سلام فياض.. الفلسطيني المرفوض أمريكيا
كتب – محمد مكاوي:
في أول اعتراض دولي بالأمم المتحدة لإدارة ترامب الجديدة، رفضت مندوبة واشنطن ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريس السياسي الفلسطيني سلام فياض مبعوثًا للأمين العام إلى ليبيا.
وكان من المقرر أن يخلف فياض المبعوث الأممي إلى ليبيا الألماني مارتن كوبلر، إلا أن اعتراض السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي حال دون ذلك.
وتعيين مبعوث خاص للامم المتحدة يتطلب دعما بالإجماع من قبل مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا.
السفيرة الأمريكية عللت اعتراض بلادها على فياض بما وصفته "انحياز الأمم المتحدة إلى جانب فلسطين على حساب حليفتها الدائمة إسرائيل".
إلا أن الأمم المتحدة نفت ذلك. وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريتش إن قرار ترشيح رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق "كان يستند فقط إلى صفات فياض الشخصية المتفق عليها وكفاءته لهذا المنصب".
وسلام فياض، 64 عاما، سياسي فلسطيني شغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة من عام 2007 حتى 2013.
ولد فياض عام 1952 بالقرب من طولكرم بالضفة الغربية المحتلة وأنهى تعليمه الابتدائي في نابلس قبل أن ينتقل مع أسرته إلى الأردن حيث أكمل تعليمه الثانوي.
حصل فياض على بكالوريوس في العلوم من الجامعة الأمريكية ببيروت ثم الماجستير من جامعة "سانت إدواردز" في أوستين بولاية تكساس الأمريكية وشهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة تكساس.
بدأ حياته المهنية مدرسا للاقتصاد في جامعة اليرموك بالأردن، وبعدها انتقل للعمل في البنك الدولي بواشنطن بين عامي 1987 و1995.
اختير فياض بعد ذلك ممثلا لفلسطين لدى صندوق النقد الدولي حتى عام 2001. ثم أصبح بعد ذلك مديرا إقليميا للبنك العربي عام 2002.
عند عودته إلى فلسطين شغل منصب وزير المالية كمستقل عدة مرات في الحكومات التي قادتها حركة فتح ما بين عامي 2002 و2005.
استقال من الحكومة أواخر عام 2005 لتأسيس كتلة الطريق الثالث، كحزب مستقل. وحصل على مقعدين في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006.
أعيد اختياره وزيرًا للمالية في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي جمعت حركتي حماس وفتح في 16 مارس 2007.
كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيل أول حكومة طوارئ في عهد السلطة الفلسطينية في 15 يونيو 2007 وذلك بعد يوم من إعلانه حالة الطوارئ في الأراضي التي تديرها السلطة (الضفة الغربية وقطاع غزة) وحل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية إثر سيطرة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على قطاع غزة.
بعد أن غادر منصبه كرئيس للوزراء، حملته حركة حماس آنذاك مسؤولية الديون وقالت على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري لوكالة فرانس برس "فياض يغادر الحكومة بعد أن أغرق شعبنا بالديون، وحركة فتح تتحمل المسؤولية عن ذلك لأنها هي التي فرضته على الجميع منذ البداية".
ونقلت بي بي سي عن مسؤول فلسطيني في 2013، قوله "أعتقد أن فياض لديه طموحات اكبر، ربما يخلف عباس، فهو يرغب في ترك مهامه كرئيس للوزراء سعيا وراء بناء شعبية لشخصه".
عُرف فياض بعلاقاته الدولية الواسعة كما حظي بدعم دولي وإقليمي في المناصب التي تقلدها في السلطة الفلسطينية.
والاعتراض الأمريكي على اختيار فياض مبعوثُا أمميا إلى ليبيا اعتبرته منظمة التحرير الفلسطينية "غير مقبول". وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحري الفلسطينية حنان عشراوي في بيان إن "إعاقة تعيين الدكتور سلام فياض هو حالة من التمييز الصارخ على أساس الهوية الوطنية".
ورفض فياض التعقيب على القرار الأمريكي. وقال مكتبه في رام الله لوكالة فرانس برس إن" الدكتور فياض لا يريد الادلاء باي تصريح".
الممثل الأممي الأسبق لدى ليبيا طارق متري وصف فياض بالـ"شخصية وطنية فلسطينية مرموقة وله خبرة في بناء مؤسسات الدولة وقادر على تفهم الليبيين".
واعتبر متري في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر اعتراض الولايات المتحدة على تعيين الدبلوماسي الفلسطيني سلام فياض ممثلا خاصا للامين العام للامم المتحدة في ليبيا بأنه "أول رغبة أمريكية في تأديب الأمم المتحدة لأجل إسرائيل."
فيديو قد يعجبك: