جولة ترامب الشرق أوسطية.."محاولة لإصلاح ما أفسده أوباما"
كتبت- رنا أسامة:
يُجري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذا الشهر جولة شرق أوسطية هي الأولى من نوعها له منذ تولّيه سُدة الرئاسة في يناير الماضي.
وبحسب مسؤولين في البيت الأبيض، من المُقرر أن تبدأ جولة ترامب بزيارة الرياض في الثالث والعشرين من مايو الجاري، بهدف التصدّي لإيران وتنظيم داعش، تعقبها زيارة إلى إسرائيل، ويختتمها بالفاتيكان.
وقال ترامب إن أحد أهداف هذه الزيارات هو البدء في "بناء أساس جديد" للتعاون بين ثلاث من أبرز الديانات في العالم وتوحيدها في مكافحة الإرهاب والتعصب.
السعودية
أعلن ترامب أنه سيبدأ وضع أساس جديد لمحاربة الإرهاب خلال زيارته للرياض، قائلًا "سنرسي من السعودية دعائم تحالف جديد ضد التطرف والإرهاب والعنف"، بحسب تصريحات رسمية أدلى بها من البيت الأبيض.
ووفقًا لوكالة "رويترز" الإخبارية، جاءت فكرة زيارة ترامب الرياض خلال محادثات أجراها فريقه مع مسؤولين سعوديين، إذ سعى حيث السعوديون لبداية جديدة في مجالات الاهتمام المشتركة مثل التصدي لأسباب التطرف والتعامل مع أنشطة إيران.
ونقلت "رويترز " عن مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية قولهم "باختيار السعودية لتكون محطته الأولى يعتزم ترامب أن يبعث برسالة بشأن أسلوب القيادة فيما يتعلق بقضايا دولية مثل محاربة متشددي تنظيم داعش عن طريق تعزيز التحالفات."
وأشاروا إلى أن زيارة السعودية "يتم التحضير لها منذ شهور، بتنسيق رفيع المستوى بين الجانبين."
وأضاف المسؤول "فكرنا أن (الذهاب إلى السعودية أولا) مهم للغاية لأن من الواضح أن الناس حاولوا تصوير الرئيس بطريقة معينة."
وأكد ترامب في تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض على أن "السعودية هي الوصية على الموقعين الأكثر قدسية في الإسلام".
ومن المُقرّر أن يجتمع ترامب خلال زيارته للسعودية بممثلي دول مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مصادر غربية.
وتأتي تلك زيارة ترامب المُرتقبة للرياض بعد لقائه مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن في مارس الماضي، في زيارة اعتبرها مستشار سعودي بارز "نقطة تحول تاريخية" في العلاقات بين البلدين.
وتتزامن تلك الزيارات مع شكاوى ترامب من عدم تحرّي المملكة "الإنصاف" في تعاملها مع الولايات المتحدة، بالرغم من خسارة واشنطن قدرًا هائلًا من الأموال للدفاع عن السعودية.
إسرائيل
أما عن زيارته إسرائيل، فنقلت "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين أن ترامب سيناقش سُبل توسّطه لتحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ولم يقدم ترامب أية تفاصيل ملموسة بشأن كيفية إحيائه عملية السلام المجمدة منذ فترة طويلة، لكنه طلب من إسرائيل أن تحِدّ من بناء المستوطنات اليهودية على أراضٍ يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
وكانت إسرائيل اقترحت على إدارة ترامب تأجيل جولته الشرق أوسطية إلى يونيو المقبل، تزامنًا مع الذكرى الخمسين لحرب 1967، فيما رفضت الإدارة الأمريكية ذلك المُقترح.
وأشارت المصادر، في تصريحات لصحيفة "الحياة"، إلى أن البيت الأبيض رفض هذا الاقتراح لسببين، أولهما لأن هذا التوقيت يضر بالموقف الأمريكي ويضعه في موقع منحاز جدا إلى تل أبيب، والثاني لأن جولة ترامب الأوروبية للمشاركة في قمتي حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجموعة السبع هي الأساس.
واستقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في فبراير الماضي.
والتقى ترامب، الأربعاء الماضي، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في البيت الأبيض، للمرة الأولى منذ وصوله السلطة، وتعهد بالعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل تحقيق السلام.
الفاتيكان
قال الفاتيكان إن البابا فرنسيس سيلتقي مع ترامب يوم 24 مايو المقبل في اجتماع قد يكون "محرجًا" بسبب اختلاف وجهات نظرهما بشأن الهجرة واللاجئين وتغير المناخ، بحسب رويترز.
وأثناء زيارة بابا الفاتيكان إلى المكسيك، قال فرنسيس عن ترامب "الشخص الذي يفكر فقط في بناء الجدران وليس الجسور، لا يكون مسيحيا".
ووصف ترامب تصريحات البابا بأنها "شائنة"، لكنه قال لاحقا إن البابا "أُطلع على معلومات خاطئة". وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
فيما بدا أن الاثنين يحاولان إصلاح العلاقات بعد انتخاب ترامب، إذ بعث البابا له برسالة يتمنى له فيها التوفيق.
وقال البابا للرئيس المنتخب آنذاك إنه صلّى "من أجل أن تهتدي قراراتك بالقيم الروحية والأخلاقية الثمينة التي شكّلت تاريخ الشعب الأمريكي، والتزام أُمّتك بارتقاء الكرامة الإنسانية والحرية في أنحاء العالم".
ويختتم ترامب أولى جولاته الخارجية باجتماع للناتو يوم 25 مايو، قبل أن يتجه إلى صقلية في اليوم التالي لحضورة قمة مجموعة السبع.
فيديو قد يعجبك: