مثقفون إثيوبيون: سد النهضة سيفيد مصر والسودان بشكل استثنائي
القاهرة- (وكالات):
قال أكاديميون ومثقفون إثيوبيون إن بناء سد النهضة ينصب في صالح مصر والسودان، وأكدوا أن دول المصب ستستفيد بشكل استثنائي من بنائه، وذلك للفوائد التي سيضمنها السد وتتمثل في الحد من مخاطر الفيضانات وتوفير الطاقة النظيفة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية.
وذكر الدكتور يعقوب أرسانو، الاكاديمي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وأستاذ محاضر في جامعة أديس أبابا، أن سد النهضة يعتبر هبة ربانية لكل من مصر والسودان للحصول على الطاقة النظيفة بأسعار رخيصة بدلا من المفاهيم الخاطئة لتحقيق الملكية الاحتكارية على مياه النيل.
"الطاقة النظيفة"
وقال الأكاديمي الإثيوبي: "غالبا ما تشير مصر إلى اتفاقية عام 1929 التي منحت مصر بشكل غير قانوني حقوق تاريخية وطبيعية على مياه النيل وكانت هذا الاتفاقية بين بريطانيا الاستعمارية ومصر المستقلة حديثا من الاستعمار البريطاني، ولم يكن أي بلد آخر في حوض النيل طرفا في هذه الاتفاقية وكانت هذه الاتفاقية ضد جميع البلدان والمجتمعات الأخرى حول النيل".
وأوضح يعقوب أن مصر والسودان يحصلان على الأولوية من بين الدول التى تستطيع شراء الطاقة النظيفة من إثيوبيا عند اكتمال السد وفقا للاتفاقية الموقعة بين اثيوبيا والسودان ومصر.
"تصدير الكهرباء"
وبحسب يعقوب، فإن جزء من الكهرباء من سد النهضة يمكن تصديرها إلى السودان ومصر المجاورة وبأسعار عادلة، موضحًا أن مصر والسودان تقفان على رأس أولوياتها لشراء الكهرباء من إثيوبيا كجزء من إعلان المبادئ الثلاثي الموقع في 25 مارس 2015.
وأكد الأكاديمي الإثيوبي أن بلاده تتبع إجراءات شفافة وصارمة، موضحا أن السد يجري بناؤه مع إيلاء الاعتبار الواجب لمعايير السلامة الدولية ولسلامة السدود دون نية التسبب في أي ضرر للبلدان المصب.
"القضاء على الفقر"
وذكر باحث آخر من نفس الجامعة أن سد النهضة الاثيوبي هو رمز للتعاون من أجل القضاء على الفقر والتخلف في المنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن مصر والسودان قد يستفيدان بشكل استثنائي من السد في تنظيم التحكم في تدفق المياه والسيطرة على الفيضانات دون تكلفة .
كما أكد الباحث بأنه يتعين على إثيوبيا بذل كل جهد لتوضيح كافة الفوائد المتعلقة بالسد لجميع الاطراف المعنية والمجتمع الدولي ووسائل الاعلام وان سد النهضة الاثيوبي ليس له أثر سلبي على دول المصب.
"أسباب الصراع"
وقال الدكتور جبرمدن سيمون، المحاضر في جامعة أديس أبابا، أن إثيوبيا حرصت دائما على التأكيد من سلامة موقفها وعدم رغبتها في أخذ حصة المياه من مصر، ولكنها تسعى إلى استخدام حصتها من المياه، بيد أن تمسك مصر بالاتفاقيات القديمة تجاه موارد النيل غير مقبولة في العصر الحديث وقد عفا عليها الزمن.
وشدد جبرمدهين أن هذا النوع من الموقف تجاه الملكية والموارد العابرة للحدود قد يكون سببا للصراع.
وقال إنه يجب على وسائل الاعلام في اثيوبيا العمل بجد لتسليط الضوء على موقف إثيوبيا، مشيرا إلى أن سد النهضة هو مجرد سد وتوليد للكهرباء وبالتالي ستستمر المياه في التدفق ولذلك يجب على وسائل الإعلام العربية والإنكليزية والفرنسية العمل لتوضيحها للعالم بأسره.
وأكد جبرمدهين أن الدبلوماسية العامة المستمرة وإعادة تنشيط وسائل الإعلام وفهم القضايا مهم لجعل الناس على دراية كافية بموقف إثيوبيا وتوضيحه للعالم بصورة مناسبة.
فيديو قد يعجبك: