إعلان

عامان على عاصفة الحزم.. مجاعة منتظرة وإعدام لـ "هادي" واستمالة لمصر

08:03 م الثلاثاء 28 مارس 2017

عاصفة الحزم

كتب – محمد الصباغ:

مر عامان على بدء الحملة العسكرية بقيادة المملكة العربية السعودية ضد قوات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح في اليمن. الحملة التي بدأت في 26 مارس من 2015 ولم تؤت ثمارها إلى الآن، خاصة فيما يتعلق بإعادة "شرعية" الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعدما سيطر الحوثيون المدعومين من إيران على العاصمة صنعاء.

وقد خلف الصراع في اليمن أزمة غذائية كبيرة ومعاناة ضخمة لأطفال اليمن الذي كان دائمًا يوصف بالسعيد؛ إذ يواجه 462 ألف طفل نقص تغذية حاد بسبب غياب الأمن الغذائي وانهيار البنية التحتية في الكثير من المدن، وفقًا لإحصائية صادرة في 10 مارس الجاري عن منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة التي حذرت أيضًا من مجاعة وشيكة.

وأوقع الصراع أكثر من 7 آلاف و700 قتيل، وما يتجاوز 42 ألف جريح، بالإضافة إلى نحو 3 ملايين نازح، إلى جانب تجنيد ألفًا و572 طفلاً للمشاركة في العمليات القتالية، حسب المنظمة الدولية أيضًا.

وسعت السعودية من خلال عمليتها العسكرية الأخيرة إلى استعادة السيطرة على المدن المطلة على ساحل البحر الأحمر والمتاخمة لحدودها الجنوبية من الحوثيين، إلا أن هذا يبقى إلى الآن دون جدوى.

وخرج علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء أمس الإثنين، ليصرح بأن 150 خبيرًا عسكريًا من إيران والحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني يديرون المعارك في صنعاء، بجانب 38 خبيرًا إيرانيًا يساعدون الحوثيين في معركة بمدينة الحديدة المطلة على ساحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب الاستراتيجي.

كما أضاف وفقًا لما نقلته قناة "العربية الحدث" أمس الإثنين أن ما وصفهم بالانقلابيين وبعد سيطرتهم على صنعاء، أطلقوا سراح عشرات السجناء والمعتقلين الإيرانيين "من جواسيس وغيرهم"، مؤكدًا أنه لولا التحالف العربي "لذهب اليمن إلى الصف الإيراني".

وفي الذكرى الثانية للحملة التي أطلق عليها "عاصفة الحزم"، قال عبد الملك المخلافي نائب رئيس الحكومة اليمنية الموالية لهادي، إن التحالف العربي جاء لإنقاذ الشعب اليمني من الحوثيين واستعادة الدولة منهم.

وصرح الرجل الذي يشغل أيضًا منصب وزير الخارجية، أن "عاصفة الحزم فعل عربي خالص لإنقاذ الشعب اليمني من الميليشيا الطائفية وإسهام عربي في الجهد اليمني لاستعادة الدولة والحفاظ على وحدة اليمن".

وتابع المخلافي: "سيبقى الشعب اليمني مدين بالعرفان للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لما قدموه من تضحيات ودعم في مواجهة الانقلاب". كما أكد أن "الشعب اليمني يثق أن أشقاءه في دول الخليج العربي الذين قدموا الدم انتصارا له، وفي المقدمة السعودية والإمارات، سوف يسهمون بسخاء في إعادة الإعمار".

وبالطبع كان الحديث عن ذكرى "عاصفة الحزم" مختلفًا من الجانب الحوثي، إذ خرج قائدهم عبد الملك الحوثي في بث تلفزيوني أول أمس متحدثًا عن مرور عامين على "العدوان السعودي الأمريكي الظالم على شعبنا اليمني".

وأضاف قائلاً: "يستهدف هذا العدوان اليمن في جغرافيته لاحتلال رقعة جغرافية من أهم المناطق في المنطقة العربية والعالم الإسلامي من حيث موقعه المطل على باب المندب من حيث جزره في البحر الأحمر والبحر العربي وفي مقدمتها ميون وجزيرة سقطرى وغيرها من عشرات بل مئات الجزر مئات الجزر في هذا البلد".

ثم تحدث قائد مليشيات الحوثيين عن مصر قائلاً إن هناك عمل "على جر مصر إلى هذا العدوان تحت عنوان الحفاظ على الأمن القومي العربي". مضيفًا أن "النظام السعودي يحاول تهميش دور مصر وهي الدولة العربية الكبرى".

كما أضاف أن النظام السعودي كلما عارضته القاهرة في موقف أو اتجاه، يقوم بالضغط على مصر بـ"صفعات اقتصادية" ويرسل وفوده إلى إثيوبيا التي تواصل بناء سد النهضة، و"يحرك خلاياه في سيناء ويستهدف الأمن المصري".

وفي ذات يوم الخطاب أصدرت محكمة يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين بصنعاء، حكمًا بالإعدام على الرئيس المعترف به دوليًا عبد ربه منصور هادي، وذلك بتهمة الخيانة العظمة و"انتحال صفة رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولايته".

ووسط هذا النزاع الحكومي الحوثي، باتت الفرصة سانحة أمام المجموعات الإرهابية للتحرك وخصوصًا في الجنوب، حيث بدأت تنظيمات القاعدة وداعش في تعزيز نفوذهما في البلاد، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وكانت آخر عمليات المجموعات الإرهابية هجوم بسيارة مفخخة قادها انتحاري، واستهدفت مبنى حكومي في محافظة لحج جنوب اليمن. وقال مسؤول أمني للوكالة الفرنسية أمس إن "سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت عند مدخل مبنى" السلطة المحلية في مديرية الحوطة، كبرى مدن لحج، أعقبه "هجوم مسلح من قبل الارهابيين" في محاولة للسيطرة على المبنى.

وأضاف "تمكنا من قتل خمسة بينهم ثلاثة يرتدون أحزمة ناسفة فيما استمرت المواجهات في محيط المبنى مع مسلحين ارهابيين شاركوا في الهجوم".

ولا يمكن إغفال المعركة الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في اليمن باستخدام الطائرات دون طيار، حيث زادت معدلاتها بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يعتبر فرع القاعدة في اليمن هو الأمهر في تصنيع العبوات الناسفة.

بدأ العام الثالث في صراع أخل بشكل مأساوي بالأمن الغذائي اليمني وصار حوالي 60% من السكان يعانون من صعوبات في توفير الغذاء بزيادة بلغت 20% عن العام الماضي، في أزمة إنسانية اعتبرتها الأمم المتحدة "الأضخم في العالم". وبالرغم من ذلك لا تزال كل الأطراف ثابتة على مواقفها دون حتى وجود أي مفاوضات وقف إطلاق نار مؤثرة أو تغطية إعلامية كالتي نجدها في الحرب الأهلية السورية. ​

فيديو قد يعجبك: