إعلان

"انتصار جديد للسعوديات".. السماح بدخول النساء للمحكمة بدون "النقاب"

12:44 م الإثنين 25 ديسمبر 2017

كتبت- رنا أسامة
تراجعت المحكمة العُليا بالرياض عن شرط ارتداء النساء اللائي يرغبن في دخول المحكمة بالنقاب، واكتفت بشرط المحافظة على الحجاب الشرعي؛ إذ استبدلت المحكمة تعميمًا سبق أن علّقته على واجهتها بتعميم آخر أُزيل منه شرط "غطاء الوجه"، في "انتصار جديد للسعوديات داخل المملكة"، حسبما أفادت صحيفة عكاظ.

وذكرت الصحيفة السعودية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، الاثنين، أن نص التعميم الجديد نصّ على "عدم دخول أي من النساء إلا أن تكون بلبس محتشم، وعليهن التقيّد بالحجاب الشرعي، علمًا بالأنظمة المرعية لدخول الدوائر الشرعية، لذا آمل التقيّد بذلك".

فيما نصّ التعميم القديم، الذي صدر العام الماضي، على "عدم دخول أي من النساء بلباس غير مُحتشم وعباءة غير مناسبة، مع التأكيد على منع دخول النساء غير المُتقيّدات بالحجاب الشرعي وغير المُغطيات للوجه المحكمة؛ عملًا بالأنظمة المرعية لدخول الدوائر الشرعية، لذا عليكن تنفيذ الأوامر حرفيًا".

يأتي ذلك القرار بعد 5 أيام من واقعة طرد أحد قضاة المحكمة السعودية لمحامية متدربة لعدم ارتدائها النقاب، حيث أمر رجال الأمن في المحكمة بإخراجها بالقوة، حسبما أورد المحامي السعودي البارز عبدالرحمن اللاحم، الذي يشرف على تدريب تلك المحامية.

وذكر اللاحم في برنامج "معالي المواطن على قناة "إم بي سي"، أن المحامية السعودية، وهي متدربة في مكتبه كانت في مراجعة لدى المحكمة العامة بالرياض، الأربعاء الماضي، واتصل أحد الموظفين برجال الأمن بناء على توجيهات القاضي وطلب إبعادها فقط لأنها "كاشفة".

وقال "اللاحم" إنه تقدّم بشكوى رسمية لرئيس المحكمة، رُفعِت لرئيس مجلس القضاء الأعلى، حيث إن القاضي يحمل آراء فقهية خاصة يرى أن كشف المرأة لوجهها مُحرم.
من جانب آخر، قال وكيل وزارة العدل المساعد للشؤون القضائیة، الشيخ عبدالرحمن القاسم، إن المحامية ارتكبت مخالفات عدة، بما في ذلك أنها رفعت الصوت ولم تقدم ما يثبت بأنها محامية، مشيرًا إلى أن القضية ما زالت قيد النظر والتحقق من قِبل رئيس المحكمة.

ومع هذا القرار، يبدو أن التحقيقات انتهت بإزالة التعميم الذي يشترط ارتداء النقاب، وتعليق تعميم جديد يكتفي بارتداء النساء للحجاب فقط كي يسمح لهن بدخول المحكمة.
وترتدي كثير من نساء المملكة النقاب، لكن الآراء الشرعية تجاهه تختلف باختلاف العلماء المنقسمين بشأن القضية، ما ينعكس على الدوام على سكان أكبر بلد خليجي متمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية، بحيث تختلف مواقفهم من الحوادث التي تتعرض لها النساء بسبب النقاب.

وفي 29 نوفمبر الماضي، تداول ناشطون سعوديون قضية حجاب المرأة على موقع تويتر ما أثار جدلًا واسعًا بين المغردين في المملكة.
بدأ الأمر بعد أن أطلق الناشط السعودي خالد الفيفي دعوة للمشاركة في هاشتاج #الحجاب_عفاف_وستر_للمراه، ردًا ردا على ما وصفها بـ"الحملة الشرسة التي تشن على الحجاب و دعوات التغريب"، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وانقسم المغردون إلى فريقين، رأى الأول أن العفة محلها القلب وليس فوق الجسد والستر هو ستر عورة الجسد فقط، والعفة والستر لا علاقة لهما بالحجاب وأن المرأة العفيفة ستظل هكذا بالحجاب أو بدونه على حد قولهم. فميا اعتبر الآخر أن الحجاب عفة وثقافة ورُقي، وأنه حياء وغيرة وحراسة شرعية لحفظ الأعراض ودفع أسباب الريبة والفساد على حد قولهم.

وبينما كان الجدل محتدمًا بين الفريقين، أطلقت ناشطات سعوديات هاشتاج #النقاب_وصمه_عار ضمن تغريدات رافضة للنقاب معتبرات أنه لا يمت للدين بصلة، إنما هو تدخل بالحرية الشخصية، ومعتبرات أن المجتمع الذي يرغم أفراده على لباس معين ويربطه بقيمة اجتماعية فهو مجتمع فارغ فكريًا.
ويُعد السماح للسعوديات بدخول المحكمة أبرز التغيرات الجتماعية التي تشهدها نساء المملكة، بعد أن سُمِح لهن بقيادة السيارات، والدخول في مجال الإفتاء، والمشاركة في احتفالات العيد الوطني، وتعلّم التربية البدنية في المدارس؛ وكذلك دخول الملاعب الرياضية (الاستادات) تطبيقًا لـ(رؤية 2030) التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان