إعلان

في جامعة الزقازيق.. قصة كلية مٌخصصة لخدمة "ذوي الإعاقة"

10:56 م الأربعاء 21 يونيو 2017

عميد كلية علوم الإعاقة والطالب حازم قرنى

كتبت – يسرا سلامة:

مع بداية هذا الشهر، أعلن المجلس الأعلى للجامعات تدشين كلية "علوم الإعاقة" في جامعة الزقازيق بالشرقية، لتعد بذلك الكلية الثانية في مصر بهذا التخصص، بعد إنشاء الكلية الأولى ببني سويف العام الماضي، باسم "كلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة"، فكيف بدأت الكلية في الزقازيق؟ وما أحلام المتعاملين مع ذوي الإعاقة من هذا النوع من الكليات داخل الجامعات المصرية؟.

لم تتح أي كلية بمصر تخصص معلمين أو أخصائيين اجتماعيين للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة قبل تدشين الكليتين، فبحسب مستشار التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم أحمد آدم، فإن المدارس العامة والخاصة لذوي الإعاقة تعتمد على خريجي كليات التربية من المدرسين العاديين، لكن يميز مدرسي التربية الخاصة دوورة تدريبية لمدة عام، بالإضافة لثلاث سنوات خبرة بالعمل بحقل التدريس.

الكلية الجديدة بالزقازيق تسعى إلى وجود كلا من معلم وإخصائي لديه القدرة على التعامل مع الإعاقات المختلفة، تربويا وتأهيليا، وذلك في الإعاقات "سمعية، بصرية، حركية، مرضى التوحد، متلازمة داون، صعوبات التعلم، واضطراب السلوك"، بحسب رئيس جامعة الزقازيق خالد عبد الباري، منوها لـ"مصراوي" أن هناك تواصلا مع عدد من جامعات أوروبا من أجل تكامل برنامج الدراسة بالكلية.

فكرة إقامة كلية أخرى ثانية بالزقازيق، كانت مبادرة من أستاذ التربية عادل عبد الله، الموكل له عمادة الكلية الناشئة، والتي طرحت كفكرة على مكتب رئيس الجامعة في شهر رمضان العام الماضي، وتطورت بموافقة المجلس الأعلى للجامعات، ثم بتوقيع رئيس الجمهورية، ونشر قرار تدشين الكلية في الجريدة الرسمية.

يقول عبد الله إن الكلية تعتبر التخصص الأول بالشرق الأوسط لخريج لديه القدرة على التعامل مع ذوي الإعاقة، وأن ينعكس ذلك في بنية المقررات من العام الأول للدراسة، مضيفا أن الخريج يتأهل لمعاملة الطفل منذ المرحلة الابتدائية وحتى تخرجه من الجامعة، بطاقم من 18 أستاذا من حاملي الماجستير والدكتوراه في هذا التخصص، جميعهم من خريجي جامعة الزقازيق كلية التربية.

تختلف محاولة جامعة الزقازيق عن سابقتها ببني سويف، فبحسب عميد الكلية الجديدة عبد الله، يقول إن كلية بني سويف تخرج معلم أنسب للجامعات، أما كلية علوم الزقازيق تهدف لتخريج "معلم صف"، من المرحلة المبكرة الابتدائية وحتى مرحلة الثانوية العامة.

بوصية من خاله المتخصص في التخاطب، وعقب مجموع 88% من الشعبة الأدبية، انجذب "حازم قرني" للانضمام إلى كلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة العام الماضي ببني سويف، بعد سنة دراسية عامة، طُلب منه إن يختار أحد التخصصات من سبعة في الكلية المنشأة حديثا، وعقب اختيار التخاطب، يفسر قرني حماسه للكلية "أي كلية جديدة هيكون ليها مستقبل في التعيين والوظيفة، وشايف ليه مجال عمل".

 

في أول دفعة للكلية بني سويف، استقبلت الكلية عدد 1200 طالبا، على الرغم من رغبة إدارتها في ألا يزيد عدد الطلاب عن 600 طالب، بحسب قرني، فيما يؤكد الطالب أن الكلية لم تستقبل أي طالب لذوي الإعاقة.

____ 1

ومن الطلاب لسوق العمل، تجد رشا عادل، الاخصائية الاجتماعية بالجمعية المصرية للتقدم، أن وجود كلية لعلوم الإعاقة كان ضرورة منذ فترة، مضيفة "العاملون بهذا المجال بحاجة لدورات تدريبية، نحن بالجمعية نقدم دورات للملتحقين بالعمل، لكن هذا ليس كافيا".

تعمل عادل مع فئة أطفال التوحد منذ 9 سنوات، تحديدا التواصل معهم من خلال الأشغال الفنية. انجذبت لأن تكون الأشغال الفنية مجال عملها، لتصبح أكثر تخصصا لأطفال التوحد "وقتها كنت عارفة إنها فئة نادرة للتعامل معها في هذا الوقت، فقلت أجرب"، تضيف الفتاة "كل ما كان الخريج خبرته أكبر في مجال التوحد، كل ما كان أفضل لتعلم الأطفال المتوحدين".

يتحمس مستشار التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم للكلية الناشئة، لكنه يصرح بأنه حتى الآن لم يتواصل أي طرف –سواء المجلس الأعلى للجامعات أو أحد أطراف الكلية- مع الوزارة المعنية بتوزيع المعلمين على المدارس، مشيرا إلى أنه من المهم لمعرفة حاجة المدارس الحالية لمعلمين جدد في تخصص ذوي الإعاقة.

كلية علوم الإعاقة تفتح باب الأمل لناريمان جورج، والدة "جورج" الطفل ذي الثماني سنوات المصاب بالتوحد، لكن حتى الآن يواجه جورج صعوبة في التعلم، رغم قبوله دون شروط بأحد المدارس الخاصة بمدينة نصر بالقاهرة، فوفقا للقرار الوزاري 42 لسنة 2015، لا تضع أي شروط على قبول ذوي الاحتياجات الخاصة بالنظام التعليمي، لكن ابنها يظل بالفصل يستمع، بقدرات أقل للاندماج من أقرانه، تقول ناريمان "مقدرش أقول إنه بيتعامل بشكل تعليمين لكن أتمنى وجود مدرسين ليه في المستقبل".

____ 2

يشير مستشار وزارة التربية والتعليم إلى أن معلمي ذوي الإعاقة بعد دورات تدريبية –مدتها عام- ينضمون لمدارس التربية الخاصة، وعددها 975 مدرسة بجمهورية مصر العربية، لكن هناك عدد من الطلاب من ذوي الإعاقة يتواجدون في مدارس عادية؛ كنوع من الدمج، مضيفا "يختلف هذا بحسب رغبة الآباء، وكذلك بحسب الحالة لأطفالهم، فهناك إعاقات لا يمكن دمجها، لكن الوزارة تسعى لتعزيز ثقافة الدمج بالنظام التعليمية".

من المتوقع أن تستقبل الكلية الطلاب مع التنسيق الجديد، والذي سيبدأ عقب أيام بعد نتائج امتحانات الثانوية العامة المستمرة حاليا. كلية "علوم الإعاقة" تستقبل الطلاب من الشعبتين العلمية والأدبية، وأن يكون الخريج منها قادرا على التعامل مع ذوي الإعاقة بشكل تربوي.

يقر مستشار التربية الخاصة بأن هناك بمصر قرابة 30 ألف طالب من ذوي الإعاقة،ـ لكنه يؤكد أن الإحصاء الرسمي أقل بكثير من العدد الفعلي لذوي الإعاقة، إذ أن هناك عدد كبير من الأطفال لا يندرجون تحت النظام التعليمي الرسمي، قائلا "العادات والتقاليد تدفع الأهالي لبقاء أطفالهم ذوي الإعاقة بالمنزل وبالتالي لا نستطيع إحصائهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان