إعلان

اليونان ملجأ الأتراك الفارين من نظام اردوغان

04:07 م الثلاثاء 13 يونيو 2017

جيفيري غوفن (38 عاما) الصحافي التركي الذي فر مع زو

أثينا (أ ف ب)
يؤكد جيفيري غوفن الذي سلك كغيره من مئات الأتراك طريق المنفى إلى اليونان التي باتت من جديد بوابة للمنشقين عن جارتها، "لم يعد هناك أي عدالة في تركيا".

قال غوفن (38 عاما) الملاحق بسبب انتمائه إلى تيار فتح الله غولن الداعية المتهم بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية التي وقعت في يوليو الماضي، إن اليونان هي "البلد الحدودي الديموقراطي الوحيد. بلغاريا تعيد إلى تركيا كل اللاجئين السياسيين".

عبر هذا الصحفي الممنوع من مغادرة تركيا والمحروم من جواز سفر وكان مسؤولا في مجلة "نقطة"، نهر ايفروس الحدودي سرا مع زوجته الصحفية أيضا وابنيهما اللذين يبلغان من العمر خمس سنوات وثماني سنوات.

وقد تمكن من القيام بلك في الوقت المناسب بعدما أوقف مرات عدة، ليفلت من حكم غيابي بالسجن 22 عاما وستة أشهر صدر في مايو. وهو ينفي تورطه في أي محاولة لاسقاط النظام.

وخوفا من "التعذيب" عاش الزوجان مختبئين لنحو شهرين.

هناك آخرون مروا عبر الجزر اليونانية متبعين الطريق نفسه للهجرة الكبرى في 2015. وفي المجموع، طلب نحو 400 تركي اللجوء إلى اليونان منذ يوليو الماضي.

ويذكر وصول هؤلاء بتدفق ناشطي اليسار والأكراد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

البعض لا يريدون سوى العبور باتجاه شمال أو غرب الاتحاد الأوروبي.

قال تركي آخر مثله لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "على أوروبا الاستعداد لاستقبال اللاجئين الأتراك في السنوات المقبلة".

الخوف من "الجواسيس" الأتراك

خلال أحد عشر شهرًا، سجن النظام التركي أكثر من خمسين ألف قاض وشرطي وموظف وصحفي، بينما أقيل أكثر من مئة ألف آخرين أو كفت يدهم.

ويتطلع المهربون إلى هؤلاء الزبائن.

ويقول غوفن "لو كانت عائلة سورية لدفعت الف يورو. نحن دفعنا 15 ألف يورو".

وهو يشعر بالارتياح لآن ابنيه المسجلين في المدرسة اليونانية يمكنهما بدء حياة جديدة، لكنه يشعر بالقلق مع ذلك.

وقال "نشعر بالخوف من أن يرسل (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان أشخاصا لخطفنا".

وعززت هذه المخاوف شكوكا بعمليات ابعاد بالقرب من الحدود لمجموعتين من اللاجئين بينهم أطفال في نهاية مايو.

وتفيد هذه المعلومات التي نقلتها الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان أن شرطيين يونانيين قاموا بتسليمهم إلى رجال ملثمين وطردوا بالقوة.

وبين هؤلاء رئيس تحرير مجلة "نقطة" الذي صدر عليه حكم مماثل لعقوبة غوفن. من جهتها، أعلنت وسائل الإعلام التركية أنه أوقف في 24 مايو بينما كان يستعد للهرب إلى اليونان.

وقال غوفن "لقد طرد" بدون أن يذكر الجهة التي قامت بذلك.

وتؤكد السلطات التركية انها تحقق في الأمر وتنفي أي تورط رسمي من جانبها.

وذكر مصدر في الشرطة أن "ذلك ليس منطقيا" بينما جازفت البلاد خلال الشتاء بتحدي انقرة عبر رفضها تسليم أنقرة ثمانية ضباط أتراك فروا إليها بمروحية غدا المحاولة الانقلابية.

لكن طلبات اللجوء تطول وما زال غوفن ينتظر الرد على طلبه.

وقال انه في مراكز العزل "نخاف من بعضنا"، تضاف إلى ذلك الصعوبات المالية "بسبب الأملاك المصادرة والحسابات المجمدة في تركيا".

طفرة الهجرة

في خضم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها، لا تملك اليونان فرصا كثيرة يمكن أن تقدمها.

وقالت مجموعة من الأتراك الذين وصلوا للتو إنه في المقابل "القرب الجغرافي والثقافي يجعلنا نشعر أننا في بيتنا هنا".

وصرح أحد هؤلاء المهاجرين طالبا عدم كشف هويته أنهم "يبحثون يطلبون أوروبا والعلمانية ولم يعودوا يعرفون أنفسهم في تركيا في طريق إعادة التشدد الإسلامي اليها".

ويستفيد هؤلاء الذين ينتمي معظمهم إلى النخبة السابقة، من العرض اليوناني بالحصول على تصريح إقامة قابل للتمديد مقابل شراء عقار تبلغ قيمته 250 الف يوروي على الأقل.

وقال ميخاليس كاتساريس سمسار العقارات في شمال اليونان "هناك طفرة في السوق".

ومنذ بداية العام منحت أثينا 1684 من هذه التصاريح مقابل 1550 لعام 2016 بأكمله.

ومعظم المستفيدين من ذلك ما زالوا يعيشون بين البلدين لكنهم يريدون الحصول على قاعدة خلفية لهم في حال احتاج الأمر لذلك.

ومن سخرية القدر أنهم يختارون في أثينا ضاحية فاليريس الراقية.

هناك، استقر تحو خمسين ألف يوناني من اسطنبول طردوا في مارس 1964 من العاصمة العثمانية السابقة في إطار النزاع حول قبرص.

وقال أحد الواصلين "إنهم يستقبلوننا ويساعدوننا. إنه لقاء جديد".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان