إعلان

ماذا تحتاج مصر من المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب؟

12:02 م الخميس 13 أبريل 2017

الرئيس عبد الفتاح السيسي

كتبت-هدى الشيمي:

تعرضت مصر لهجمات إرهابية عنيفة يوم الأحد الماضي، الذي يوافق "أحد السعف"، باستهداف كنيستي مارجرجس في طنطا والمرقسية في الإسكندرية، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين.

ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته التي أعقبت التفجيرين، المجتمع الدولي بمحاسبة الدول التي تدعم الإرهاب، وتجلب المقاتلين من كل مكان، قائلا: "نحن الآن ندفع ثمن استقرارنا ودم من ضحايا مصر".

وتأتي التفجيرات بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، وكانت قضية مكافحة الإرهاب والقضاء عليه في المنطقة، ذات أولوية قصوى في مناقشتهم.

وأدان المجتمعان العربي والدولي التفجيرين، اللذين أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنهم، ووصفوهما بالجريمة البشعة، وأعربا عن تضامنهما مع مصر حكومة وشعبا.

كما أدان الرئيس الأمريكي بقوة التفجيرين، ودوّن على حسابه بموقع "تويتر": "حزين للغاية لسماع الهجوم الإرهابي في مصر. الولايات المتحدة تدين بشدة."

وتابع "لدي ثقة كبيرة في أن الرئيس السيسي سوف يعالج الوضع على النحو السليم."

وفي خضم ما يحدث، يُثار التساؤل حول ماذا تحتاج مصر من المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب.

وفي هذا الإطار قال الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مواقف الدول الغربية والخليجية تؤكد دعمهم لمصر في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية تستطيع الاستفادة من هذا الدعم الكبير، في دخول عش الدبابير، والقضاء على الخلايا الإرهابية.

وأشار سلامة، في تصريحات لمصراوي، إلى أن هناك ملفات أساسية يستطيع من خلالها المجتمع الدولي والخليجي مساعدة مصر في حربها ضد الإرهاب، أهمها الملف الاقتصادي، إذ أن الأوضاع الاقتصادية في مصر الآن تعد بيئة حاضنة للأفكار المتشددة، ويستطيع المتطرفون من خلالها نشر أفكارهم وتجنيد المزيد من الشباب، لذلك من الضروري زيادة الدعم والتمويل، وإقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية.

من جانبه، قال اللواء جمال أبو ذكري، الخبير الأمني بجهاز الأمن القومي، لمصراوي، إن المجتمع الدولي استوعب ضرورة التحالف مع مصر، بعد ما ذاق مرارة الإرهاب، مشيرا إلى التفجيرات والهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا، وروسيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والسويد، وغيرهم.

وأضاف: "المطلوب الآن أن يكون الشعب والإعلام على درجة من الوعي الكافي لاحتواء الأزمات"، مشيرا إلى أن إعلان حالة الطوارئ في هذا الوقت إجراء ضروري وحتمي.

وكان الرئيس السيسي قد أعلن، الأحد، حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة شهور في جميع أرجاء البلاد.

وقال السيسي في كلمته، عقب اجتماعه بمجلس الدفاع الوطني، إن ما حدث هو محاولة لتحطيم وتمزيق شمل المصريين، مشيرًا إلى أن الشعب المصري صمد أمام كل التحديات والعقبات والإجراءات الاقتصادية والعمليات الإرهابية.

ونوّه سلامة لضرورة استمرار الدعم العسكري والبنية التحتية، لافتا إلى أن الجانب الأمريكي عليه تقديم أكبر قدر من المساعدات العسكرية للحكومة المصرية.

وكان الرئيس السيسي، قد قال في حواره مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية الإخبارية، إنه تلقى وعداً من ترامب بشأن استمرار المساعدات العسكرية لمصر.

يٌشار إلى أن مصر تتلقى ثاني أكبر مساعدات عسكرية من أمريكا بعد إسرائيل، إذ تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا، إضافة إلى مساعدات أخرى بقيمة 150 مليون دولار دعماً للاقتصاد.

وشدد سلامة على ضرورة ضغط المجتمع الدولي على بعض الدول المارقة في حربها على الإرهاب، مثل تركيا وقطر، لإنهاء دعمهما لجماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها جماعات إرهابية.

ويرى اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن الإرهاب له قدمين، هما التمويل والتسليح، مشددا على ضرورة القضاء على شبكات نقل الأموال العابرة للحدود.

وقال خلف، لمصراوي، إن العالم ليس جادا بما يكفي في عملية مكافحة الإرهاب، وأن بعض الدول أحيانا ما تتغاضى عن الإرهاب مادام لا يمس أراضيها.

وشدد على ضرورة التعاون الدولي فيما يتعلق بنقل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بتنفيذ هجمات إرهابية.

ويتابع قوله متسائلا " هل هناك دولة قدمت معلومات استخباراتية عن التخطيط لتنفيذ هجوم أو عملية إرهابية لدولة أخرى؟"، مشددا على ضرورة إقدام الدول على بعض الاجراءات الاستباقية لمواجهة الإرهاب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان