إعلان

منظمات أممية تحذر من موت نصف مليون طفل يمني

10:26 ص الثلاثاء 25 أبريل 2017

كتبت – سارة عرفة:
حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة وحقوقية دولية من موت نصف مليون طفل يمني يعانون من سوء تغذية حاد، إن لم يحصلوا على رعاية عاجلة وعلاج متخصص، في الوقت الذي يرأس فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء في جنيف مؤتمر إعلان التعهدات رفيع المستوى حول اليمن.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) وبرنامج الأغذية العالمي في بيان إن العنف المستمر في اليمن يؤدي إلى تأجيج واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم.
وأوضحا في بيان مشترك اليوم الثلاثاء أن 7 ملايين شخص تقريبا لا يعرفون من أين ستأتيهم وجبتهم التالية وهم في أمس الحاجة للمساعدات الغذائية.
وأشارت المنظمتان إلى ما يقرب من 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التّغذية.

وقال خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يعاني ملايين الأطفال في اليمن من سوء التّغذية الحادّ، ويموت كثيرون منهم نتيجة لأمراض يمكن الوقاية منها تماماً."

وأضاف قائلاً: "إنْ لم تتّخذ أطراف النّزاع والمجتمع الدّولي مزيداً من الإجراءات؛ سيكون اليمن معرّضاً لخطر السقوط في براثن المجاعة - وترك المزيد من الأطفال معلّقين بين الحياة والموت. نحن في سباق مع الزّمن."

وقال مهنّد هادي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا: "حين يصل بلد ما إلى طور المجاعة، فإنّ ذلك يعني أنّ العديد من الأرواح قد أُزهقت بالفعل. يجب ألاّ نصل إلى المرحلة التي نرى فيها الأطفال يموتون بسبب المجاعة، والأمهات الثّكلى تبكي أطفالها على شاشات التليفزيون."

وأضاف هادي قائلاً: "إذا تحرّكنا الآن؛ فبإمكاننا إنقاذ حياة الكثيرين في اليمن. إنّنا ندعو المجتمع الدوليّ لأن يزوّدنا وعلى وجه السّرعة بالتّمويل الكافي، وأن يساعدنا على تجنّب حدوث المجاعة في مختلف أنحاء اليمن."

ولفت البيان إلى أن العنف وانعدام الأمن الغذائي يتسببان في خسائر فادحة على دخول الأسر، مما يضطرهم وأطفالهم لاتخاذ تدابير قاسية لمجرد البقاء على قيد الحياة، ومن ضمنها الزواج المبكّر والانضمام إلى القتال.

ووفقا للبيان، بلغ عدد الأطفال الّذين تمّ تجنيدهم واستخدامهم على يد أطراف النزاع في الأشهر الثّلاثة الأولى من عام 2017، ثلاثة أضعاف عددهم مقارنة بالأشهر الثّلاثة الأخيرة من عام 2016.

واجتاح الحوثيون وحلفاءهم من أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، ما اضطر الحكومة اليمنية الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الفرار إلى مدينة عدن الساحلية ومنها إلى السعودية.

ومع اقتراب الحوثيون، المدعومون من إيران، وحلفائهم من عدن أعلنت السعودية تحالفا عربيا وإسلاميا تدعمه الولايات المتحدة وأطلقت حملة جوية تستهدف قوات الحوثيين.

وقد أدى العنف إلى تحويل أجزاء واسعة من البلاد إلى مناطق يتعذر على العاملين في المجال الإنساني الوصول إليها، وإلى قطع المعونات المستعجلة عن الأطفال والعائلات.
وقتل في النزاع قرابة عشرة آلاف شخص وأصيب مئات الآلاف منذ بدايته أواخر 2014.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على حسابها على تويتر إن العشرات يفقدون حياتهم في اليمن كل يوم بسبب الأدوية غير المتوفرة ونقص المشافي التي تعمل.

ddd

ميناء الحديدة

من ناحيته، حذر المجلس النرويجي للاجئين، الثلاثاء، من أن تصعيد القتال في اليمن، خاصة حول ميناء الحديدة، سيقوض الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية للبلاد التي تعد على شفا المجاعة.

وأوضح المجلس في بيان له أن اليمني يعتمد اليمن على الواردات لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان من الغذاء والوقود والأدوية، مشيرا إلى وصول نحو 80 في المئة من الواردات قبل النزاع عبر ميناء الحديدة.

وقال المجلس "هنالك قلق متزايد من أن القتال قد يعرقل الواردات".
وقال أمين عام المجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند: "إذا تفاقمت المعارك وقطعت شريان الحياة عبر ميناء الحديدة سيكون بقاء الملايين من المدنيين معرضاً للخطر."
هذا وينطلق اليوم في مقر الأمم المتحدة في جنيف "اجتماع تمويل خطة الاستجابة الإنسانة لليمن لعام 2017"، لبحث دعم اليمن ماليا.

يعقد الاجتماع الذي ينظمه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وبرعاية سويسرية-سويدية.
يطلب المجتمع الإنساني 2.1 مليار دولار أمريكي ليتمكن من الوصول إلى 12 مليون شخص من أكثر الناس ضعفاً والذين يحتاجون إلى مساعدات منقذة للحياة.

ولفت المجتمع الإنساني إلى أنه لم يتم تمويل سوى 15 في المئة فقط من هذه السنة، محذرا من أنه بدون الضخ الفوري للنقد، فإن الاستجابة الإنسانية ستكافح من أجل إحكام السيطرة على المجاعة.

ودعت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، وبالنيابة عن الأطفال والعائلات، إلى إيجاد حل سياسي وفوريّ لإنهاء الحرب الدّائرة في اليمن
كما ناشدت المنظمتان جميع أطراف النّزاع وأولئك الذين لديهم نفوذ عليها، السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الناس والتوقف عن أي عمل يمنع وصول المعونات المنقذة للحياة.

اقرأ أيضا:

الأمم المتحدة: اليمن يقترب من حافة المجاعة

تحذير إنساني: تصاعد القتال والجوع يهدد الملايين في اليمن

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان