إعلان

معركة الباب.. الثغرة التي فتحتها تركيا للانتصار على داعش والأكراد

06:13 م الخميس 23 فبراير 2017

عملية درع الفرات

كتبت – إيمان محمود:

خمسة وسبعون يومًا من المعارك الضارية والمواجهات العنيفة، انتهت بإعلان قوات درع الفرات -بجناحيها التركي والسوري- الانتصار على قوات تنظيم "داعش" الإرهابي، وشبه تحرير مدينة الباب؛ التي تعد آخر أكبر معاقل "داعش" في ريف حلب الشمالي-الشرقي.

معركة الباب، أبرز إنجاز ميداني لعملية "درع الفرات" منذ إطلاقها في أغسطس 2016.

من المتوقع أن تساهم السيطرة على المدينة في إعطاء دفعة جديدة للفصائل المشاركة من أجل التحرك نحو أهداف أبعد، حيث أكدت أنقرة مرارًا إن وجهة "درع الفرات" القادمة ستكون مدينة منبج، الخاضعة لسيطرة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية".

وتؤكد تركيا على أهمية السيطرة على "الباب" لطرد تنظيم "داعش" من مدينة الرقة، كما أنها تدعم مجموعة من فصائل المعارضة السورية أغلبها من العرب والتركمان في شمال سوريا.

ومن أهدافها أيضا وقف تقدم "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعتبرها قوة معادية وتصنفها كمنظمة إرهابية، كما ترفض مشاركتها في عمليات التحرير التي تقوم بها ضد "داعش".

وتستمر القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية، في عملية تمشيط المناطق التي تتقدم إليها تباعًا في مدينة الباب، وقال وزير الدفاع التركي فكري إيشيق، اليوم الخميس، إن مدينة الباب باتت تحت سيطرة "القوات المدعومة من تركيا" بعد أن دخلت "درع الفرات" إلى مركز المدينة وتجري حالياً عمليات التمشيط لمطاردة مسلحي داعش.

ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أهمية عمليات التمشيط داخل المدينة، والتي ساهمت في توسيع سيطرة القوات التركية إلى 40% من المدينة، فيما تتواصل عمليات التمشيط وإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم "داعش".

ولا تزال أحياء الفيلات والمصاري وساحة مرطو وأجزاء من حيي السلام وزمزم خاضعة لسيطرة التنظيم وسط استمرار محاولات فصائل "درع الفرات" والجنود الأتراك لتحقيق تقدم في هذه الأحياء بهدف فرض سيطرتها على المدينة وانتزاعها من التنظيم، حسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له.

ولا تكتسب معركة الباب أهميتها من موقع المدينة الاستراتيجي فقط، بل من تعدد القوى التي ترى في وضع يدها على المدينة مكسبًا استراتيجيًا لها، وكان على رأس هؤلاء الدولة السورية، والتي تنظر إلى تحرير الباب نصرًا كبيرًا يقربها من الحدود الإدارية للرقة.

ويعتبر البعض أن هذا التقدم في مدينة الباب، جاء بعد مجازر متتالية نفذتها القوات التركية وطائراتها بحق سكان مدينة الباب، حيث وثق المرصد السوري، الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين في سوريا، مقتل 124 مدني بينهم 38 طفلاً دون سن الـ 18، بالإضافة إلى 27 مواطنة، قضوا جميعهم منذ الهجوم الأخير الذي بدأ في 7 فبراير الجاري.

ويعد هؤلاء ضمن 444 مدني على الأقل، بينهم 96 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و59 مواطنة فوق سن الـ 18 في ريف حلب الشمالي الشرقي، منذ الـ 13 من نوفمبر من عام 2016.

وحصلت تركيا في أواخر العام 2016 على الضوء الأخضر الروسي الذي سمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم "داعش" منها، في أعقاب الاتفاق على خروج نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي.

ومن شأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سوريا الديمقراطية ثغرة مدينة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قواتها أيضًا من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث "الجزيرة – كوباني – عفرين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان