إعلان

الأوضاع الإنسانية في غوطة دمشق الشرقية تتفاقم رغم اتفاق التهدئة

04:22 م السبت 28 أكتوبر 2017

الأوضاع الإنسانية في غوطة دمشق الشرقية

كتبت – إيمان محمود

رغم وجودها ضمن مناطق خفض التصعيد، إلا أن الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، مازالت تعاني الحصار والقصف لعامها الرابع، ليعيش 350 ألف مدني في نقص حاد في المواد الغذائية وفي انعدام كافة المقومات الأساسية للصحة.

وتعد الغوطة الشرقية واحدة من بين أربع مناطق يشملها اتفاق خفض التصعيد في سوريا الذي جرى التوصل إليه في محادثات أستانة، وجرى توقيع اتفاقا في نهاية يوليو الماضي بالقاهرة، لوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وفصائل معارضة في هذه المنطقة دون أن يشمل الاتفاق تنظيم داعش أو جبهة النُصرة، بالإضافة إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي المنطقة، وذلك برعاية مصرية وضمانة روسية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، إن "الحكومة السورية فرضت حصارا على الغوطة الشرقية منذ 4 سنوات، تسبب في نشر سوء التغذية لدى الأطفال بسرعة كبيرة وخاصة عند حديثي الولادة، فلا طعام ولا غذاء ولا حليب للأطفال، فضلا عن الموت بشظايا القذائف والصواريخ المتساقطة بشكل يومي على الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين".

وبحسب المرصد السوري، فإن "11 مدنياً قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية، داخل مدينة دوما في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل جيش الإسلام، وفي مدينة سقبا وبلدة عين ترما اللتين يسيطر عليهما فصيل فيلق الرحمن، نتيجة قصف هذه المناطق بالقذائف المدفعية والصاروخية من قبل الجيش السوري".

وعلى وقع القذائف والصواريخ واتفاق التهدئة الذي خرقته أطراف الأزمة السورية، يزداد الوضع الإنساني سوءً حيث توفي أمس الجمعة الطفل محمد عبد السلام، الذي يبلغ من العُمر 3 سنوات في مدينة سقبا بالغوطة، بسبب الجفاف الناتج عن نقص التغذية والدواء، والتي تعتبر حالة الوفاة الثانية من نوعها لطفل رضيع خلال يومين فقط.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مدير القسم الطبي في المنظمة الإنسانية بالغوطة، قوله إن فروع "مركز الحكيم الطبي" وعددها 11 استقبلت في الأشهر الثلاثة الأخيرة 9700 طفل، يعاني 80 منهم تقريبا من سوء تغذية حاد شديد و200 آخرين من سوء تغذية حاد متوسط.

وقالت منظمة اليونيسف إن هناك نحو 1200 طفل يعانون من سوء التغذية في غوطة دمشق الشرقية التي تسيطر عليها فصائل عسكرية معارضة وتحاصرها القوات الحكومية منذ نحو أربعة أعوام.

وفي حديث لبي بي سي، قالت جولييت توما مديرة الإعلام في المكتب الإقليمي لليونيسف إن هذا الرقم مسح أجري في إحدى عيادات الغوطة الشرقية شمل نحو 9,000 طفل - يعد "إشارة إلى أن الوضع يزداد سوءا في الغوطة الشرقية".

واحتجاجًا على الحصار، نظمت طواقم الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" في غوطة دمشق الشرقية، وفي حماة وسط سوريا.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "الغوطة الشرقية تستصرخكم"، و"أنقذوا الغوطة الشرقية"، و"تحركوا من أجل الأطفال الجياع في الغوطة"، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول" التركية.

إدانات

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، أدان بشدة الحصار الذي وصفه بـ"الانتهاك الخطير"، مطالباً "نظام الأسد بالسماح الفوري بدخول الغذاء والأدوية والمساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية".

وقال المسؤول الأممي إن "حصار المدنيين واستخدام الجوع كسلاح يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية"، مضيفًا أن الأمم المتحدة لديها قائمة بأسماء المئات من المصابين الذين يحتاجون الإجلاء الطبي العاجل.

أما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، فطالب المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته تجاه المعاناة المستمرة للمحاصرين في غوطة دمشق الشرقية، بما يضمن رفع الحصار بشكل فوري عن المنطقة وكافة المناطق المحاصرة في سوريا.

وقال الائتلاف المعارض ومقر اسطنبول في بيان نشر على موقعه الرسمي، إن "القصف الجوي والمدفعي دمّر 40 من المشافي والمستوصفات، والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين، وأكثر من 5 آلاف معاق و16 ألف يتيم؛ تعاني من انعدام لقاحات السل والحصبة، وعدم توفر أدوية الأطفال وأدوية أمراض القلب والسل وضغط الدم والمستلزمات الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، بما فيها عقاقير التخدير، كما تعطلت خدمات غسيل الكلى، إضافة لوجود 252 حالة طبية حرجة يجب نقلها بشكل فوري إلى مراكز للعلاج خارج الغوطة

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان