إعلان

دمشق وموسكو تعلنان أن التحالف الذي تقوده أمريكا ضد "داعش" يقصف الجيش السوري

11:48 م السبت 17 سبتمبر 2016

التحالف الذي تقوده أمريكا ضد داعش يقصف الجيش السور

بيروت - ( د ب أ )

قالت سورية وروسيا اليوم السبت إن الضربات الجوية، التى وجهها التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة، ضد مواقع الحكومة السورية في شرقى سورية، تسببت في سقوط قتلى وسمحت لميليشيا تنظيم الدولة الإسلامية الارهابى "داعش" للتقدم في المنطقة.

ونقلت اليوم وكالة أنباء تاس الروسية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجور جنرال ايجور كوناشنكوف قوله إن الغارات الجوية التى نفذتها الطائرات الحربية للتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أسفرت عن مقتل 62 جنديا سوريا وجرح 100 آخرين .

وذكر الجيش السوري إن القصف خلف خسائر غير محددة في الأرواح وأضرار في المعدات العسكرية.

وقال "هذا القصف مهد الطريق على نحو واضح لهجوم إرهابي من جانب تنظيم داعش على الموقع والسيطرة عليه".

ووقع القصف في الساعة 17 مساء (1400 بتوقيت جرينتش) قرب مطار عسكري في شرقى مدينة دير الزور، وفقا لما جاء في بيان للجيش السوري نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي جماعة حقوقية سورية معارضة تتخذ من بريطانيا مقرا لها، أن أكثر من 80 جنديا سوريا قتلوا في الغارة الجوية.

وفى الوقت ذاته قال الجيش الأمريكي إن طائرات قوات التحالف شنت ضربة جوية على مدينة دير الزور جنوبي سورية اليوم السبت، لكنها أوقفت العملية عندما علمت من مسؤولين روس إن الموقع المستهدف ربما يكون تابعا للجيش السوري.

وقالت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية في بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن قوات التحالف كانت تعتقد أنها تستهدف موقعا لمقاتلي تنظيم داعش.

وأضاف البيان أن "ضربة قوات التحالف توقفت فورا عندما أبلغ مسؤولون روس مسؤولي التحالف بأن الأفراد والمركبات المستهدفة خاصة بالجيش السوري".

ونقل البيان عن مسؤولين لم يكشف عن هويتهم إن قوات التحالف لم تقصد قصف وحدة عسكرية سورية معروفة.

وقال الجيش الأمريكي إن أعضاء التحالف أبلغوا نظراءهم الروس بالضربة الجوية قبل وقوعها "من قبيل المجاملة المهنية".

ويأتي هذا القصف في الوقت الذى ظهر فيه أن الهدنة التى توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا، ودخلت حيز التنفيذ في سورية يوم الاثنين الماضى، هى هدنة هشة على نحو متزايد.

وتبادلت القوات الحكومية وجماعات المتمردين الاتهامات بارتكاب انتهاكات الهدنة، ولاتزال جماعات الاغاثة تنتظر تسليم الإمدادات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة داخل سورية.

ونفت وزارة الخارجية السورية في وقت سابق من اليوم السبت أن حكومة الرئيس السوري بشار الاسد تعرقل وصول المعونات إلى مدينة حلب المقسمة.

وقال مصدر بوزارة الخارجية السورية، لم يتم الكشف عن هويته "دون الخوض في تفاصيل "تؤكد حكومة الجمهورية العربية السورية إنها فعلت كل ما هو مطلوب منها لتسهيل وصول قافلة المساعدات الإنسانية إلى غربى حلب".

واتهمت وزارة الخارجية السورية بعض الجهات الدولية بإطلاق تصريحات "غير دقيقة" من حول إيصال المساعدات إلى مدينة حلب.

وقال مصدر مسؤول في الوزارة في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم السبت إن سورية "تقوم بواجباتها كاملة تجاه شعبها في كل أنحاء سورية وذلك بهدف تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وفي هذا المجال فإنها تفعل كل ما هو ضروري من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في أي مكان في سورية".

وشدد المصدر على أن الوزارة قامت بكل المطلوب منها لتسهيل وصول قافلة المساعدات الإنسانية إلى شرق حلب "لكنها لم تتلق أي ضمانات تتعلق بأمن القوافل حيث مازال المسلحون يطلقون النار على الطريق الذي ستسير عليه هذه القوافل ولم تكتف المجموعات المسلحة بذلك بل إنها تطلق النار على الطرق الفرعية المحيطة بالطريق الرئيسي المحدد لمرور القوافل".

وأضاف أن سورية "قامت بكل ما هو ضروري من أجل فتح معبر آمن لهذه القوافل وأنها وضعت النقاط الخاصة بذلك وخاصة من أعضاء الهلال الأحمر السوري أما المجموعات المسلحة فلم ينسحب مسلحوها حتى الآن من تلك الطرق بل وما زالوا يرتكبون أعمالا استفزازية خطيرة".

وأعربت الخارجية السورية عن استعدادها للحوار والتعاون مع الجهات الدولية المعنية لتنفيذ ما تم التوافق عليه مع الأمم المتحدة وخاصة الإجراءات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية.

وكانت الخارجية السورية نفت أمس ردا على تصريحات المبعوث الدولي الخاص بسورية ستافان دي ميستورا قطعها لطريق مرور قوافل المساعدات الانسانية القادمة من تركيا باتجاه المناطق المحاصرة في مدينة حلب.

وكان دي ميستورا حمل الحكومة السورية مسؤولية عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى حلب وبقية المناطق المحاصرة حيث أعرب في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في جنيف أول أمس، عن خيبة أمله إزاء عدم تنفيذ بند إدخال المساعدات الإنسانية الأممية بلا قيد أو شرط وفق اتفاق الهدنة الأمريكي الروسي مشددا على أن 40 قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة جاهزة للانطلاق إلى شرق حلب عبر طريق الكاستيلو مستفيدة من حالة التهدئة على الصعيد العسكري في المنطقة.

ومن جهته أعرب ديفيد سوانسون، متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أجل سورية، اليوم السبت عن شعوره بالإحباط إزاء عدم القدرة على إيصال المساعدات المطلوبة بشدة لمدينة حلب السورية المقسمة، بعد أيام من سريان هدنة بوساطة الولايات المتحدة وروسيا.

وقال سوانسون "حتى اليوم السبت لم يتم إحراز أي تقدم وهو ما يعد شيئا محبطا للغاية للمجتمع الإنساني".

وما زالت العشرات من الشاحنات المحملة بإمدادات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عالقة عند الحدود التركية. وتابع سوانسون قائلا إن ما يقرب من 80 ألف شخص سوف يستفيدون من هذه المساعدة التي تستهدف المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب.

وألقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا معظم المسؤولية على عاتق حكومة الرئيس السوري بشار الأسد التي لم تقدم أي مما يطلق عليها خطابات التسهيل لشاحنات المساعدات لعبور الخطوط الأمامية.

واتهمت روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، الولايات المتحدة اليوم السبت بعدم القيام بدورها من أجل تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالهدنة في سورية.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن ممثل هيئة أركان القوات الروسية الجنرال فيكتور بوزنيخير قوله "إذا استمر الوضع هكذا، ستتحمل واشنطن كل المسؤولية عن فشل وقف إطلاق النار في سورية".

وقال بوزنيخير في مؤتمر صحفي "بعد خامس أيام وقف إطلاق النار، نعلن أن الجانبين الروسي والسوري هما من تقيدا بالالتزامات بشكل كامل وحدهما".

وأضاف أن الولايات المتحدة و"ما يسمى بالجماعات المعتدلة" التي تدعمها لم يتقيدوا بأية التزامات بموجب الاتفاقات التي وقعت في جنيف في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المتمردين الإسلاميين ومن ضمنهم فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، يجلبون تعزيزات عسكرية إلى أطراف حماة بوسط سورية لشن هجوم ضخم يخططون له ضد المناطق التي يسيطر عليها النظام هناك.

فيديو قد يعجبك: