صحف الخليج تتحدّث عن "فشل" جولة تيلرسون وشائعات وفاة أمير قطر السابق
كتبت- رنا أسامة:
وصفت صحف الخليج في أعدادها الصادرة اليوم، الثلاثاء، جولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في مساعيه لحل أزمة قطر، بأنها "فاشلة"، واعتبرت إعلان موقفه المُنحاز لقطر قبل وصوله إلى المملكة العربية السعودية "سذاجة سياسية حقيقية"، مُشيرة إلى أن المسؤولين في المملكة أردوا توصيل رسالة إلى أمريكا، عبر تيلرسون، مفادها أن "التعامل مع الأزمة هو أمر يخص الدول الأربع، وليس مقبولًا التسويف أو المراوغة عبر الحوار أو غيره".
وفي الوقت نفسه، تطرّقت الصحف إلى شائعة وفاة أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، نافية صحتها، ومؤكّدة أنه ينعم في سياحة خارج البلاد، وأن الهدف من إطلاق شائعة الوفاة ربما يعود لصرف أنظار القطريين عن قضايا أهم تشغلهم في الداخل.
"وفاة حمد"
صحيفة "سبق" السعودية تحدّثت عن شائعات وفاة أمير قطر السابق حمد بن خليفة، التي انتشرت أمس الإثنين على مواقع التواصل الاجتماعي. ونفت الصحيفة، نقلًا عن مصادر قطرية مطلعة، صحة الشائعات مؤكّدة أن تنظيم "الحمدين" ينعم في سياحة خارج البلاد، في حين يتكبد المواطنون هناك والمقيمون دفع الثمن لمزيد من تخبطات التنظيم.
وعن الهدف من إطلاق شائعة الوفاة؛ أشار المصدر إلى أنه ربما يعود لصرف أنظار القطريين عن قضايا أهم تشغلهم في الداخل، حسبما ذكرت الصحيفة.
"أزمة قطر"
وتحت عنوان (أزمة قطر والخطر الإيراني)، قالت صحيفة "اليوم"، في افتتاحيتها، إن وجهات النظر السعودية والأمريكية تبدو متطابقة تماما حيال الأزمة القطرية ومواجهة الخطر الإيراني وأهمية انسحاب الميليشيات الإيرانية من الأراضي العراقية، ومن شأن تلك الرؤى المتشابهة أن تنهي الأزمات العالقة بين الدوحة والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتضع حدا قاطعا للتوترات العراقية وتعيد الأمن والاستقرار للدول الخليجية ودول المنطقة، وتلك وجهات تؤكد على أهمية إبعاد المنطقة عن التوترات وإشاعة أكبر نسبة من الأمن والاستقرار في دولها.
وأضافت الصحيفة السعودية أن "الأمل معقود مع اقتراب موعد انعقاد المجلس التشاوري لمنظومة التعاون الخليجي أن تراجع الدوحة مواقفها الخاطئة مع الدول الأربع"، مُشيرة إلى أن "الكرة الآن في ملعبها وبإمكانها الاستجابة لمطالب تلك الدول بالعدول نهائيا عن دعم الإرهاب وايواء رموزه في ربوعها حتى تعود إلى حظيرتها من جديد، فأزمتها الراهنة لا يمكن حلها إلا داخل البيت الخليجي لا خارجه، ولا يمكن لسياسة الاستقواء والتدويل أن تنهي الأزمة العالقة بينها وبين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب".
واختتمت افتتاحيتها بالقول "الأوضاع الراهنة في المنطقة تنذر بعواقب وخيمة ما لم يتم تحجيم الدور الإيراني فيها والعمل بجدية لاحتواء الأزمة القطرية والعمل على احتواء موجات الإرهاب التي لا تزال تطل برؤوسها في الصراعات الدائرة الآن في سوريا واليمن، فتضافر الجهود الدولية للوصول الى حلول قاطعة لأزمات المنطقة سوف يؤدي بطبيعة الحال الى نشر الأمن والاستقرار في هذه المنطقة التي تعرضت لسلسلة من الحروب الطاحنة وآن لها اليوم أن تفكر في صناعة مستقبلها المنشود".
"فشل تيلرسون"
أما "الاتحاد" الإماراتية، فركّزت على الجولة الخليجية الثانية لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في مساعيه لحل الأزمة القطرية، واصفة إيّاها بأنها "فاشلة". وأشارت الصحيفة إلى رفض المسؤولين السعوديين الطلب الذي قدمه تيلرسون لهم خلال المباحثات التي جرت بين الجانبين، الأحد، لإنهاء التدابير الصارمة التي يتخذها الرباعي العربي المناوئ للإرهاب ضد الدوحة.
كما عرجت إلى تصريحات الوزير الأمريكي عقب محادثاته في الدوحة -بعد اختتام مباحثاته في الرياض- والتي أعلن خلالها أنه "لا يوجد أي مؤشر قوي يفيد بأن الأطراف مستعدة للحوار الآن". كما أشارت إلى إقراره بأن بلاده "لا تستطيع فرض حوار على أشخاص ليسوا مستعدين له".
وذكرت أن فشل مهمة تيلرسون يأتي في وقت تدنو فيه المقاطعة المفروضة على النظام الحاكم في الدوحة، من دخول شهرها السادس، على خلفية ما يُوجّه إليه من اتهاماتٍ بتمويل التنظيمات الإرهابية، وإيواء شخصيات متشددة ومتطرفة، وإقامة علاقات أوثق مما ينبغي مع إيران التي تشكل خطرًا على الإقليم والعالم بأسره.
"رسائل السعودية"
فيما سلّط السيد زهرة، في مقاله بـ"أخبار الخليج" البحرينية، الضوء على زيارة الوزير الأمريكي إلى المملكة، قائلًا إن "تيلرسون تعمّد إعلان موقفه المنحاز لقطر قبل وصوله إلى السعودية، وزعم أن الدول الأربع هي المسؤولة عن عدم حل الأزمة برفضها الحوار الذي تطالب به قطر.. حين فعل هذا، فإنه تصور، وبقدر كبير جدًا من السذاجة السياسية في الحقيقية، أن إعلان موقفه هذا سوف يمثل عامل ضغط يدفع المسؤولين السعوديين الذين سيلتقيهم إلى أخذ ما يطرحه بجدية".
وأشار الكاتب إلى أن هناك ثلاثة جوانب للمواقف السعودية التي استمع إليها تيلرسون، مثّلت رسائل واضحة له شخصيًا وللإدارة الأمريكية بشكل عام، أبرزها أن المسؤولين السعوديين تعمدوا عدم إعطاء أزمة قطر أهمية كبيرة، واكتفوا بالإشارة العابرة إلى أن الأزمة كانت من الموضوعات التي تناولتها المحادثات.
ورجّح الكاتب أن السعودية حاولت توصيل رسالة لأمريكا، عبر ممثلها تيلرسون، مفادها أنه "على أمريكا أن تفهم أنه ليس هناك أي مجال لحل الأزمة وإنهائها إلا على قاعدة توقف قطر عن دعم الإرهاب ووقف دورها التخريبي، وليس مقبولا أي محاولة للتسويف والمراوغة عبر الحوار أو غيره، وأن التعامل مع الأزمة هو أمر يخص الدول الأربع، وهي تعرف ما تفعله وأي خطوات سوف تتخذ بما تقتضيه مصالحها".
فيديو قد يعجبك: