"الأناضول": السلام بين الخليج وإسرائيل يبقى مشوهًا دون احتفال
كتب - عبدالعظيم قنديل:
نشرت وكالة "الأناضول" التركية، اليوم الجمعة، تقريرًا سلطت فيه الضوء على جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخلق تقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل، مشيرةً إلى الرحلة غير المعلنة التي أجراها مستشار ترامب جاريد كوشنير إلى دول الخليج العربي لدفع هذه المساعي، التي شكك التقرير في مدى تحققها في ظل الانقسام الخليجي حول الموقف من الدولة العبرية.
"جهود ترامب"
وقال التقرير إنه على الرغم من الضغط السياسي الذي يواجهه الرئيس ترامب داخل الولايات المتحدة، لكنه يحاول زرع صهره في الخارج، لثلاثة أهداف رئيسية؛ منها فتح قنوات اتصال بين إسرائيل ودول الخليج، واستمالة اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة، على أمل إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في العام 2020، بينما يرتبط الهدف الثالث بالمصالح الشخصية لعائلة ترامب وعائلات كوشنر، وكلاهما يدير إمبراطوريات عقارية، ويبحث باستمرار عن المانحين المحتملين، حيث تبدو أموال النفط بالخليج العربي هدفًا مثاليًا.
كما توقع التقرير أن يسهم أي سلام مستقبلي بين إسرائيل والدول الخليجية في إضعاف الموقف الفلسطيني، والذي يعتمد على ورقة التضامن العربي في مفاوضاته مع الدولة العبرية، لافتًا إلى أول رحلة مباشرة بين الرياض وتل أبيب، أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مايو الماضي، باعتبارها إشارة إلى أن جولات ترامب ومبعوثيه اتخذت من السلام الخليجي الإسرائيلي محورًا للسياسة الأمريكية الخارجية.
وهذا تؤكده أيضًا الزيارة غير المعلنة التي أجراها مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير إلى السعودية، الأسبوع الماضي، حسبما أفادت صحيفة "Politico" الأمريكية نقلاً عن مصدر في البيت الأبيض، فيما يمثل الزيارة الثالثة للمستشار الأمريكي إلى السعودية خلال العام الجاري.
"الإسرائيليون في أبوظبي"
وفيما يوضح التقرير أن الإسرائيليين كانوا سعداء بمشاركتهم في بطولة الجودو الدولية في أبو ظبي، والتي اعتبرتها تل أبيب تأكيدًا على العلاقات السرية بين البلدين، وجعلت التطبيع أقرب من أي وقت سابق، تبقى المعاملة التي تعرض لها رياضيو الدولة العبرية علامة إهانة في هذه العلاقة، إذ رفضت دولة الإمارات عزف النشيد الوطنى الإسرائيلي رغم حصول لاعبين إسرائيلين على الميدالية الذهبية خلال منافسات البطولة التي أجريت الأسبوع الماضي. وشارك اللاعبون الإسرائيليون في مباريات الجودو الدولية بأبو ظبي، هذا العام والعام الماضي، تحت راية اتحاد الجودو العالمي.
ووفقًا لـ"الأناضول"، قد يكون حادث أبو ظبي أفضل انعكاس للسلام الخليجي المحاصر، وذلك لأن الجانب الإسرائيلي يسعى للإعلان عنه بينما الجانب الخليجي لديه مخاوف عديدة من هذا الإعلان؛ فالسلام الخليجي الإسرائيلي في المستقبل قد يبقى "سلامًا مشوهًا"، يحتفى به في صمت ودون أعلام أو أناشيد، وفق ما يشير تقرير "الأناضول".
"انقسام خليجي"
ولهذا فإن تركيز إدارة ترامب على السلام الخليجي الإسرائيلي، وفق "الأناضول"، لم يثمر بعد عن أي تقدم في العلاقات بين الطرفين، في وقت تشير علامات أخرى من الخليج إلى أن تحرك سعودي إماراتي نحو السلام مع إسرائيل قد لا يجلب بقية دول مجلس التعاون الخليجي إلى النهج نفسه، وذلك بدليل هجوم رئيس مجلس الوزراء الكويتي مرزوق الغانم على وفد البرلمان الإسرائيلي أثناء جلسات المنتدى العالمي للبرلمانيين في سان بطرسبرج بروسيا الشهر الماضي.
ورجح التقرير أن تشمل قائمة دول الممانعة ضد سلام حقيقي مع إسرائيل كل من قطر والكويت، إضافة إلى سلطنة عمان، وذلك يعنى أنه حتى لو أبرمت السعودية والإمارات اتفاق سلام مع إسرائيل،يبقى حدوث انقسام داخل دول مجلس التعاون الخليجي في هذا الشأن أمر متوقع. ويبدو أن البحرين هي وحدها التي تتفق مع السعودية والإمارات في هذا النهج.
فيديو قد يعجبك: