إعلان

بعد استعادة كركوك .. الأزمة الكردية العراقية إلى أين؟

11:54 ص السبت 21 أكتوبر 2017

استعادة كركوك

كتبت – إيمان محمود:

تفاقمت الخلافات بين أربيل وبغداد خلال الأيام الأخيرة، خاصة في أعقاب استفتاء الانفصال الذي أجراه الأكراد في 25 سبتمبر الماضي، والتي عاشت كردستان على إثره حالة من العزلة الدولية والإقليمية، لتبدأ بعدها السلطة الاتحادية العراقية باستعادة سيطرتها على المناطق المتنازع عليها وعلى رأسها كركوك التي تمركزت بها قوات البشمركة الكردية من الحرب ضد تنظيم داعش.

وتمكنت القوات العراقية المشتركة، الجمعة الماضية، من فرض سيطرتها على معظم مناطق كركوك، حيث شاركت في العملية قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب وفرقة الرد السريع والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وتمكنت تلك القوات من استعادة أهم المواقع الحيوية العسكرية والاقتصادية والإدارية في المحافظة من سيطرة قوات البشمركة الكردية.

ويتوقع مراقبون للوضع العراقي احتمالية تأزم الوضع خلال الفترة المقبلة، كما يتوقع آخرون أن تشهد الأزمة إنفراجة قريبة ليجلس الطرفان العربي والكردي على طاولة المفاوضات من جديد، لكن دون الحديث عن انفصال.

ويرى وزير الموارد المائية العراقي، حسن الجنابي، أن ما حدث في كركوك تسبب في خسائر فادحة لكردستان، وأنهم فقدوا مكتسبات الإقليم التوسعية التي اكتسبوها منذ عام 2003، والتي يسميها مسعود بارزاني "دولة كردستان الكبرى".

وأعرب "الجنابي" في تصريحات لمصراوي عن تفاؤله بشأن المرحلة المقبلة، وأن تشهد الأزمة بين الأكراد وبغداد استقرارًا كبيرًا بعد انسحابهم عما يعرف بـ"الخط الأزرق"، مؤكدًا أن "حلم إقامة دولة كردية قد انتهى".

قبل عام 2003، لم يحظ الأكراد بفرصة حقيقية للمشاركة في إدارة شؤون الدولة، لكن ومنذ عام 2003، تمخضت سياستهم التي يصفها كثير من المحللين والمراقبين حينها بالـ"ناجحة"، عن ضمان حقوق عريضة لإقليم كردستان العراق، أبرزها الفيديرالية والاحتفاظ بقوات حرس الإقليم البشمركة وإدخالها ضمن المؤسسة العسكرية العراقية، بحسب موقع "العربية".

وقال عباس البياتي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب العراقي، إن انشغال العراق في الحرب مع داعش خلال السنوات القليلة الماضية، أتاح الفرصة للأكراد بالتمدد داخل المناطق المتنازع عليها من خلال قوات البشمركة التي كانت تشارك القوات العراقية في الحرب ضد التنظيم المتطرف.

ويؤكد "البياتي" أنه بموجب الدستور العراقي فإن الحكومة الوطنية لها الحق في السيطرة على كركوك والمناطق المتنازع عليها، مشيرًا إلى أن تلك المناطق لا تدخل في نطاق الصراع السياسي بين أربيل وبغداد، وانما تتعلق بصلاحيات السلطة الاتحادية.

وتوقع النائب العراقي -في تصريحاته لمصراوي- أن تفتح عملية كركوك أبواب الحوار بين الطرفين، وأن تكون المرحلة المقبلة كـ"مرحلة انتقالية"، تشهد هدوءً من الطرفين وقراءة جديدة للواقع السياسي يدفع الأكراد للحوار مع بغداد.

أرجع "البياتي" أسباب الأزمة بين أربيل وبغداد والتي دعتهم إلى الرغبة في الانفصال عن العراق، إلى خلافات على رواتب قوات البشمركة وميزانية الإقليم وعائد تصدير النفط داخل الإقليم، مشددًا: "لا حوار على المنافذ والمناطق المتنازع عليها، الحوار يجب أن يكون إطار وحدة العراق".

فيما قال الصحفي العراقي صلاح نصراوي، إن هناك ثلاثة سيناريوهات كان يتوقعها بعد انتهاء الاستفتاء: وهي الحرب، أو فرض عقوبات اقتصادية على أربيل، أو الدخول في مفاوضات لحلحلة الأزمة.

وأضاف "نصراوي" أن سيناريو استعادة كركوك كان غير متوقعًا وفاجأ الكثيرين، مؤكدًا أن ما حدث وضع الأزمة في مرحلة جديدة "حيث لا يمكن القول إنها انتهت ولا يمكن القول إن المشروع الكردي القومي للانفصال عن العراق انتهى".

الصحفي العراقي أشار إلى أن الأزمة الحالية تتطلب حلول بارعة من الأطراف الكردية والعربية، وإيجاد عملية سياسية جديدة لإعادة بناء العراق، مضيفًا: يجب على الطرفين تقديم تنازلات من أجل الوصول إلى تلك النقطة.

لكن "نصراوي" أبدى تشككه في النية الجادة للطرفين بتقديم تنازلات، قائلاً "كل المكونات العراقية ليس لديها الرغبة ولا الإرادة ولا القدرة على تقديم تنازلات حقيقية لحل الأزمة".

وتوقع أن يشهد العراق أزمات كثيرة في الفترة المقبلة، خاصة بعد تفاقم الخلافات بين الحزبين الكرديين "الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، فالانشقاق بينهم إقليمي وليس سياسيا فقط، على حد تعبيره.

وشدد نصراوي: "نحن مقبلون على أزمات داخلية قد تصل إلى صراع مسلح، ولا يمكن حل الأزمة بين كردستان وبغداد قبل حل الازمة داخل الإقليم ذاته".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان