الجارديان: كيف يغير مقتل صالح شكل الصراع في اليمن؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أمس الإثنين، أنهى دور أهم شخصية سياسية في البلاد، والذي لعب دورا رئيسيا في الأزمة التي وقعت في اليمن، وتسببت في حدوث أسوأ أزمة انسانية في أفقر الدول في العالم.
وترى الصحيفة البريطانية أن مقتل صالح يمثل تغييرا جذريا في الحرب الأهلية، التي بدأت منذ ثلاثة أعوام، مُشيرة إلى أنها تزيد من خطورة الصراع في البلد.
وأشارت إلى أن صالح كان لاعبا أساسيا في الحرب الأهلية باليمن، رفض ترك السلطة بعد الثورة التي حدثت في بلاده، والتي طالبت بإنهاء حكمه الذي استمر 33 عامًا، وأعلن في عام 2014 تحالفه مع أعدائه السابقين، مليشيات الحوثي، التي تدعمها إيران، والتي استطاعت الاستيلاء على السلطة، والسيطرة على العاصمة صنعاء، ما دفع الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي إلى الهرب إلى السعودية.
وبحسب الجارديان، فإن تحالف الحوثي وصالح كان محكوم عليه بالفشل، وتوقع البعض أن الرجل الذي تحالف مع المتمردين الذين شن ضدهم ستة حروب، بين عام 2004 وحتى 2011، سيُقتل على أيديهم، وفي الوقت ذاته تمكن الجانبان من الاستفادة هذا التحالف، فاستغل صالح قوة الحوثيين العسكرية، وعدد مقاتليها الكبير في تحقيق مصالحه، وحقق المتمردون استفادة كبيرة من علاقات صالح، وشبكاته الاستخباراتية.
وتجد الجارديان أن الأوضاع بأكملها تغيرت الأسبوع الماضي، عندما أعلن صالح انقلابه على الحوثيين، واستطاعت القوات الموالية له بسط قوتها على صنعاء، وتمكنوا من سحب البساط شيئا من أسفل الحوثيين، ودعا السعودية والإمارات، وحلفائهما إلى الحوار، مؤكدا أن المشهد السياسي في اليمن بات مختلفا، وأن البلاد عادت إلى احضان الدول العربية.
وبالتزامن مع ذلك، ترددت أنباء عن أن قصف التحالف، بقيادة السعودية، لصنعاء خلال الأيام الأخيرة الماضية، كان بهدف مساعدة صالح، إلا أن هذا لم يمنع الحوثيين من قتله.
وتقول الصحيفة إن الحوثيين أصبحوا أكثر قوة بدون صالح، على الأقل على المدى القريب، وبحسب أدم بارون، الزميل الزائر لمجلس العلاقات الخارجية الأوروبي، فإن هناك فرصة لأن يضعف جهاز صالح إن لم يتم تهميشه في الفترة المقبلة، ما يجعل الحوثيين القوة الرئيسية في اليمن.
ووفقا لبارون، فإنه من الصعب معرفة من الفائز أو المنتصر في الأزمة اليمنية، فابالنسبة للحوثيين فإن الانتصار هو "النجاة والبقاء على قيد الحياة"، وهم يفعلون ذلك بنجاح، ويتمثل الانتصار بالنسبة للسعودية في إعادة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
ورغم أن الأوضاع في اليمن الآن ضبابية وغامضة للغاية، تقول الصحيفة إن الشيء الوحيد الواضح أن اليمن بدون صالح ستكون مختلفة.
فيديو قد يعجبك: