قوات سوريا الديمقراطية تقتحم أهم معاقل داعش في الرقة
كتبت - رنا أسامة:
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدخول قوات سوريا الديمقراطية المشاركة في عملية "غضب الفرات" أحياء من مدينة الطبقة السورية من الناحيتين الشرقية والغربية، وسط سيطرتها على أجزاء واسعة من ضاحية الإسكندرية وعايد صغير والواقعتين في جنوب شرق وغرب مدينة الطبقة.
وتترافق الاشتباكات- التي بدأت بعد منتصف ليل الجمعة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على المنطقتين- مع دوي انفجارات عنيفة وقصف متبادل بين طرفي القتال، وسط تحليق لطائرات التحالف في سماء المنطقة، واستهدافها لمواقع وتمركزات للتنظيم في محاور الاشتباك.
وذكر المرصد، في بيان على موقعه الإلكتروني، السبت، أن القوات تقدمت مسافة 1.5 كيلومترًا، رغم الألغام التي زرعها تنظيم داعش، وأن الاشتباكات التي دارت هناك أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من التنظيم الإرهابي.
كما لقي اثنان من مقاتلي سوريا الديمقراطية مصرعهما خلال الاشتباكات، إضافة إلى مقتل أحد المواطنين في قرية عايد الصغيرة غربي المدينة بسبب انفجار لغم زرعه تنظيم داعش الإرهابي.
ويأتي هذا الهجوم في نطاق عملية "غضب الفرات" التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بطائرات التحالف الدولي وقوات خاصة أمريكية، في السادس من نوفمبر من العام الفائت، والتي كانت قد استكملت 3 مراحل منها، فيما أعلنت الرابعة قبل أيام بريف الرقة الشمالي.
ويأتي دخول ضواحي مدينة الطبقة، بعد أسابيع من انتقال المعارك من ضفة الفرات الشمالية إلى الضفة الجنوبية للنهر، بعد تنفيذ قوات أمريكية بمشاركة من قوات سوريا الديمقراطية 22 مارس الماضي، عملية إنزال مظلي من الجو بمنطقة الكرين الواقعة على بعد 5 كيلومترًا غرب مدينة الطبقة، بالتزامن مع عبور لقوات أخرى منهم لنهر الفرات على متن زوارق باتجاه منطقة الكرين.
وجاءت تلك العملية بهدف منع قوات النظام من التقدم باتجاه الطبقة في حالة تمكنت من السيطرة على بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، حيث تعد هذه العملية هي أول تواجد لقوات سوريا الديمقراطية بالإضافة للقوات الأمريكية بالضفة الجنوبية لنهر الفرات، بحسب ما أكّدته مصادر موثوقة للمرصد حينها.
وتحاول قوات سوريا الديمقراطية تحاول السيطرة على محافظة الرقة من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، ونجحت في السيطرة على قاعدة جوية قرب سد الطبقة الاستراتيجي في وقت سابق، بعد إنزال جوي وتغطية مدفعية من التحالف الدولي.
يُذكر أن الإعلان عن تشكيل مليشيات قوات سوريا الديمقراطية بدأ رسميا، في أكتوبر عام 2015، في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، بناء على طلب واشنطن التي تدعمها بالتدريب والسلاح، بهدف إنشاء جبهة عسكرية موحدة شمالي سوريا لطرد تنظيم داعش وجبهة النصرة من منطقة الجزيرة السورية، وبناء سوريا ديمقراطية علمانية، وفقًا لشبكة سكاي نيوز الإخبارية.
وتضم قوات سوريا الديمقراطية نحو 27 وحدة عسكرية، تشمل ميليشيات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، عمودها الفقري هي وحدات حماية الشعب الكردية، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي.
وهناك قوات الصناديد، وهي ميليشيات عشائرية تتبع قبائل شمر، والمجلس العسكري السرياني، المقرب أيضًا من حزب العمال الكردستاني. إضافة إلى قوات حماية المرأة التابعة لقوات الحماية الكردية، وتجمع ألوية الجزيرة والتحالف العربي السوري وجيش الثوار.
وتمتلك هذه الميليشيات عربات مدرعة وأسلحة أميركية ثقيلة.
وبحسب سكاي نيوز، خاصت تلك القوات معارك عدة ضد داعش، قبل معركة الرقة، كان أهمها في بلدة الشدادي وبلدة الهول في الحسكة، وتل أبيض شمال الرقة، وعين العرب كوباني في ريف حلب الشمالي.
ورغم الأهداف المعلنة لتلك المليشيات، فإن تقارير دولية عدة، آخرها صدر عن منظمة العفو الدولية، أشارت إلى انتهاكات ارتكبتها هذه الميليشيات ضد مدنيين، تضمنت القتل والتهجير والتطهير العرقي، كما حصل في تل أبيض.
كما تطالها أيضا اتهامات بالتنسيق مع قوات الجيش السوري، الأمر الذي يثير مخاوف فصائل المعارضة السورية وتركيا.
فيديو قد يعجبك: