بعد الضربة الأمريكية .. المعارضة السورية تنتظر "الحل السياسي"
كتبت – إيمان محمود:
لم يستغرق الأمر كثيرًا، فبعد ساعات من تهديدات الرئيس الأمريكي بالرد هجوم خان شيخون الكيماوي، وإلغاء جلسة التصويت على مشاريع القرارات الثلاثة في مجلس الأمن الدولي، استهدفت المدمرات الأمريكية المتمركزة في شرق البحر المتوسط بعشرات الصواريخ الجوية، مطار الشعيرات العسكري التابع للنظام السوري.
ما دفع المعارضة السورية، لتأييد تلك الضربة، التي وصفوها بأنها "رد فعل رادع" لنظام بشار الأسد، بعد إصراره على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، بحسب قولهم.
وأطلقت الولايات المتحدة، فجر الجمعة، صواريخ كروز على قاعدة جوية في مدينة حمص السورية، حيث جاءت تلك الضربات ردًا على هجوم كيميائي استهدف بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب السورية، ما أدى إلى مقتل 72 شخصًا وإصابة المئات.
وأيد نصر الحريري، رئيس الوفد السوري المعارض في جنيف، الضربات الأمريكية على القاعدة الجوية السورية، قائلًا -على حسابه الشخصي على موقع تويتر- "بهذه الضربات التي وجهتها الإدارة الأمريكية لإحدى أهم قواعد النظام العسكرية وفي حال استمرارها تكون قد بدأت بداية صحيحة في محاربة الإرهاب".
وأكد الحريري إن المطار الذي استهدفته الضربة الأمريكية كان يستخدم في قتل السوريين وتسبب في مقتل الآلاف منهم نتيجة القصف.
وفي تصريحات لـ"سكاي نيوز"، أعرب الحريري عن أمله في أن تكون الضربات التي استهدفت مطارًا عسكريًا في حمص من البحر، في إطار سعى الولايات المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية التي هي جزء من صناعتها، ومن بينها محاسبة المجرمين والانتقال السياسي الحقيقي.
بسام الملك، عضو الائتلاف السوري المعارض، أكد أيضًا تأييده للضربة الأمريكية للقاعدة السورية، موضحًا "نحن مع الضربة الأمريكية لتأديب وردع نظام بشار، ولتغيير سلوكه تجاه شعبه".
وأشار عضو الائتلاف، في تصريحات لمصراوي، إلى أن هذه الضربة تحمل رسالتين؛ الأولى موجهة إلى روسيا الاتحادية بأن تكف وترفع الدعم عن نظام بشار الأسد، الذي تصر على دعمه رغم أن كل المعطيات تؤكد أنه يستخدم أسلحة كيميائية ضد المدنيين.
وأضاف أن الرسالة الثانية للنظام نفسه، لكي يعرف أنه لا يوجد أمامه وأمام المجتمع الدولي سوى الحل السياسي.
ويؤكد الملك أن النظام السوري مازال يمتلك أسلحة كيميائية رغم قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2016، لافتًا إلى تصريحات عدنان سلو، المسؤول عن الحرب الكيميائية للنظام السوري قبل أن ينشق عنه، والذي أكد أن النظام سلم 65 في المئة فقط من أسلحته الكيميائية، والباقي لايزال بحوزته.
وأيدت بهية مارديني، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، الضربة الأمريكية، التي أكدت أنها تُعتبر "نقلة جدية" للولايات المتحدة، من موقف المتفرج إلى موقف الفاعل.
وقالت مارديني، في تصريحات لمصراوي، أن هذه الضربة كانت ضرورية لـ"ردع النظام الذي يستخدم غاز الكلور من عام 2013 ضد المدنيين" دون تدخل من المجتمع الدولي.
وأضافت عضو الأمانة العامة للتيار أن الضربة أعطت رسالة للنظام ولكل من شكك بالموقف الأمريكي، أنه قادر على اتخاذ خطوة فعالة، وأنه أكثر صلابة لردع النظام السوري في استخدامه للسلاح الكيميائي.
وتتوقع مارديني تغيرًا مستقبليًا في الموقف الروسي حول دعم النظام السوري، موضحة أنها لن تخسر مصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن النظام وبعد هذه الضربة لن يجد أمامه سوى "الحل السياسي".
أما الجيش السوري الحر، وهو تحالف فضفاض لجماعات معارضة مسلحة، فقد وصف الضربة الأمريكية بأنها "نقطة البداية الصحيحة" لإيجاد "حل سياسي عادل" للحرب.
وأضاف في بيان أصدره أمس "نرى أن مسؤولية الولايات المتحدة لا زالت كبيرة ولا تتوقف عند هذه العملية" مشيرًا إلى خشيته من أعمال انتقامية لتنظيم الأسد المجرم وحلفائه تجاه المدنيين.
فيديو قد يعجبك: