إعلان

"ما باليد حيلة".. كيف استقبل سائقو "التوكتوك" رفع أسعار البنزين؟

07:11 م الجمعة 30 يونيو 2017

يستعين محمد بالتوكتوك على مصاريف الدراسة

كتبت - دعاء الفولي:
بينما كان عمرو محمد يقود التوكتوك الخاص به في منطقة الهرم أمس، أوقفه زبون طالبًا منه إيصاله لمنطقة تبعد حوالي ربع الساعة. قدّر الشاب المشوار بـ15 جنيه كمقابل، غير أن الراكب أصرّ على دفع عشرة جنيهات فقط "سيبت له الفلوس ومشيت.. جري ورايا وفي الأخر إداني 12 جنيه.. ولا انا رضيت ولا هو".. تلك الحالة من الشد والجذب والحيرة هي ما يعيش فيها بعض سائقي التوكتوك في مصر، بعدما طالهم غلاء الوقود.

صباح أمس، الخميس، رفعت الحكومة أسعار الوقود، ضمن خطة تستهدف تقليص دعم الطاقة.

وزاد سعر لتر بنزين 92 إلى 5 جنيهات بدلا من 350 قرشًا، وارتفع سعر لتر بنزين 80 ليصل إلى 3.65 جنيه بدلا من 235 قرشًا، وسعر لتر السولار ليبلغ 3.65 جنيه بدلا من 235 قرشا، فيما وارتفع سعر بنزين 95 إلى 6.60 جنيه للتر بدلاً من 625 قرشًا.

قبل أن يبدأ محمد عمله بالأمس، ذهب إلى محطة الوقود لملء الخزان "بعد ما ملى تسعة لتر لقيته بيقولي عايز 40 جنيه". ظن الشاب صاحب الـ22 عاما أن العامل يمزح، لكن الأخير أخبره بأن الثمن الجديد للتر بنزين 92 هو خمسة جنيهات "لو كنت أعرف قبل ما يضرب المسدس في التوكتوك مكنتش فوّلت.. كنت ركنتها وشفت شغلة تانية".

1

اشترى محمد التوكتوك منذ عام، ليستعين به على مصاريف الدراسة في الجامعة "يادوب بيغطي مصاريفي انا وأخويا لأننا نفسنا نتعلم". كان الشاب قبل زيادة الأسعار الأخيرة يدفع 27 جنيها مقابل 9 لتر من البنزين "بيمشوني نصف يوم"، وكي لا يُهدر الوقود "لما بستنّى دوري في الموقف ببطلها"، كما قرر الاتفاق مع الزبائن على الأجرة قبل التحرك "خاصة لما يبقى مشوار بعيد"، ورغم استمراره في العمل، إلا أنه يفكر في تأجير الماكينة لشخص آخر، حتى ينخفض ثمن الوقود.

في المقابل لا يملك فتحي رشدي رفاهية البحث عن وظيفة أخرى غير قيادة التوكتوك، فهو يعمل عليه فقط، ما يزيد عبء المصاريف. يحصل صاحب التوكتوك من رشدي يوميا على 80 جنيها كإيجار "الرقم دة مبيتغيرش يعني لو عملت شغل بأقل من كدة هزود فلوس من جيبي". يتحمل الشاب العشريني تكلفة البنزين، وكذلك ثمن ترك الماكينة في الجراج ليلا والذي يصل إلى 200 جنيه شهرياً.

2

55 جنيها هو المبلغ الذي تكبده رشدي مقابل 11 لتر من بنزين 92. كان الأمس هو اليوم الأول لوالد الثلاثة أطفال عقب أسبوع من التوقف عن العمل، حين وصل إلى مكانه المعتاد بمنطقة ترسا في الهرم "لقيت بتاع 30 توكتوك تانيين واقفين.. والسواقين بيخبطوا كف في كف وخناقات مع الزباين وحاجة غم"، حاول تجاهل تلك العقبات، انتظر دوره، غير أن حنق الراكبين لاحقه "بقيت أقول الناس إن البنزين غلي فيقولولي واحنا مالنا.. طب ما هو انا لما أروح أشتري سكر وألاقيه غلي هدفع غصب عني.. ليه بييجوا علينا إحنا؟"، لم يرفع رشدي أجرته كثيرا-حسب قوله-إلا أن الأمر أيضا مرتبط بمدى قُرب وبُعد المسافة "الناس عايزة تدفع جنيه وجنيه ونص في مشوار بيتكلف 4 جنيه".

لم يكن سعيد عواد-السائق الخمسيني-يتحمل المزيد من الضغوط، فبعد ترك عمله في الحدادة، اشترى التوكتوك الذي يقوده حاليا، ليسد حاجة المنزل المفتوح "وأهي كانت ماشية شوية وشوية"، ورغم تردي الظروف إلا أن عواد لا يُحب المجادلة مع الزبائن "اللي بيجيبوه باخده.. الواحد تعب من المناهدة"، كما أنه يعلم يقينا أن دائرة الغلاء مسّت الجميع.

منذ عشرة أعوام يقود محمد يسري التوكتوك "كان لتر البنزين بيعمل جنيه وربع وبنقول غالي".. قالها الشاب بابتسامة مريرة، فيما يذكر أن التكاليف لا تتوقف على البنزين فقط "عمرة التوكتوك كانت بـ1000 جنيه بقت بـ3000.. سلك الدبرياج كان بجنيه ونص من كام أسبوع بقى بعشرة جنيه".

3

كان خالص المبلغ الذي يخرج ليسري في اليوم "حوالي 50 جنيه"، بعد خصم ثمن البنزين وإيجار الجراج. أما في الوقت الحالي فلا يزيد العائد عن 20 جنيها "وكل دة على افتراض إن المكنة بتعمل 100 جنيه كل يوم"، إذ يقول الشاب ذو الـ18 عاما أن الحصول على ذلك المبلغ يحتاج 16 ساعة من العمل المتواصل يوميا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان