إعلان

المعارضة السورية المسلحة "مشتتة" بين اشتباكات غوطة دمشق ومحادثات أستانة

04:59 م الخميس 04 مايو 2017

المعارضة السورية المسلحة

كتبت – إيمان محمود:

على مدار سبعة أيام متواصلة، تشهد غوطة دمشق الشرقية اقتتالا عنيفا بين أطراف المعارضة المسلحة، متصارعين من أجل السيطرة على بعض المناطق المحيطة بالعاصمة السورية، الأمر الذي يأتي متزامنًا مع اجتماع وفد من المعارضة المسلحة في العاصمة الكازاخستانية أستانة من أجل الوصول إلى ضمان لوقف إطلاق النار، وتحديد أربع مناطق "آمنة" يعيش فيها الشعب السوري.

ووقع ممثلو الدول الضامنة لاتفاق الهدنة في سوريا وهم "تركيا – إيران – روسيا"، الخميس، على مذكرة خاصة بإنشاء مناطق لوقف التصعيد في سوريا، والتي كان من أهمها الغوطة الشرقية التي تتصارع فيها قوى المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص، ودرعا والقنيطرة.

وحضر المؤتمر العام لأستانة، ظهر الخميس، وفدا الحكومة والمعارضة السورية المسلحة، لكن جزءا من أعضاء الوفد المعارض انسحب من القاعة احتجاجا على توقيع إيران على المذكرة، لتعلن المعارضة فيما بعد أنها ليست جزءًا من الاتفاق، معترضة على وجود إيران ضمن الدول الموقعة على الاتفاق.

ويربط المعارض السوري، ميسرة بكور، المناوشات والتوترات الدائرة في غوطة دمشق وبين مؤتمر أستانة، قائلًا إن معارك الغوطة هي "أعمال مؤسفة وتدعو للخجل"، لافتًا إلى أن رئيس وفد الفصائل المسلحة في أستانة هو محمد علوش ممثل جيش الإسلام، الذي "يقوم بهذه الانتهاكات بحق المواطنين وبحق الفصائل الأخرى، بهدف بسط نفوذه على المنطقة" – يحسب قوله.

وأضاف المعارض السوري، لمصراوي، أن "بعض أطراف المعارضة السورية واهمة بحلم السيطرة على بعض المناطق، وذلك تمهيدًا لما بعد بشار الأسد"- على حد تعبيره.

ويؤكد بكور أن "الاقتتال الدائر في دمشق لا يصب إلا في مصلحة بشار الأسد"، لافتًا إلى أن هناك أطرافا تريد فصل حي بارزا عن بقية أحياء دمشق، وهم "العصابات الإيرانية وكل المرتزقة الذين يقاتلون بجانب الرئيس السوري بشار الأسد".

ويعد جيش الإسلام أحد أكبر جماعات المعارضة المسلحة، وهو المهيمن على الغوطة الشرقية، ويأتي الاقتتال الدائر حاليا إثر هجوم هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة التي خسرها في بداية الاقتتال المندلع منذ 28 أبريل الماضي.

وتتقاتل أطراف من المعارضة السورية، على نحو ستة أيام ماضية، داخل غوطة دمشق الشرقية، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن من جهة، وجيش الإسلام من جهة أخرى، على محاور عدة في مدن وبلدات ومزارع الغوطة الشرقية شملت زملكا وعربين وحزة وبيت سوى ومزارع الأفتريس والأشعري ومناطق أخرى.

ومنذ اندلاع الاشتباكات في غوطة دمشق، سقط حوالي 164 شخصًا على الأقل، منهم 133 من هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن، و50 مقاتلًا من جيش الإسلام، بالإضافة إلى 13 مدنيًا منهم طفلين اثنين، في حين أصيب عشرات المدنيين والمقاتلين، وفق المرصد السوري.

ووصف المعارض السوري تصرفات الوفد الممثل للمعارضة المسلحة في مؤتمرات الأستانة بـ"كلام فارغ"، منتقدًا تصرفات وفد المعارضة من عدم حضور "أستانة 3" وحضور "أستانة 4"، وأيضًا تعليق مشاركتها بالأمس وحضورها اليوم، متسائلًا ما الذي جد لتقرر المشاركة؟، هل أوقف الجانبان الروسي والسوري إطلاق النار على مناطق المعارضة؟.

واستطرد "هؤلاء الأشخاص إما هم أغبياء مغفلون، أو أنهم مُدارون من الخارج".

وكانت المعارضة السورية، قاطعت الجولة الماضية من محادثات "أستانة3"، وأعلنت في وقت سابق، أنها ستشارك "أستانة 4" بسبب وجود معطيات إيجابية ترتبط بآلية تنفيذ وقف إطلاق النار ودخول أطراف ضامنة جديدة.

وتنص المسودة النهائية للمذكرة بإنشاء مناطق وقف التصعيد في سوريا على ضرورة الانتهاء من وضع الخرائط لتلك المناطق بحلول 22 مايو الجاري.

وسيتولى هذا الفريق ترسيم حدود قطاعات نزع السلاح وقطاعات التوتر وقطاعات الأمن، وتسوية المسائل التقنية المتعلقة بتنفيذ المذكرة.

واقترحت روسيا في وقت سابق، فكرة إنشاء 4 مناطق لوقف التصعيد في سوريا؛ في ريف إدلب، وفي ريف حمص الشمالي، وفي الغوطة الشرقية، وجنوبي سوريا.

وسيقدم فريق العمل تقاريره حول سير تنفيذ المذكرة، في سياق عملية المفاوضات في أستانة، ومن المتوقع أن تعقد جلسة جديدة من مفاوضات أستانة الشهر المقبل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان