إعلان

ازدهار مراكز الدروس الخصوصية في هونج كونج

10:26 ص الثلاثاء 05 ديسمبر 2017

أرشيفية

 

هونج كونج (د ب أ)

يظهر واي واي لام، معلم "خارق" في هونج كونج، وهو يضع سماعة على أذنيه ويرتدي قميصا يلاحق أحدث صيحات الموضة مع قصة شعر عصرية، مسديا النصيحة لطلابه بطريقة عادة ما تستخدم في التجمعات السياسية.

ولكن بدلا من الدعوة إلى التغيير الاقتصادي أو الاجتماعي، يقدم لام النصيحة لطلاب المدارس الثانوية حول كيفية إجابة الجزء الصيني من اختبار دبلومة هونج كونج للتعليم الثانوي (دي.إس.إي)، والذي سيحدد ما إذا كانوا سيذهبون إلى إحدى الجامعات الحكومية في المدينة أو الكليات التقنية.

وينتهي لام من إسداء النصيحة بعد ثوان معدودات - إنه مقطع فيديو مسجل يشغله من مكتبه الخاص في منطقة مونج كوك بعد ظهر أحد أيام السبت. ويعمل لام، الذي يمكن الجزم بأنه المعلم الأكثر شهرة في هونج كونج، في مدرسة "بيكون كوليدج"، التي امتنعت عن فتح أبوابها للصحافة أو الرد على أي من طلبات التعليق على الاستفسارات.

ويقول لام "في المدرسة اليومية الصينية، جل ما نقوم به هو مجرد تكرار لنفس المناهج الدراسية، نحن لسنا بحاجة إلى القيام بالكثير من التحضير، مجرد تكرار لكتاب الاختبار"، واصفا طريقة شرحه. لكن "في مراكز الدروس الخصوصية فنحن نحاول أن نقدم الشيء نفسه ولكن بطريقة ممتعة ومثيرة للاهتمام".

وقد لا تعتبر كلمة "ممتع" الوصف الأفضل، ولكن أيا كان أسلوبه، فإن واي واي لام هو صاحب الشعبية الأكبر في هونج كونج- لدرجة أنه في عام 2015 عرض عليه من مركز منافس للدروس الخصوصية عقدا بقيمة 11 مليون دولار هونج كونج بالإضافة إلى الإعلان عنه في صفحة كاملة في إحدى الصحف.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه معلمو مدرسة "بيكون" من المشاهير المحليين، لكنهم ليسوا إلا جزءا واحدا فقط مما يمكن للمدينة أن تقدمه بدءا من الدروس الخصوصية الفردية وحتى المراكز ذات القاعات الكبيرة. وقدر مجلس تنمية التجارة في هونج كونج قيمة الصناعة في عام 2015 بنحو 7ر2مليار دولار هونج كونج (346 مليون دولار أمريكي).

ومع ذلك،لا تشبه مراكز الدروس الخصوصية بعضها البعض. فهناك الصغير منها، مثل مركز "ميني جراندماسترز" الواقع في خليج كوزواي، حيث يذهب توماس وونج، تلميذ المدرسة الثانوية، كل أسبوع لحضور دروس في أربع مواد دراسية.

ويقول وونج إن السبب الرئيسي لذهابه إلى المركز هو أن "المدرسة صعبة للغاية"، مشيرا إلى اعتقاده بأن المدرسين في المراكز بإمكانهم أن "يعلموك المزيد".

ويقول وونج "أحب ذلك ... هناك الكثير من المرح خلال تعلم الدروس".

وبالنسبة لطلاب أخرين، فإن هذا يمكن أن يمثل لهم ضغطا وإجهادا عاطفيا كبيرا، مما يدفع البعض إلى أقصى الحدود. فوفقا لصحيفة "ساوث شاينا مورنينج بوست" فقد شهدت الفترة بين عامي 2010 حتى 2014 انتحار 23 طالبا في السنة في المتوسط.

كما يغذي الطلب على التميز أيضا هذه الصناعة.

فقد أظهرت أحدث البيانات المتاحة أن أكثر من 50% من تلاميذ الصف التاسع وأكثر من 70% من تلاميذ الصف الثاني عشر يتلقون نوعا من الدروس الخصوصية، وفقا لما ذكره مارك براي، شاغل كرسي اليونسكو في التعليم المقارن بجامعة هونج كونج.

ويقول براى إن الدروس الخصوصية شهدت تسارعا خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك يعود جزئيا إلى فتح نظام التعليم ما بعد الثانوي في هونج كونج.

وفي حين لم يكن في هونج كونج سوى جامعتان رئيسيتان حتى أواخر التسعينيات، أصبح الآن هناك 8 جامعات ممولة من القطاع العام علاوة على عدد من الكليات الخاصة الأخرى.

ويقول براي "(في الثمانينيات) كان معظم الناس يقولون: 'نحن لا نذهب إلى الجامعات في عائلاتنا - ربما إلى المعاهد الفنية المتخصصة أو ربما إلى سوق العمل'. وبسبب التوسع في التعليم العالي فقد أصبح فجأة في متناول عدد كبير من الناس ... حيث بدأ الناس في القول: 'بإمكاني الحصول على التعليم العالي، ولكن الآن كيف يمكنني أن أحصل عليه؟".

ولكن الأماكن المتاحة في الجامعات، وخاصة تلك الممولة من القطاع العام، لا زالت محدودة، مما يدفع الآلاف من التلاميذ إلى اللجوء لمعلمين مثل لام من أجل الحصول على المشورة حول كيفية النجاح في اختبار (دي.إس.إي) وغيره من الاختبارات الأخرى.

ويقول جوزيف لام تشوك، محامي حصل على تدريبه في جامعة أكسفورد أصبح حاليا معلما للغة الإنجليزية في مدرسة "بيكون"، "في هونج كونج، تعتبر نتائج الاختبارات هي كل شيء، عليك أن تحصل على نتائج الاختبار الخاص بك لتتقدم لدخول جامعات جيدة. وتعوض مراكز الدروس الخصوصية النقص بتعليمك كيفية المرور من الاختبارات".

وأضاف "بالنسبة لكثير من الطلاب، فإن المعلمين هم منقذوهم، وبطبيعة الحال فإنهم كمنقذين يحظون بتقدير كبير".

ويدرس لام حاليا لـ 12 فصلا في الأسبوع، نزولا من عشرين كان يدرس لهم عندما بدأ. ويقول إن العديد من زملائه يذهبون إلى الفراش في الثالثة أو الرابعة صباحا. ويتابع انه بدأ العمل في بيكون بعد وفاة معلم آخر بسبب العمل الزائد، رافضا الراحة على الرغم من إصابته بالحمى.

ويقول "نحن كمدرسين نعمل 24 ساعة. نعد الملخصات، ونركز فقط على كيفية الشرح للتلاميذ".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان