باحث يمني عن اشتباكات صنعاء: السعودية و"صالح" اتفقا للقضاء على الحوثيين
كتبت - رنا أسامة:
رجح الباحث والإعلامي اليمني، الدكتور مطهر الريدة، أن يكون للسعودية دورا في المواجهات الدائرة بين ميليشيات عبد الملك الحوثي وقوات علي عبدالله صالح، وقال لـ"مصراوي": "لا أستبعد تعاون المملكة مع الرئيس اليمني المخلوع للقضاء على الحوثيين".
وتابع الريدة، في اتصال هاتفي: "لا توجد إلى الآن خطة مُعلنة بأن السعودية تدعم علي عبدالله صالح، لكنني لا أستبعد أن يكون هناك نوعا من التوجيه أو من التعاون بين السعودية وقيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، الموجودة في المملكة، للقضاء على الحوثيين".
وأضاف "يُحتمل أن يكون حزب الإصلاح، الذي ينتمي إلى تيار الإخوان المسلمين، أوعز إلى أبنائه وأفراده وقواعده في الداخل اليمني، للتعاون مع صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام للقضاء على الحوثيين"، مُضيفًا أن الرؤية ستتضح أكثر خلال الساعات القليلة القادمة.
وسيطرت قوات صالح، السبت، على مباني سفارات السعودية والإمارات والسودان وطردت ميليشيا الحوثي منها، وسيطرت على كلية وأكاديمية الشرطة في صنعاء.
كما فرضت قوات صالح سيطرتها على دار الرئاسة ووزارة الدفاع والبنك المركزي ووزارة المالية وجهاز الأمن القومي في صنعاء القديمة، فضلًا عن سيطرتها على مبنى التلفزيون الرسمي الذي كان في قبضة الحوثيين، فيما تحاصر مطار العاصمة صنعاء.
وتسببت الاشتباكات المُندلعة، منذ مساء الجمعة وحتى الآن، في العاصمة اليمنية صنعاء، في سقوط عشرات القتلى والجرحى. فيما اعتقلت قوات صالح، 3 من قيادات ميليشيا الحوثي في مجمع 22 مايو الحكومي في صنعاء، بحسب ما أعلنته شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.
ودعا حزب صالح في وقت سابق، السبت، رجال القبائل إلى مواجهة ميليشيات الحوثي، محملا إياها مسؤولية "إشعال فتيل الحرب".
ووصف الباحث اليمني ما يحدث بين صالح والحوثيين بأنها "لعبة" من الرئيس اليمني المخلوع للحفاظ على مملكته وبقائه، وحتى على حياته، "وإلا لما كان فتح لمليشيات الحوثي الباب على مصراعيه لدخول صنعاء ودخول المعسكرات بتوجيهات مباشرة منه لقيادات ومشايخ اليمن"، بحسب قوله.
واعتبر الريدة، تعاون قوات التحالف العربي مع صالح للقضاء على الحوثيين "أمر مشروع"؛ وعزا ذلك إلى أن التحالف "يبحث عن مصلحته بأي شكل من الأشكال، وعبر أي طرف من الأطراف المناوئة له في اليمن سواء صالح أو غيره، للقضاء على الحوثيين والقضاء على كل ما يهدده، وتحديدًا المملكة العربية السعودية".
وقالت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم السبت، إن هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن فيما وصفته بـ"الانتفاضة المباركة"، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضافت، في بيان تعليقًا على التطورات اليمنية، أنه يجب على كل أهل اليمن باختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية بما فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء التخلص من الميليشيات التابعة لإيران.
وأكد البيان وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي، مُشيرًا إلى أن استعادة حزب المؤتمر الشعبي لزمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم سيُخلّص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية.
ولفت الباحث اليمني إلى أن إعلان الحوثيين السيطرة على جامع صالح ودخولهم البيوت الخاصة بأبنائه وأبناء إخوته هو "القشّة التي قسمت ظهر البعير"، ودفعت إلى إشعال فتيل الأزمة بين طرفيّ الصراع في اليمن.
وقال الريدة إن "صالح كان يعتقد أنه حليف استراتيجي للحوثيين، لكن الحوثيين ليس لهم لا عهد ولا ذمة، حتى أنهم وصلوا إلى الحدّ الذين يقتحموا فيه عُقر داره، وبالتالي يبدو أنه أفاق من سُباته، وأدرك أنهم مصدر تهديد على حياته وعلى مملكته.
ودعا صالح، السبت، دول الجوار لفتح صفحة جديدة معه، لمواجهة الحوثيين الذين اتهمهم بارتكاب أعمال عدوانية في اليمن. وقال الرئيس المخلوع، في كلمة مُتلفزة، إن ميليشيات الحوثي أرهبت المدنيين بصنعاء، داعيًا الشعب اليمني للانتفاض عليهم.
ووصف السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الأحداث الجارية في اليمن، بعد التوترات بين قوات صالح والحوثيين، بأنها "انتفاضة ضد ميليشيات إيران الحوثية".
فيديو قد يعجبك: