"الطيار البابوى" يضمن أقصى درجات الأمن والراحة لباباوات الفاتيكان
روما (د ب أ)
غالبا ما يحلق الطيار الإيطالي "ألبيرتو كولوتي" بطائرته فى السماء على ارتفاعات شاهقة بصورة تفوق ما يفعله الطيارون الآخرون .
صحيح، إنه كبير طياري شركة الخطوط الجوية الإيطالية "أليتاليا"، لذلك يمكنك أن تتوقع منه ذلك على أي حال. لكنه أيضا يقترب من السماء على مستوى روحاني خارق للطبيعة أيضا ...فهو دائما طيار "الباباوات" الذي ينقلهم في رحلاتهم الجوية خلال زياراتهم إلى مختلف أرجاء المعمورة .
ومجددا، يطير كولوتي مع بابا الفاتيكان، فرنسيس، اليوم الأحد، عندما يبدأ زيارته إلى ميانمار وبنجلاديش.
وقال كولوتي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "هذه رحلة خاصة جدا. وعموما هذا شرف عظيم".
وحتى الآن، نفذ كولوتي 10 رحلات بابوية. ويقول: "كانت رحلتي الأولى مع البابا بنديكت السادس عشر إلى بنين في أفريقيا . وفي المساء السابق للرحلة كنت متوترا إلى حد ما".
لكن الطيار الذي ينحدر من مدينة جوريزيا شمالي إيطاليا، لم يعد يشعر بالتوتر في رحلاته التالية.
فكل شيء يسير وفقا لبروتوكول صارم. وكقاعدة عامة، فإن تنظيم رحلة باباوية يستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر.
ويتلقى البابا معاملة خاصة إلى حد ما على متن الطائرة، لكن بخلاف ذلك، يقول كولوتي إن الرحلة تمضي كأي رحلة عادية أخرى.
ويقول الطيار، وهو نفسه كاثوليكي: "نحن نضمن أقصى درجات الأمن ومستويات الراحة القصوى، سواء كان راكبا عاديا، أو رئيس دولة، أو بابا".
وبطبيعة الحال، يجب ألا يخضع البابا لعمليات التفتيش الأمنية المعتادة التي يخضع لها الركاب. وهو في كثير من الأحيان يكون آخر شخص يعتلي الطائرة، ويتم ذلك في بعض الأحيان في اللحظة الأخيرة التي تستعد فيها الطائرة وتتلقى الإذن بالإقلاع . وعلى النقيض من معظم رؤوساء الدول والحكومات، لا يملك البابا طائرته الخاصة. فلا توجد طائرة "إير فورس ون" للبابا مثلا.
ويستقل البابا تقليديا طائرات شركة "أليتاليا" أثناء توجهه إلى وجهة أجنبية، حيث يسافر على متن طائرة عادية دون أي ميزات إضافية. وعادة ما يجرى ترتيب رحلة العودة من قبل شركة طيران من البلد الذي يزوره البابا. وبالنسبة للزيارة القادمة سيعود فرنسيس على متن طائرة تابعة لشركة طيران بنجلاديش (بيمام).
ويتم اختيار طاقم مختلف دائما لكل رحلة بابوية جديدة. وقال كولوتي، وهو طيار مروحية سابق في البحرية، وقد سجل حاليا 14 ألف ساعة من الطيران مع "أليتاليا" إن الكاثوليكية ليست شرطا مسبقا لأكون طيار البابا. وقال إنه لا يحب لقب "طيار الباباوات"، لأن كل طيار في "أليتاليا" يستطيع أن ينقل البابا إلى وجهته التي يريدها شأنه شأن أي راكب آخر.
ويقول كولوتي إن فرنسيس، 80 عاما، ليس لديه خوف من الطيران، ولكنه يقول إن هناك عددا قليلا من مرافقيه من كبار مسؤولي الفاتيكان يقرون بشعورهم بالتوتر. ويقدم كولوتي دورات لمواجهة الخوف من الطيران.
وقال كولوتي: "أكون أكثر هدوءً في الطائرة مما أكون عليه عندما أجري مقابلة".
ولم يفصح كولوتي عما يأكله البابا أثناء وجوده على متن الطائرة، أو الأفلام التي يشاهدها. ويجلس البابا الى جانب المقصورة مع الوفد المرافق له، ومن بينهم "وزير خارجيته" الكاردينال بيترو بارولين، أو المتحدث الصحفي باسمه.
وخلف المقصورة يجلس الصحفيون، الذين يوجه فرنسيس التحية لهم دائما وعلى نحو فردي بالمصافحة والكلمات. وبالنسبة للصحافة، هذه الرحلة ليست رخيصة التكلفة. فتصل تكلفة الرحلة ذهابا وعودة الى ميانمار وبنجلاديش حوالي 4700 يورو (5500 دولار). وربما يقول صحفيون ألمان إن تكلفة السفر مع المستشارة آنجيلا ميركل أرخص من تكلفة السفر مع البابا.
أما بالنسبة لشركة أليتاليا، فإن سفر البابا على طائراتها يمثل دعاية ضخمة للشركة . ولكن، على الرغم أى شىء فإن الشركة تعاني من أزمة مالية لسنوات بل واضطرت إلى الإعلان عن إفلاسها فى وقت سابق من العام الحالى . وفى الوقت الراهن تستمر الشركة فى نشاطها بفضل قرض تجسيرى حصلت عليه من الحكومة الإيطالية .
فيديو قد يعجبك: