أحداث هيمنت على العالم في 2016
كتبت – أماني بهجت:
انقضى عان 2016 لكن أحداثه وتبعاتها لا تزال مهيمنة على الساحة العالمية ومستمرة في 2017. فاليمين الذي بدأ يزدهر خلال السنوات الماضية بدأ في ترسيخ أقدامه في الغرب خلال العام المنصرم، وينتظر أن يحقق مكاسب أخرى خلال العام الذي بدأ قبل أيام؛ تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال ينشر إرهابه في شتى ربوع العالم ولا تزال الحرب عليه مستمرة؛ هناك أيضا المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا وتبعاتها على الديمقراطية في الدولة التي كانت حتى وقت قريب مثالا يحتذى، واغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، وغير ذلك من أحداث.
اليمين يهيمن
يعد عام 2016 هو عام صعود اليمين في أوروبا وأمريكا والعالم الغربي عموما؛ حيث بدأت كرة الثلج تتدحرج بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي عُرفت باسم "البريكست".
جاءت نتائج الاستفتاء لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بفارق بسيط حيث جاءت النتائج مُرجحة للخروج بنسبة 51,9 في المئة مقابل 48,1 في المئة للبقاء، وهو الأمر الذي شكل مفاجأة لكثير من المراقبين، ولكن المفاجأت لم تنتهي بعد!
أيضا الانتخابات الأمريكية، والتي وقعت في 8 نوفمبر 2016 جاءت نتائجها بمثابة مفاجأة للعالم أجمع، حيث فاز دونالد ترامب والذي من المفترض أن يتسلم الراية في 20 يناير المقبل، على منافسته هيلاري كلينتون بأصوات المجمع الانتخابي.
خالفت النتائج كل استطلاعات الرأي التي كانت تُرجح كافة كلينتون، الأمر الذي أصاب العالم بالذهول، وأصبح ينبأ بحقبة جديدة في علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم أجمع.
أما في فرنسا والتي من المفترض أن تشهد انتخابات رئاسية خلال الشهور المقبلة، فقد باتت المنافسة شبه منحصرة بين ماري لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، والتي ترى في فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية أملًا في استعادة القيم الغربية، وفرانسوا فيون الذي لا تختلف أفكاره كثيرا عن أفكار لوبان.
هما أيضا صعود اليمين في ألمانيا وتحقيقه نتائج غير متوقعة ومقلقة في نفس الوقت في الانتخابات البلدية في الولايات الألمانية الأمر الذي يشكل تحديا للتحالف الحاكم برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل.
يضاف إلى ذلك ما يحققه اليمين في شرق أوروبا من مكاسب اعتماد على خطابه المعادي للمهاجرين الداعي لإغلاق الحدود في وجه الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا.
الإرهاب يضرب العالم
على مدى العام المنصرم، روعت العديد من الهجمات العالم أجمع، من فرنسا إلى بلجيكا مرورا بألمانيا وتركيا والولايات المتحدة ومصر وغيرها من دول الشرق الأوسط.
من الهجمات الأكثر ترويعا، هجوم الشاحنة في نيس في فرنسا؛ حيث قاد رجل في 14 يوليو شاحنة بضائع عمداً باتجاه حشد من الناس كانوا يحتفلون بيوم الباستيل في نيس.
أسفر الهجوم عن مقتل 84 شخصاً بينما قتلت الشرطة المهاجم. منفذ العملية هو محمد لحويج بوهلال، وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الحادث فيما بعد.
حادث مأساوي أخر، هو الهجوم على نادي للمثليين جنسياً في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما قام عمر متين بفتح النيران على رواد النادي مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص.
وآبى العام أن يمر دون أن يخلف ضحايا أخرين، ففى ديسمبر الحالي قام أحد الذئاب المنفردة التابعة لداعش وهو تونسي الجنسية بالسطو على شاحنة عملاقة في برلين بألمانيا وقام بدهس 12 شخص أثناء احتفالات عيد الميلاد، ويُدعى أنيس العامري.
وهناك عشرات الهجمات في تركيا أبرزها الهجوم على مطار أتاتورك والهجوم الذي وقع خارج ملعب لكرة القدم في اسطنبول أيضا.
كذلك مصر، والتي كان أسوأ الهجمات ذلك الهجوم الذي وقع في 11 ديسمبر الماضي حين فجر انتحاري نفسه وسط حشد من المصلين في كنيسة البطرسية وسط القاهرة ما أسفر عن مقتل 27 شخصا أغلبهم من النساء، وإصابة عشرات.
يضاف إلى ذلك العشرات من الهجمات في العراق وسوريا الذي يحتل تنظيم الدولة الإسلامية مساحات شاسعة من البلدين منذ أكثر من عامين ونصف.
انقلاب تركيا الفاشل
في 15 يوليو من العالم الحالي، شهدت تركيا محاولة إنقلاب، قام بها مجموعة من ضباط الجيش. غير أن المحاولة باءت بالفشل بعد ساعات؛ حيث ظهر الرئيس رجب طيب أردوغان عبر برنامج تواصل اجتماعي متحدثا على قناة إخبارية ودعا أنصاره وغيرهم إلى النزول والتصدي للمحاولة.
وعلى إثر هذه المحاولة الفاشلة اعتقلت السلطات التركية مئات الآلاف من رجال الجيش والشرطة والقضاء والمعلمين والأساتذة الجامعيين والصحفيين وغيرهم في شتى المجالات بتهمة التخطيط للانقلاب والتبعية لجماعة فتح الله غولن.
اغتيال السفير الروسي في أنقرة
في مشهد أشبه بمشاهد السينما، أطلق شرطي تركي النار باتجاه السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف أثناء كلمة كان يلقيها في معرض فني في أنقرة. كان الحادث مفاجئا للعالم أجمع الذي فُزع من الحادث.
ويظهر شريط فيديو عن المعرض كارلوف يلقي خطابا عندما يسمع صوت إطلاق نار. ويقال أن المسلح أطلق ثماني رصاصات.
بعد ذلك يظهر رجل مسلح يرتدي بدلة أنيقة وربطة عنق يلوح بمسدسه ويطلق النار وهو يردد شعارات باللغتين العربية والتركية.
وكرر المسلح صيحة "الله أكبر" كما صرخ بالتركية "لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا".
وكان للسفير الراحل دور بارز في حلحلة أزمة دبلوماسية كبرى بين البلدين، عندما اسقطت تركيا طائرة مقاتلة روسية قرب الحدود مع سوريا.
وقد فرضت موسكو عقوبات على تركيا مطالبة باعتذار تركيا عن الحادث، ومن بينها تجميد رحلات السياح الروس إلى تركيا، وقد تمكن البلدان مؤخرا من تحسين العلاقات بينهما.
فيديو قد يعجبك: