إعلان

أمريكا تحل لُغز " مجزرة الموصل"

11:47 ص الجمعة 31 مارس 2017

مجزرة الموصل

كتبت- رنا أسامة:

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أنها ستنشر قريبًا تسجيل فيديو يُظهر مسلحين من "داعش" وهم يسوقون مدنيين إلى مبنى في مدينة الموصل، ثم يطلقون النار من المبنى، في أحدث رد أمريكي على اتهام واشنطن بقتل عشرات المدنيين في هجوم جوي على المدينة العراقية، بحسب شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.

وقال متحدث باسم التحالف الدولي ضد "داعش" الذي تقوده أمريكا، إنه يسعى لرفع السرية عن تسجيل مصور يُظهر مسلحي التنظيم وهم يسوقون مدنيين إلى مبنى بغرب الموصل استخدموه "كطُعم يغري التحالف على الهجوم".

وقال الكولونيل جوزيف سكروكا، أمس الخميس: "نحن لا نستخدام المدنيين كدروع بشرية الآن. لأول مرة نكتشف هذا من خلال تسجيل مُصور، إذ أرغم مسلحون من داعش مدنيين على دخول مبنى وقتلوا واحدا أبدى مقاومة، ثم استخدموا ذلك المبنى كموقع قتال ضد وحدة مكافحة الإرهاب".

وأضاف أن أساليب "داعش" استلزمت تعديلات في الإجراءات، وأن نحو ألف من مسلحي التنظيم لا يزالون في غرب الموصل، لكنه لم يذكر تفاصيل عن هذه التعديلات.

اعتراف

وفي وقت سابق، اعترف الجيش الأمريكي أن التحالف الذي يقوده ربما كان له دور في الانفجار الذي وقع في 17 مارس، لكنه أشار إلى تحمّل داعش جزء من مسؤوليته أيضًا.

وأقرّت القيادة الأمريكية، يوم الثلاثاء، أن التحالف "قد يكون أدى دورا" في مقتل المدنيين، وتحدثت عن احتمالية استخدام داعش لسيارة مفخخة.

وأفاد المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية الكولونيل باتريك شتايجر في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، بأن هناك احتمالين قيد الدرس لتفسير ما حصل، إما انفجار قنبلة أو اعتداء متعمد من "داعش" في مكان مجاور.

وقال مسؤولون محليون وشهود عيان، إن ما يصل إلى 240 شخصًا ربما قتلوا في حي الجديدة، عندما تسبب انفجار في انهيار مبنى ودفن أسر تحت أنقاضه، علمًا بأن الواقعة قيد التحقيق.

ولا ينشر البنتاجون عادة صورًا أو تسجيلات مصورة من مواقع العمليات، لكنه اضطر لذلك هذا الشهر بعدما نفى ضرب مسجد في سوريا، وأذاع صورة من الجو ليظهر أن المسجد كان سليما.

وقالت منظمة العفو الدولية إن ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين في الموصل، يعني بشكل ضمني أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية للحيلولة دون سقوط قتلى بين المدنيين، كما قال البابا فرنسيس إن "من الحتمي والملح" حماية المدنيين في العراق.

تبرئة

وأعلن مصدر عسكري فرنسي، أمس الخميس، أن طائرات فرنسية شنّت غارات على مدينة الموصل العراقية في 17 مارس، دون أن تستهدف المنطقة التي قتل فيها عدد كبير من المدنيين.

ونقلت "سكاي نيوز" قول شتايجر : "في 17 مارس، شنت الطائرات الفرنسية ضربات على الموصل ولم تستهدف منطقة سقوط المدنيين بل منطقة مجاورة لها".

وأضاف أن اليوم المذكور شهد "ضربات متتالية" للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على المدينة، موضحًا أنه تم التحكم في قوة القنابل بهدف "الحد قدر الإمكان من الخطر على المدنيين".

وقال محافظ الموصل نوفل الحمادي إن "أكثر من 130 مدنيا" قُتِلوا في ضربات جوية في حي الجديدة في الموصل، في إطار إسناد جوي للقوات العراقية التي تشن هجومًا منذ نوفمبر الماضي لاستعادة المدينة من تنظيم داعش.

المجزرة

وكانت "الموصل الجديدة" شهدت مجزرة بحق المدنيين، 22 مارس الجاري، إذ احتجز داعش أكثر من 140 مدني- بينهم نساء وأطفال وعجائز- في ثلاث بيوت خلف مستشفى الرحمة في حي موصل الجديدة، ووضع قناصين على أسطح المنازل، وسيارات وعجلة مفخخة بالقرب منها.

وبدأ داعش إطلاق النار من الموقع، وأثناء تحرك الشاحنة المفخخة قامت طائرات التحالف بقصف العجلة، فانفجرت قبل القصف، ما أدى لوقوع انفجار مزدوج.

وأعقبها انفجار سيارتين أخريتين في الموقع، وبعد ذلك أمطرت الشرطة الاتحادية الموقع بوابل من قذائف الهاون والصواريخ غير الموجهة، ما أفضى في نهاية الأمر لوقوع مجزرة بحق السكان المدنيين، بحسب مُدوّنة "عين الموصل".

وتُعد هذه العملية هي الأكبر منذ اجتياح مسلحي داعش شمال وغرب العراق وسيطرتهم على زهاء ثلث مساحة البلاد في صيف 2014، وتسجل أكبر خسائر بشرية تقع بين صفوف المدنيين منذ بدأ التحالف الدولي حملته بقيادة الولايات المتحدة منذ عامين ونصف لتحرير المدينة العراقية.

بدوره، قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن أعداد القتلى من المدنيين في الساحل الأيمن من الموصل ارتفعت بعد ثلاثة أسابيع على بدء عمليات تحريره، فيما لم يجد سكان الموصل مكانًا لدفن قتلاهم بما اضطرهم إلى دفنهم في حدائق منازلهم.

وكان المرصد العراقي قد أفاد بمقتل قرابة 700 مدني، منذ بدء العمليات العسكرية في 19 فبراير الماضي، بسبب قصف طيران التحالف الدولي أو مفخخات "داعش" على الموصل، ودُفن منهم 439 قتيلاً فقط وسُجلت حالات وفاتهم لدى الجهات الرسمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان