إعلان

فوز مفاجئ للمرشح الديموقراطي في ألاباما وانتكاسة جديدة لترامب

01:23 م الأربعاء 13 ديسمبر 2017

روي مور

واشنطن – (أ ف ب):

حقق الديموقراطي دوغ جونز الثلاثاء، فوزا مفاجئا على منافسه الجمهوري روي مور في انتخابات ولاية ألاباما لمجلس الشيوخ، ما يشكل انتكاسة كبيرة جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي فشل مرشحه في تجاوز اتهامات بالتحرش الجنسي.

يشكل هذا الانتصار الديموقراطي في أكثر الجولات الانتخابية حدة في العام 2017 في الولايات المتحدة وفي ولاية محافظة في عمق الجنوب الأمريكي، ضربة قاسية للرئيس الذي أعطى كامل دعمه للجمهوري مور بعد تردد في البداية بالرغم من الاتهامات الخطيرة بحقه.

ومع فرز 100% من المراكز الانتخابية في ألاباما، حصد المدعي العام السابق جونز 49,9% من الأصوات مقابل 48,4% لمور، أي بفارق نحو 21 ألف صوت من أصل 1,3 ملايين صوت بحسب أرقام نشرتها وسائل إعلام أمريكية.

ولمع اسم جونز (63 عاما) المدعي الفيدرالي السابق عندما نجح في إدانة أعضاء من حركة كو كلاكس كلان قاموا بتفجير كنيسة للسود في ستينات القرن الماضي، ما أدى الى مقتل أربع فتيات.

بفضل هذا الانتصار، يعود الديموقراطيون لتمثيل ألاباما في مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ ربع قرن.

وصرح جونز أمام مؤيدين خلال الاحتفال بالفوز في برمنغهام "أكاد لا أصدق فعلا"، مضيفا "لقد أظهرنا للبلاد الطريقة التي يمكن ان نكون فيها موحدين" وأن ألاباما التي فاز فيها ترامب العام الماضي بـ28 نقطة سبقت وكانت "عند مفترق طرق" ولم تختار دائما الطريق الصحيح لكنها "قامت بذلك" الثلاثاء على حد تعبيره.

وهنأ ترامب جونز عبر تويتر على فوزه قائلا "الفوز هو الفوز وسكان ألاباما رائعون والجمهوريون سيكون أمامهم فرصة جديدة لهذا المقعد خلال فترة قصيرة جدا. إنها عملية لا تنتهي".

لكن مور رفض الإقرار بالهزيمة وقال أمام مؤيديه في مونتغومري "عندما تكون النتيجة متقاربة إلى هذا الحد لا ينتهي الأمر"، مضيفا "علينا انتظار إشارة من الله".

وأشار مور إلى أنه يريد إعادة فرز أصوات تلقائي لكن القانون في الولاية يشترط لذلك أن يكون الهامش أقل من نصف بالمئة بينما الفارق الحالي 1,5%.

أمام المسؤولين في الولاية مهلة بين 26 ديسمبر والثالث من يناير المقبل لتأكيد الفوز، واذا لم تتم إعادة فرز للأصوات فإن جونز سيتولى منصبه في مجلس الشيوخ في مطلع الشهر المقبل.

وتؤدي هزيمة مور رئيس المحكمة العليا السابق في ألاباما الى تقليص غالبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو إلى 51 مقعدا وهامش المناورة المتاح أمام ترامب إلى الحد الأدنى.

على كل الأصعدة، فإن هذا الفوز يشكل انتكاسة للجمهوريين الذين يصارعون لإقرار مشاريع قوانين ترامب في الكونجرس وقبل انتخابات منتصف الولاية في 2018.

مرشح دنيء

فور إعلان الفوز توالت التهنئات من الحزب الديموقراطي وكتبت المنافسة الديموقراطية لترامب في الانتخابات الرئاسية في 2016 هيلاري كلينتون على تويتر "الليلة اختار الناخبون في ألاباما سيناتورا سيشعرهم بالفخر"، مضيفة "إذا تمكن الديموقراطيون من الفوز في ألاباما بإمكاننا وعلينا أن نتنافس في كل مكان".

واعتبرت اللجنة الوطنية الديموقراطية أن خسارة مور في هذه الولاية المحافظة يوجه رسالة "قوية وواضحة" إلى ترامب والجمهوريين.

وقال توم بيريز رئيس اللجنة "لا يمكن أن تعتبروا أنفسكم الحزب المدافع عن قيم الأسرة طالما تقبلون بمرشح دنيء مثل مور".

ويواجه مور اتهامات منذ شهر بأنه تحرش بفتاتين قاصرتين في أواخر السبعينات عندما كان مدعيا عاما في الثلاثينات من عمره.

وهزت كذلك صفوف الجمهوريين حيث دعا قادة الحزب وأعضاء الكونجرس مور إلى التنحي لدى ورود الاتهامات لكن من دون فائدة. والآن، بغض النظر عن النتيجة، بات الجمهوريون في وضع لا يحسدون عليه.

ويُنظر الى هذه الانتخابات بمثابة مؤشر حول ما اذا كان الحزب الجمهوري سيحتفظ بغالبية الضئيلة في مجلس الشيوخ العام المقبل. وتنطوي عليها تبعات كبيرة فهي اختبار للسياسة في الولايات المتحدة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد جدلا كبيرا وحادا حول ترامب وسياساته.

وهذه المرة الثانية في غضون أقل من شهرين التي يحقق فيها الحزب الديموقراطي فوزا كبيرا، بعد انتخاب احد اعضائه حاكما لولاية فرجينيا في نوفمبر.

وكان مور (70 عاما) يريد إدخال نشاطه الديني إلى الكونجرس، إلا أنه واجه اتهامات من عدة نساء بأنه اعتدى عليهن جنسيا وكانت إحداهن في الـ14 من العمر في تلك الفترة.

ودعا مسؤولون وأعضاء في الحزب الجمهوري في الكونجرس مور إلى التنحي من السباق لكنه رفض. وكان الحزب سيواجه لو فاز معضلة التبعات المترتبة على هذه الاتهامات على سمعته في وقت تهز الاتهامات بالتحرش الجنسي الساحة السياسية في واشنطن بعد الكشف عن سوء سلوك جنسي في هوليوود والوسط الإعلامي.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان