الأمم المتحدة تنّدد بهدم السعودية لحي المسوّرة في العوامية
(بي بي سي):
يعيش حي "المسوّرة" في مدينة العوامية بمحافظة القطيف السعودية ذات الغالبية الشيعية شرقي البلاد توتراً أمنيا واشتباكات بين رجال الأمن ومسلحين متحصنين في هذا الحي القديم يقاومون عمليات الهدم التي تنفذها السلطات في الحي.
وأدت المواجهات إلى قتل افراد من قوات الأمن ونشطاء شيعة تلاحقهم السلطات السعودية بتهمة القيام بأعمال عنف وإرهاب.
الأمم المتحدة دخلت على خط الأزمة وطالبت السلطات السعودية بوقف عمليات الهدم والتجريف المزمعة في الحي فوراً وتعويض المتضررين عما لحق بهم دون أن تلقى آذانا صاغية.
إنتهاك
بيان مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الذي صدر في 24 مايو/أيار أشار الى أن ما تقوم به السلطات يمثل إنتهاكا لحقوق الانسان وطالبتها بــ"الإيقاف الفوري لأعمال الهدم الجارية في حيّ المُسَوَّرة الواقع في بلدة العوامية، الذي تخطّى تاريخ تشييده الـ400 سنة".
واضاف البيان: "يؤكد فريق خبراء الأمم المتّحدة أنه على الرغم من محاولاتنا المتعدّدة في التعبير عن قلقنا ومن سعينا الدائم للحصول على أيّ تفسير من الحكومة بشأن أعمال الهدم المخطط لها، يبدو أنّ الجرّافات وغيرها من آليّات الهدم بدأت في 10 أيّار/ مايو، وبمساندة قوى عسكرية مسلّحة، هدم المباني والمنازل في الحيّ التاريخيّ المسَوَّرة وفي أماكن أخرى من العوامية، مُوقِعةً جرحى وقتلى ومُكبِّدةً أماكن إقامة المدنيّين خسائر ماديّة".
قالت المسؤولة في مجال الحقوق الثقافية لدى المفوضية كريمة بنون إن أبنية تاريخية في الحي قد تضررت لدرجة لا يمكن اصلاحها نتيجة اندلاع الحرائق فيها واستعمال الجيش مختلف صنوف الذخائر والاسلحة مما أدى الى فرار الناس من منازلهم للنجاة بأرواحهم.
خلفية
بدأت المظاهرات والإحتجاجات في العوامية، التي يقدر عدد سكانها بنحو 30 ألف شخص والمطلة على مياه الخليج في شهر فبراير/شباط 2011 حينما كانت المنطقة العربية تعيش ذروة ما يسمى بالربيع العربي واتهمت السلطات السعودية حينها رجال دين شيعة وعلى رأسهم نمر النمر بالتحريض على المظاهرات.
وتصاعدت المظاهرات مع دخول القوات السعودية إلى دولة البحرين المجاورة للمساعدة في إخماد الإحتجاجات والمظاهرات الواسعة التي يقودها نشطاء شيعة هناك.
أواخر 2011 تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف وسقط قتلى وجرحى من قوات الأمن والمتظاهرين.
8 يوليو/تموز 2012 إلقاء القبض على نمر النمر واستمرار الإشتباكات والمواجهات بين رجال الأمن والمسلحين وسقوط قتلى.
2013 استمرار المواجهات وسقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف رجال الأمن والمسلحين وإعتقالات جديدة.
2014 تصاعد المواجهات والاشتباكات وسقوط 9 قتلى خلال العام بينهم عدد من رجال الأمن.
2015 سقوط قتلى بين رجال الأمن والمطلوبين خلال عمليات مداهمة وضبط أسلحة وذخائر حسب بيان للداخلية السعودية.
2016 إعدام نمر النمر وإندلاع احتجاجات في المنطقة الشرقية وفي ايران والعراق ولبنان والبحرين وتصاعد حدة العنف والمواجهات بين قوات الامن والمسلحين.
تطوير عقاري وغرض امني
تقول السلطات السعودية إن الهدف من هدم الحي يأتي في إطار تطوير الحي وإن بعض البيوت في الحي تعود لمائة عام وإجمالي عددها 488 بيتاً حسب مسح أجرته عام 2014 وقد تم تقدير قيمة كل المنازل وقبض أصحابها قيمتها وانتهت المهلة المعطاة لهم للخروج من الحي للبدء بعمليات الهدم تمهيداً لإعادة بناء الحي القديم الذي يتميز بأزقته الضيقة وبالتالي من الصعب دخول الآليات العسكرية إليه.
9 مايو/ ايار 2017 البدء بعمليات الهدم بواسطة الجرافات وسط إجراءات ونشر المدرعات والمصفحات.
11 مايو مقتل طفل ورجل بنغالي وجرح 10 آخرين في تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن و"إرهابيين" متحصنين في الحي حسب قول السلطات.
16 مايو مقتل رجل أمن في اطلاق قذيفة آر بي جي على آلية عسكرية وجرح آخرين.
29 مايو ثمانية رجال دين شيعة سعوديون يصدرون بياناً يدعون فيه "كل من تورط بحمل السلاح إلى إلقاء سلاحه والانقياد للقانون والنظام كي لا يستمر هذا التأزم في المنطقة ويتم التمكين من تطوير حي المسورة في العوامية".
29 مايو مقتل شخصين في عملية دهم أمنية شمالي العوامية وإعتقال اخرين.
31 مايو تفجير عبوة ناسفة بدورية وإصابة عنصري أمن وإلحاق ضرر بالمركبة.
من المؤكد أن السلطات ستتمكن في نهاية المطاف من إنهاء الموقف في حي "المسورة" والسير قدماً في مخطط "تطوير" الحي، لكن المشكلة الراهنة ليست سوى تعبير عن أزمة كامنة ومستمرة منذ سنوات وجوهرها شعور المواطنين الشيعة في السعودية بالتهميش ونظرة السلطات لاي مطالب ينادون بها بأنها بإيحاء من إيران التي ترى السعودية أنها مصدر التوتر والفوضى والعنف في المنطقة وتسعى بكل السبل إلى الإضرار بأمنها واستقرارها.
فيديو قد يعجبك: