواقع عملية سياسية يقودها سياسيون، لا سيما وأن المسار السياسي لترامب معوَّلا عليه ويزدهر في الوقت ذاته بسبب طبيعة الفترة التي تولى فيها الحكم، فضلا عن طبيعة نواب الكونجرس أنفسهم، خاصة الجمهوريين.
واستعان الكاتب بنتائج استطلاع نشره مركز الاستطلاعات الخاص بمؤسسة "هافنجتون بوست"، والذين بيّن انحدارا بنسبة ما بين 7 إلى 8% في نسبة تأييد ترامب من مختلف التوجهات خلال الأشهر الست الأولى من حكمه، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن تلك النسبة ليست كبيرة جدا بما يدفعه لتغيير أسلوب حكمه وسياساته، خاصة وأن الرقم الوحيد الذي يعول عليه الرئيس الأمريكي هو نسبة تأييده بين الجمهوريين (قاعدة التأييد الخاصة به)، حيث لا يمكن أن يحدّث سيرته لمجرد أنه سيخسر واحدا من بين كل 9 أشخاص يؤيدونه من أجل تلك السيرة.
ودلل الكاتب على رأيه باستطلاع آخر أجراه مركز "جالوب" للإحصاءات، والذي بين أنه خسر 7% من مؤيديه من كل الاتجاهات، في حين خسر 4% فقط من مؤيديه الجمهوريين، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الأمر الهام بشأن ذلك هو الاتجاه المحافظ بين الجمهوريين، والذين يبدي نحو 90% منهم رضاهم عن أداء الرئيس الأمريكي ويؤيدونه، فيما لفت إلى أن إجراءات العزل تتطلب الموافقة عليها بأغلبية مطلقة داخل كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ ذوي الأغلبية الجمهورية، مشيرًا إلى أن معظم النواب سيواجهون تحديًا من جانب أعضاء داخل حزبهم.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: